حول تداعيات زيارة رئيس الدولة شمعون بيرس الى مدينة الناصرة المرتقبة، والتي من المتوقع ان تكون يوم الاثنين 20-2-2012 ، حيث يقال أن بيريس سيصل إلى الناصرة لزيارة بلديتها والقيام بجولة حول أبرز معالمها، ولأن خبر هذه الزيارة لا يزال حتى اللحظة يثير زوبعة من الآراء بين مؤيد ومعارض لها، ولكل من الطرفين أسبابه ووجهة نظره حول الموضوع، ارتأينا ضرورة قياس رأي عدد من الشباب العربي في مجتمعنا، سواء في الناصرة أو حتى من مختلف البلدات العربية، لمعرفة إن كانت هذه الفئة ترحب ببيرس أو أنها ترحب بفكرة العزوف عن استقباله، وبعد إجراء التقرير، عدنا لكم بالآراء الأتية:

لا أهلاً ولا سهلاً بكَ يا بيريس...!

الناشطة السياسية ميسان صبح، قالت لبكرا:"أنا طبعًا ضد زيارة بيريس للناصرة وغير مرحب فيه ببلداتنا العربية، فلا أهلا ولا سهلا به، وإنني أرى أنه يجب التصدي من قبل الجمهور النصراوي للزيارة وعدم المشاركة في أي حفل أو ما شابه بخص زيارته.. بدل استقباله بالورود علينا استقباله بالاحذية.. قاتل أطفال قانا.. لا اهلا ولا سهلا بسفاحين أبناء شعبنا..."

حضوره غير مشرّف لكن الواقع يقول أننا لن ننجح في منع زيارته!

عمار أبو قنديل، قال:"لإنني أرى أن استقبال بيريس من وجوه الناصرة يعد طبعًا أمرًا غير مشرف، لكنني واقعي، وبالتالي فإنني أعي أيضًا أن الحراك الشبابي والتظاهر لمنع الزيارة لن يحدث فارقًا، بيريس سيأتي وسيتابع جولته شئنا أم أبينا..."

أسيل تايه قالت بدورها :"بصراحة علينا أن نكون على واقعيين في حكمنا بشأن هذه الزيارة وألا نتوقع أن يكون هناك أي حراك يُذكر تجاه الأمر، لأنني أعتقد أن الشباب العربي والنصراوي تحديدًا لن ينجح في منع الزيارة أن تتم..."

آمل أن يكون حراكنا الشبابي كافيًا لفرض موقفنا لمنعه...!

آلاء قرطومة، عبرت عن موقفها ضد الزيارة قائلة:"إنني ضد زيارة بيريس بالطبع وآمل أن يكون هناك حراكًا شبابيًا كافيًا لمنعها أن تتم، لأن استقباله ليس سوى مساس بكرامتنا ووطنيتنا وانسانيتنا..."

جهاد عبدالله حدثنا قائلاً:"إنني أرى أن الفكره من استقبال بيرس من قبل البلديه هو مؤامره صهيونيه اكيده ! وهنا على أن أسأل، ترى ما مصلحة البلديه من ذلك ؟"

وتابع:"الناصره هي جزء لا يتجزا من الشعب الفلسطيني , ونحن كشعب فلسطيني يجب علينا التصدي وبقوه لهذه الزياره وعيب علينا كمجتمع فلسطيني ان نسمح لسفاح بان يدخل الى مدينتنا..."

أرفض استقبال قاتل الأطفال...!

أنوار شرارة عبرت عن رأيها بهذا الخصوص قائلة:" أنا شخصياً ارفض لقاء من قام ويقوم بمجازر بحق ابناء شعبنا، فهو من المشاركين الاوائل في نكبة شعبنا من خلال انضمامه لعصابات الهاغاناه، وهو من قاد الحصار والحرب على قطاع غزة وهو من قاد أيضًا عملية "عناقيد الغضب" ومجزرة قانا وهو من يشرعن استمرار الاحتلال والممارسات الوحشية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد! فكيف لنا نحن الشباب النصراوي الوطني الملتزم لقضيته وأرضه وبلاده أن نعطي الشرعية لهذه الشخصية ان تدخل مدينتنا وتعتلي منصاتنا وتخطب بنا...؟"

أحلام طه، قالت:"بالطبع إنني أرفض مبدأ الزيارة واستهجنها، وأرى أن علينا التصدي لمنعها بكافة قوانا...

ما يحصل بالناصرة هو نتيجة ضعف المعارضة ونتيجة الفراغ السياسي

من جهة أخلاى، قال  الطالب الجامعي عماد جرايسي:" للأسف ما يحصل بالناصرة هو نتيجة ضعف المعارضة ونتيجة الفراغ السياسي المتواجدة به المعارضة. كل المعطيات الرسمية وغير الرسمية تُشير الى نجاعة ادارة البلدية ومساهمتها بتطور المدينة. زيارة بيريس هي زيارة عمل للمدينة ومن المفروض ان تساعد وتساهم بتطور المدينة. يجب الفصل بين العمل والمواقف السياسية. قد لا نختلف على تاريخ بيريس المُلطخ بالدماء والمجازر التي ارتكبها, ولكن قد لا نختلف أيضا على اهمية المطالبة بحقوقنا الكاملة ومساواتنا بمختلف المجالات المدنية والبلدية والاجتماعية والسياسية. وانا متأكد بأن ادارة البلدية ستطرح سياسة التميييز والاستثناء التي تعاني منها المدينة والسكان والمطالبة من بيريس على المساعدة والعمل على انهائها, كما اعتقد سيتم طرح قضية شباب شفاعمرو والمطالبة للعفو عنهم. التهجم على هذه الزيارة يأتي من نهج سياسي ومصالح حزبية وفئوية ضيقة, وليس من منطلق مصلحة المدينة. انا ضد مواقف وتاريخ بيريس الشخصي, ولكن المطالبة بالحقوق والمساواة,تحتم علينا هذه الزيارة,كما الكثير من الروؤساء السلطات المحلية استقبلوه ولم نرى اي تصريح ومعارضة. ولا اريد ان ادخل واكون جزء من الصراعات الحزبية, ولكن على الجميع وخاصة المعارضين ان يذكروا التاريخ جيدا, مثل من قدم نفسه كمرشح لرئاسة الحكومة في اواخر التسعينات, والاتلاف قبل سنوات مع حزب العمل في الهستدروت, وعدم حضور جلسات البلدية المهمة والكثير من الأمور.
 
يجب أن تكون علاقتنا مع السُلطة المركزية واضحة

بدوره اكد شريف زعبي عضو بلدية الناصرة:" يجب أن تكون علاقتنا مع السُلطة المركزية واضحة، ونحن كمواطنين يعيشون في أرضهم، لنا حقوقنا المدنية والاجتماعية، والقومية التي يجب أن نطالب بها، وزيارة رئيس الدولة شمعون بيرس إلى مدينة الناصرة هي رسمية، وليست حزبية، فهو من خلال منصبه قام بزيارة لعدة مجالس وسُلطات محلية عربية، وتم استقباله بشكل رسمي، وفي اعتقادي من الخطأ أن تتم مقاطعة هذه الزيارة من قبل السُلطة المحلية، سوف نقوم باستقباله، ونطرح عليه مطالبنا، ورأينا في العنف والتمييز الموجه ضد الجماهير العربية، لا يوجد مكان للمزاودات، لأنه كما أشرت معظم رؤساء المجالس المحلية قاموا باستقباله وبشكل رسمي.

وأضاف: نحن دائماً كنا نناضل من أجل عدم مقاطعة الوزراء والحكومة اليمينية للسُلطات المحلية العربية، والتمييز ضد السُلطات والمجالس العربية وتجاهلها، لن نعامل الحكومة بالمثل، لن نعطي المزيد من الهدايا لليمين للزيادة من تجاهلنا.

من حق كل انسان ان يتظاهر خاصة ضد رئيس يصمت على القوانين العنصرية

وقالت المحاضرة الاكاديمية د. رنا زهر:" ان زيارة پيرس للناصرة هي زيارة عمل فقط . ما يقوله رئيس البلدية رامز جرايسي لبيرس او غيره هو نفس ما نسمعه منه عبر وسائل الاعلام .هو لا يتلون ولا يغير الخطاب بحسب الانسان والموقع ,والتجارب السابقة تثبت ذلك. اعتقد ان مشكلتنا هي ليست زيارة بيرس وغيره للناصرة، انما عدم زيارتهم لنا . ان عدم زيارة الوزراء للمدن والقرى العربية والاطلاع على اوضاعها لهو تمييز ضدنا . فليأتوا وليروا ويسمعوا من رامز ومن رؤساء سلطاتنا المحلية عن سياسة الحكومة العنصرية وسياسة التهميش والاستثناء. لم ولن يسمعوا من الجبهة ووممثيليها غير ذلك اصلا, فهم لا يهابون لا بيرس ولا غيره. وبنفس الوقت من حق كل انسان ان يتظاهر خاصة ضد رئيس يصمت على القوانين العنصرية.

عنان معلوف: شن الهجوم على جرايسي تصرف غير مسؤول

اما الطالب عنان معلوف فقال لموقع "بكرا": من وجهة نظري، زيارة رئيس الدولة هي جزء من معركة صعبة وطويلة المدى ضد سياسة مقاطعة الحكم المركزي للمجالس المحلية العربية بشكل عام ولبلدية الناصرة بشكل خاص.

وأضاف: فيجب ان لا ننسى انه عندما زار لاول مرة وزير اسرائيلي بلدية الناصرة (برئاسة توفيق زياد) في عام 1981 فقد تلقى هذا الوزير اتهامات بكسر قرار محكمة بمقاطعة بلدية الناصرة. لدي كل الثقة ان الزيارة ستُستغل لطرح هموم ومشاكل الناصرة من قبل ادارتها وعلى رأسها رئيس البلدية المهندس رامز جرايسي والتي بالطبع ستضمن مشاكل مثل: قضية العنف, توسيع مسطح المدينة وهموم اخرى تشغل بال كل فرد من ابناء المدينة.

وقال: شن الهجوم العشوائي من قبل بعض الاطر السياسية في الناصرة هو تصرف غير مسؤول ونابع من مصالح ضيقة انتخابية فقط ويؤسفني ان تعمل هذه القوى تتغذى اعلاميا على مهاجمة الآخر بدلا من العمل والنهوض من اجل الناصرة وابنائها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]