تتزين في هذه الايام جبال الجليل الاعلى وتلبس اللوزيات حلة جميلة من الازهار الناصعة البياض ،كما الثلوج التي تكسو جبل الشيخ ،وفي هذه الايام يخرج الفلاح الى كرمه ليبدأ عملية تقليم الاشجار . مراسل بكرا سافر الى اعلى جبال الجليل وحط في قرية حرفيش، وقد تجول برفقة الاديب والفلاح نمر نمر في بستانه ليطلعه ويزوده بمعلومات قيمة حول إزهار اللوزيات وتقليم الاشجار. نمر كان وما زال متشبثا بأرضه وهويته العربية وتراثه، ويتجلى ذلك من خلال كتاباته ومشاركاته في الاعمال والندوات الوطنية المختلفة ،ورفضه المطلق للخدمة في الجيش.
أحيل للتقاعد مرغما
من مواليد 1941 ،مارس مهنة التعليم على مدار 35 عاما ،في موضوع اللغة العبرية ،وذلك في مدارس قريتي حرفيش وبيت جن ،وقد احالته وزارة التربية والتعليم للتقاعد في عام 1993 مرغما بحجة" تحريض الطلاب والأهالي رفض الخدمة العسكرية في الجيش الاسرائيلي.
"جناح الام بلم"
وقد ترجم العديد من الكتب من العربية الى العبرية والعكس ،وقد ترجم رسالة الدكتوراة للدكتور مصطفى عباسي من قرية الجش بعنوان "صفد في عهد الانتداب البريطاني" ،أما اهم مؤلفاته الادبية فكانت ،"الشهيد كمال جنبلاط ،"رحيل امير البيان شكيب ارسلان" ،مجموعة قصصية بعنوان" المحاولة الثانية " ،وقد ألف وكتب ايضا للصغار والشباب ومنها ،مجموعة قصصية للصغار بعنوان" معالم بلدنا " وللشباب مجموعة قصصية بعنوان " جناح الأم بلم" ،وهذا غيض من فيض !!
في بستانه:كل ما تشتهي الانفس
في بستان العم نمر انواع عديدة من الاشجار ،كاللوزيات بأنواعها ،اللوز ،المشمش ،الدراق والجوز ،وكذلك فقد اتسع بستانه للأشجار التراثية العربية كالتين والزيتون الرومي القديم ، والصبر ،وهناك ايضا اشجار التوت بأنواعها ،والحمضيات ،ويحرص العم نمر على زراعة النباتات والأعشاب الطبية على اختلافها ،كالميرمية ،زعتر بلدي وفارسي ،شيبة (عشبة الشاي ) ،ونبتة لبن العصفور ... وقد تيقنت ان العم نمر يتقن فنون البستنة كما يتقن الادب ...
اللوز يخفض من نسبة الكولسترول في الدم
يقول نمر:اشجار اللوز اصناف وكل صنف له لون ،زهر وطعم مختلف عن الاخر ،فهذا اللوز زهره ناصع البياض كالثلج ،وآخر زهره ابيض يميل الى الوردي ويشبه زهر الدراق ،وتأتي ثمرة اللوز بعد الازهار بثلاثة اسابيع ،ومن اهم فوائد اكل اللوز انه يخفض نسبة الكولسترول في الدم ،ولذلك ينصح الاطباء بأكله اخضرا ويابسا على حد سواء
"قنبني ولا تكربني"
ويتابع نمر : تقليم الاشجار في هذه الايام هام وضروري للأشجار ،نحن الان في نهاية فصل الشتاء وقدوم الربيع ،ويقول المثل الشعبي "قنبني ولا تكربني "، أي ان التقليم اهم من حرث الارض .اللوزيات بأنواعها تقلم في هذه الايام وكذلك التين والعنب ،وهناك قاعدة اساسية للتقليم ،فالفلاح يتحكم بالشجرة بشكلها وحجمها ،وكما قال المثل الشعبي ،"ابعد اختي عني وخذ ثمرها مني " ويتابع العم نمر ليقول:في الايام والأسابيع القادمة تنبعث اشعة الشمس الربيعية الدافئة ومن الاهمية بمكان تقليم الاشجار وخاصة الأغصان الداخلية لكي تفسح مجالا لأشعة الشمس باختراق الشجرة ،فالنبتة تحيا من الماء وأشعة الشمس،وهناك مثل شعبي اخر "بيت تدخله اشعة الشمس لا يدخله طبيب" ،من المستحسن وضع مادة تدعى"طابزول" على مكان التقليم ،وهذه المادة تمنع دخول الحشرات، ووضع بيضها داخل القشرة لكي لا تنخر الشجرة وتفسدها.وبهذه المناسبة انهى نمر :" هناك مرشدان لهما الباع الطويل في مجال الارشاد الزراعي ولا يبخلان على احد في اسداء النصيحة والإرشاد وهما : الدكتور فتحي عبد الهادي من قرية اكسال – يحمل شهادة الدكتوراة في الزراعة ومتخصص في اشجار التين والزيتون والعنب ،والمرشد الاخر مصطفى ناطور من الناصرة".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
كل عمرك وطني وأصيل يا شيخ نمر
ولا بتتغير يا شيخ انت كما جبال الجليل الشامخة
كل الاحترام للفلاح والاستاذ نمر نمر
بلا شك قصه مؤثره لمربي حاول خدمه مجتمعه في اطار سلك التعليم ولاكن المنضمون الصهيونيه حالت بينه وبين أدا رسالته ااالتعليميه ولم يرضخ للاملات فاداها بطريقه مستقيمه مخلصه تفيد الشعب الذي ينتمي اليه
تحياتي لك استاذ ويعطيك العافيه على هذه المعلومات البستان جميل ورائع