استمرارا لسياستها القمعية في الأراضي الفلسطينية، واصلت قوت الاحتلال الإسرائيلي ممارساتها العنصرية بحق كل ما هو فلسطيني خلال الشهر الماضي، حيث نفذت عشرات العمليات والتوغلات العسكرية داخل الأراضي الفلسطينية والتي نتج عنها القتل واعتقال العشرات فضلاً عما تمارسه دولة الاحتلال وجنودها ومستوطنيها من اعتداءات بحق المواطنين الفلسطينيين ومدنهم وقراهم ومزارعهم وبيوتهم من تدمير وتخريب ومصادرة للأراضي وخنق للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية وحصار خانق على قطاع غزه وهذا ما تأكده الوقائع على الأرض وبشهادة كل المراقبين.
استشهد في الأراضي الفلسطينية خلال الشهر المنصرم مواطنان اثنان، احدهما شاب من الضفة الغربية يبلغ من العمر 25 عاما وهو المواطن طلعت رامية "شهيد نصرة الأقصى" متأثرا بجراحة التي أصيب بها خلال مواجهات اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من حاجز قلنديا العسكري احتجاجاً على محاولات الاحتلال المتكررة اقتحام المسجد الأقصى المبارك، واستشهد مواطن مسن من القطاع في قصف إسرائيلي بالطائرات الحربية على سوق فلسطيني الدولي للسيارات بحي الزيتون وهو المسن عبد الكريم الزيتونة 72 عاما من حي الزيتونة.
تصاعد في وتيرة الاعتقالات خلال الشهر المنصرم
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملاتها الاعتقالية خلال شهر (شباط) الماضي حيث اعتقل أكثر من "355" مواطناً من بينهم عشرات الأطفال والنساء والعديد من الأسرى المحررين ممن امضوا في السجون أعوام عديدة، كما طالت الاعتقالات أسرى محررين ضمن صفقة الأسرى التي جرت بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال "صفقة وفاء الأحرار" والتي أفرج الاحتلال بموجبها عن مئات الأسرى مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي شاليط، حيث أعادت قوات الاحتلال اختطاف الأسير المحرر أيمن شوارنه 36 عاما من مدينة الخليل، وأيمن أبو داوود 35 عاما من الخليل، ورامي سميح أبو هنية 19 عاما وبهاد الدين سميح سليم عاما وهما من قرية عزون القريبة من مدينة قلقيلية، والأسيرة هناء يحيى الشلبي 30 عاما من قرية بروقين قرب جنين، ومحمود عدنان محمود سليم من جيوس قرب قلقيلية، ومجدي ألعجولي 48 عاما من قفين قرب قلقيلية وقد أفرج عنه لاحقاً.
وتعتقل (50) طفلا و (8) نساء وعشرات العمال
إلى ذلك طالت الاعتقالات الإسرائيلية اليومية المتكررة لمدن الضفة الغربية كافة شرائح المجتمع الفلسطيني بما فيهم الأطفال والنساء، حيث اعتقلت قوات الاحتلال خلال مداهماتها لمدن الضفة الغربية ما يزيد عن (50) طفلاً فلسطينيا تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة، كما اعتقلت قوات الاحتلال إضافة إلى هذه الأعداد عشرات العمال الفلسطينيين من مناطق شتى من الداخل الإسرائيلي، و(8) نساء فلسطينيات من ضمنهم الأسيرة المحررة هناء يحيى الشلبي من مدينة جنين المحرر في صفقة التبادل، والمواطنة شرين العيساوي من مدينة القدس والتي اعتقلت من منزلها بعد مداهمته والقيام بعمليات فحص وتفتيش والبحث عن شقيقها المحرر وقد أصيبت بكسور خلال عملية الاقتحام لمزلها.
من جانبه عبر احمد الطوباسي المحامي والباحث في مؤسسة التضامن الدولي عن إدانته للممارسات الاحتلال العنصرية ضد الشعب الفلسطيني في ضوء تصاعد الاعتداءات والجرائم بحقه.
وأكد الطوباسي على حق الشعب الفلسطيني بالعيش بأمن وحرية وكرامة أسوة بكثير من دول العالم محذرا من خطورة استمرار انتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية بالتوازي مع الصمت العالمي المطبق إزاء ذلك .
وشدد الطوباسي على ضرورة الوقوف ضد سياسة الاعتقالات التي تنتهجها دولة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية والتي تتنافى وكافة القوانين والأعراف الدولية في السلم والحرب وخاصة تلك التي تطال الأطفال والنساء، كما دعت مؤسسة التضامن الدولي عبر محاميها المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات التي تعنى بالأسرى إلى تحمل مسؤولياتها والعمل على إلزام دولة الاحتلال بوقف هذه الانتهاكات والعمل على تحمل مسؤولياتها القانونية و الأخلاقية كدولة احتلال كما نصت على ذلك المعاهدات والمواثيق الدولية.
[email protected]
أضف تعليق