قدّم سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أيمن عودة، استقالته بعد 5 سنوات ترأس خلالها لجنة لمناهضة الخدمة المدنية وكافة أنواع التجنيد.
عن أسباب هذه الاستقالة وعن وجهته المستقبلية، عن رؤيته السياسية والخطوط الحمراء التي يضعها لنفسه، عن حالة المجتمع العربي ومواضيع أخرى، أشركَــــنا القيادي والسياسي أيمن عودة، وأبدى وجهة نظره وموقفه منها، فخرج اللقاء مُثريًا، أجريناه نهاية الأسبوع، في مكاتب موقع "بكرا" في الناصرة...
خلفية عن "الخدمة المدنية"!
يواجه فلسطينيو الداخل (الـ 48) ومنذ هبة القدس والأقصى عام 2000 مخططًا مبرمجًا تسعى من خلاله إسرائيل، بكافة هيئاتها الرسمية، إلى خلق جيل فلسطيني ناشئ منسلخ عن انتمائه الوطني، وعن هويته، وعن قضايا شعبه القومية العامة والخاصة.
وإن كان هذا المخطط قائم منذ بدايات إسرائيل إلا أن العمل عليه تكثف وبدأ يأخذ مناحٍ أخرى، ففيما أقتصر في البداية على السيطرة على جهاز التعليم، بدأت بعد سنوات الـ 2000 محاولة أخرى لـ "تدجين" الشباب العربي الفلسطيني عبر ما يسمى بـ "الخدمة المدنية التطوعية"، كبديل للخدمة العسكرية الإلزامية، التي لا تشمل شبان وشابات فلسطينيي 48، باستثناء شبان الطائفة الدرزية، الذين فرض عليهم القانون الجائر في العام 1956، ويلقى منذ بدايته حملة رفض متنامية.
وحاولت المؤسسة الإسرائيلية تغليف "الخدمة المدنية"، بإغراءات وامتيازات مالية وغيرها، وعرضت المخطط أمام الشباب الفلسطيني على أنه "خدمة للمجتمع"، فيما قامت بصياغة المشروع "لجنة عبري" التي أوصت بفرض الخدمة العسكرية على الشباب العربي تدريجيًا حتى الانخراط التام في الجيش الإسرائيلي.
في العام 2007 قامت المؤسسات الفلسطينية تحت رعاية لجنة المتابعة بتأسيس إطار وحدوي لمحاربة مشروع "الخدمة المدنية"، سُمِيَ المشروع بـ"اللجنة لمناهضة الخدمة المدنية وكافة أشكال التجنيد"، ترأس المحامي أيمن عودة، سكرتير الجبهة، هذه اللجنة، لكنه أطلّ علينا في أواخر كانون ثاني 2012، برسالة يُعلن فيها استقالته من رئاسة اللجنة، ولمعرفة حيثيات هذه الاستقالة، كان حديثُنا!
بكرا: ما هي أسباب الاستقالة، وماذا تعني "ضرورة التداول ومواصلة الكفاح"؟
عودة: أعتقد أنه حان الوقت لتسليم الراية لغيري، أرى أنه من الضروري أن يأتي شخصٌ آخر يكمل عملي، بحماسٍ، من أجل مواصلة العمق وتعميقه ضد هذا المخطط الخطير والمضلِل للشباب، المسمى "الخدمة المدنية". لقد بدأ عملي في هذا الموضوع منذ العام 2004، حتى أصبحتُ مركزًا للمشروع في العام 2007، تحت إطار المتابعة وبإجمال وبدعمٍ من كافة الأحزاب والحركات، حتى يومنا هذا.
وخلال عملي في هذا الإطار قدمتُ مئات المحاضرات بمختلف المنافسات والفعاليات السياسية في الكثير من النوادي وفي المدارس الثانوية المختلفة، لقد زُرت ما لا يقل عن 70 مدرسة ثانوية وفي كُل مدرسة كُنت فيها تنقلتُ مِن صفٍ لآخر، لأتحدث إلى أكبر شريحة طلابية ممكنة.
كان يهمني خلال عملي أن أُخاطب غير المقتنعين وغير المسيسين لشرح خطورة "الخدمة المدنية" لإماطة اللثام عن هذا المخطط المركّب والخطير، مكتفيًا بالتأكيد على المقتنعين والمسيسين، الذين وصلتهم الرسالة وعملوا على نقلها.
برأيي نجحنا بذلك حيث ومع بداية عملي رفض فقط 17% من الشباب العربي المشروع، اما اليوم فأكثر من 80% من شبابنا العربي يعلن رفضه للمشروع.
بكرا: هل ترى توقيت الاستقالة مناسبًا، علمًا أنّ 2300 ملكة للخدمة المدنية للعرب أضيفت مؤخرًا تحت غطاء "مدينة بلا عنف"، وبأشكالٍ أخرى؟!
عودة : بعض من أعرفهم قال أنه يصُعب إيجاد أشخاص بحماسي، يجري اللقاءات ويشرح عن "الخدمة المدنية"، لكنني لا أتفق معهم، وهناك مقولة جميلة لتشرتشل قال فيها: "إنّ المقابر مليئة بمن اعتقدوا أن لا بديل له"، إذًا هناك بديل، ومع ذلك رغم استقالتي سأواصل التصدي للمشروع، وقريبًا سأحاضر في حيفا عن خطورة المشروع وسأستمر بتركيز عمل اللجنة حتى مؤتمر لجنة المتابعة القريب بعد ثلاثة أشهر.
بكرا: هل جاءَ القرار نتيجة إحباط ؟!
عودة : أبدًا على العكس. أنا سعيد جدًا بهذه المسيرة. وبرأيي أنّ موضوع الخدمة المدنية يجمع بين أبعاد مختلفة منها الديمقراطية والعلاقة بين الحقوق والواجبات أو عدم العلاقة بين الحقوق والواجبات. ويجمع بين مفهوم مجموعة أصلانية وتعامل الدولة مع هذه المجموعة الاصلانية، مفاهيم المواطنة. وكانت هنالك فرصة رائعة للقاء آلاف بل عشرات الآلاف، لشرح هذه القيم، ولماذا نرفض المشروع، ونرفُض ربط الحقوق بالواجبات، وما معنى حقوق مُطلقة، وواجبات نسبية. ونشرح ماذا يعني أن تكون هناك مجموعة أصلانية، وأهل البلاد الأصليين، وماذا يعني أن تكون إسرائيل هي التي نهبت منا، وهي التي يجب أن تُعيد لنا وليسَ نحنُ! هي "المدينة" للشبيبة العربية، وليست "الجماهير العربية هي المَدينة لإسرائيل". باختصار هي لقاءاتٌ هامة جدًا، جمعت بين أبعاد قومية وأبعاد مدنية وأوصلنا الرسالة، أتمنى أن يكون بأفضل ما يمكن.
بكرا: يُقال أنّ أيمن تعب من اتهام الأحزاب العربية له بالفئوية والحزبية وتعب من اتهام حزب الجبهة بالانفرادية، وخوف جبهوي مِن "نجم أيمن عودة"؟!
عودة: هذا الكلام غريب، خاصة أنني تقدمت بطلب الاستقالة منذ عدة أشهر للجبهة وجئت بهذا الاقتراح عدة مرات لمكتب سكرتير الجبهة، ورفض الاستقالة بشدة وحتى في المرة الأخيرة يبدو أنهم يأسوا مني وقالوا إنّ الشخص يريد ان يهتم بأمور أخرى لذلك فهو استقال من لجنة مناهضة الخدمة المدنية فوافقوا.
أما سائر الأحزاب فإنّ تعاملنا سارَ بشكلٍ ممتاز، وأصلاً ترشيحي جاء من قبل جميع الأحزاب. أذكر أن الشيخ رائد صلاح أول من رشحني في حينه في العام 2007 ، وانضمت إليه جميع الأحزاب، وهنالك تنسيق دائم بيننا، لا يشوبها أية مشاكل.
الموضوع باختصار شديد، أنني قدمت استقالتي للتفرغ لأمور أخرى، وأستطيع القول إنّ استقالتي مرتبطة بمكانتي كسكرتير للجبهة، وليس لأيمن بصورة شخصية.
وتابع عودة: وضعت الجبهة أمامها عدة قضايا أساسية مِن بينها أنني نريد أن نكثف اللقاءات مع الآلاف مِن أوساط من الشارع اليهودي، ساعين لفك الحصار الذي يحاول اليمين ان يفرضه على الجماهير العربية. ونرى في هذه القضية مسالة وطنية من الدرجة الأولى. فاليمين يريد إخراج الجماهير العربية خارج دائرة الشرعية والتأثير ونحنُ نرى أنّ واجبنا يتطلب بناء جسور مع قوى يهودية عاقلة، لا نريد أن نحرق هذه الجسور في هذه المراحل الصعبة.
أما القضية الثانية التي نضعها في سلم أولويتنا فهي المشاركة السياسية للعرب في البلاد. إذ يحاول أن يُحبط الجماهير العربية من العملية السياسية، ويوصلها إلى اليأس، ويمنحها شعور بعدم القدرة على التأثير، في ظل هذه الكنيست العنصرية تسن قوانين عنصرية، ونحن نرى أنّ نسبة التصويت للجماهير العربية في تراجع متواصل. ففي العام 1999 صوّت 78% من الجماهير العربية وفي العام 2003 انخفضت النسبة إلى 58% أي 20 % وفي العام 2006 انخفضت النسبة إلى 54%، وفي العام 2009 انخفضت إلى 52% وفي ظل هذه الحكومة فإنّ سياسة التيئيس التي طالت الجماهير العربية، وصلت نسبة التصويت خلالها إلى أقل من 50%. والجبهة ترى أنّ عليها أن تكون في كل قرية ومدينة عربية، لإسقاط حكومة اليمين في الانتخابات القادمة. تصوروا أن يحصل حزب العمل ويئير لبيد وكاديميا على 40 مقعدًا، كيف سيكون وضعنا؟!
أما الأمر الثالث الذي دفعني للاستقالة فهو سعي الجبهة لتشييد مشروع جدي مِن أجل مجتمعٍ آمن، وطني وحضاري ويحارب العنف، ونحنُ في الجبهة نعمل على صياغة هذا المشروع الكبير في الأشهر القريبة القادمة، وآمل أن ينطلق خلال الشهرين القريبين.
بكرا: هي الأولويات الحزبية إذًا، لكن في المقابل 10 جمعيات إسرائيلية تسعى لتدخين الشباب العرب ولا تواجهها سوى اللجنة وجمعية بلدنا والمبادرة الدرزية، أليس أولى بنا الاستثمار في المواجهة، بدلاً من محاورة الشارع الإسرائيلي؟!
عودة: على العكس، مديرية الخدمة المدنية توظّف 35 شخصًا بوظيفة كاملة، وتحصل على ميزانية 50 مليون شيكل سنويا. ونحن كما ترين، لا نملك الا موقفنا، كما قال المتنبي: "لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال"، لم تُساعدنا الأوضاع المادية ولكن نطقنا وموقفنا السلبي حول هذا الموضوع نجح عمليًا في إقناع جمهورنا. نعم هنالك هجوم مكثف، لكنني لن أترك الموضوع، وسأساهم دائمًا، كما نجحنا حتى الآن في خلق رفض من الشارع لمشروع الخدمة المدنية وما كُنا ننجح لولا تكاتف الأحزاب والهيئات السياسية والحزبية.
بكرا: لماذا اختزال المواجهة أصلا بالمحاضرات والتوعية، لماذا لم يخلق البديل لشبابنا؟
عودة: ليس كل ما تطرحه المؤسسة بإمكانياتها الهائلة يمكن إيجاد بديل له. نحن أصلا لا نملك كافة الآليات لذلك، وما نستطيع القيام به "كجموع" وليس كأفراد، نقوم به على أكمل وجه، في المقابل هنالك أحزاب، مثل حزب العمل، يقدِّم للمجتمع العربي كأفراد، بينما نحنُ نمتاز عنه بتقديم مشروعنا للجموع، وهكذا نستطيع المواجهة.
ومن ناحية ثانية، هنالك حاجة لقرار في السلطات المحلية العربية لاستيعاب المتطوعين شرط ألا نغفل الجانب الطبقي، بما معناه ألا يتم التعويل على المتطوعين بدل الموظفين، من خلال إقالة الموظفين، في إشارة أنّ مجتمعنا العربي فقير بنسبٍ عالية، وهناك احتياجٌ فردي ومجتمعي لا يجب تجاهله.
بكرا: هل السلطات المحلية حليفة لنا؟! هنالك سلطات اشترطت خدمة عسكرية في مناقصاتها؟!
عودة: للأسف الشديد هنالك بعض البلدات العربية التي يقوم جزء كبير من أبنائها بالخدمة في الجيش. ويبدو أن أصحاب مشروع الخدمة المدنية رصدوا هذه القرى واستشعروا أنّ الوعي الوطني في هذه القرى ضئيل فكانت هذه البلدات فريسة سهلة لتمرير مخطط الخدمة المدنية لدى فتيات تلك القرى. ومن هنا قفز الحال من 500 متطوع إلى 700 متطوعًا في الخدمة المدنية. و92 % من المتطوعين هُن خادمات، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إنّ هناك 800 ملكة للشرطة الجماهيرية وبهذا قفز العدد إلى 1700 متطوع، أي أصبحت الشرطة الجماهيرية اليوم جزءًا من الخدمة المدنية وكل خادمٍ في الشرطة الجماهيرية يسجل أيضا ضمن الخدمة المدنية .
ورغم ذلك نؤدي دورٌ مهم في هذا المجال، فمثلاً عملنا في النقب بشكلٍ مكثف، ونقود مع أهل النقب نضالاً كبيرًا ضد هدم البيوت، وضد مصادرة الأراضي، وهؤلاء عندما يندمجون مع نضالنا يتحولون إلى مواقفنا السياسية بشكل طبيعي.
بكرا: ماذا فعلتم لمواجهة "كافة أنواع التجنيد"، وهل تم تغييب الموضوع؟
عودة: أولا جرى رصد الأرقام في كل بلد وبلد وسجلنا أسماء الخادمين عسكريًا، لقد زرنا الكثير من الشباب الذين أرادوا أن يتوجهوا للخدمة العسكرية، وجلسنا مع عائلاتهم وفي بعض الأحيان ذهبنا مع رئيس السلطة المحلية وفي أحيانٍ كثيرة ذهبنا مع رجال دين مسلمين أو مسيحيين، واجتمعنا مع الشاب وعائلته، واستطعنا أن نقنعهم بمواقفنا فتخلوا عن الذهاب للتجنيد، وقرروا الالتحاق بالجامعة، وهم كُثر.
بكرا: دار الحديث عن تناوب في اللجنة من قبل الأحزاب، لماذا لم يُترجم التناوب فعليًا على أرض الواقع؟
عودة: في حينه أقيمت 3 لجان فرعية للمتابعة. الأولى لجنة مناهضة الخدمة المدنية، الثانية لجنة الدفاع عن الحريات برئاسة أمير مخول، والثالثة لجنة الأسرى برئاسة الشيخ رائد صلاح.
وكان مِن المُقرر أن يعقد مؤتمرٌ للجنة المتابعة في الصيف الماضي ليتم تداول مختلف هذه اللجان، لكن المؤتمر قد أوجِل لهذه السنة. أستطيع أن أقول أنني أول من مارس هذا التداول دون المؤتمر.
بكرا: هل كنت مستقلا في عملك رغم الصراع بين الجبهة والتجمع؟
عودة: أولا أريد أن أقول أنه لا يوجد صراع بين الجبهة والتجمع. وهذا كلام موضوعي تماما. يبدو لي في بعض الأحيان أننا نصاب بالإحباط من بعضنا، مع أنّ هذا غير صحيح تماما. نحن معجبون بتجارب عالمية، أنظري مثلا تجربة مارثن لوثر كينج وتجربة مالكوم أكس. هاتان المجموعتان تقاتلا مع بعضهما البعض مما أدى إلى القتل، مالكوم أكس قتل على يد أسود، نحن بعيدون جدا عن هذه الحالة، نتشاجر عبر الصحف كلاميًا وهذا أمر ديمقراطي ولكننا نجلس تحت سقف لجنة المتابعة ونتناقش في القضايا وننسق معًا ونخرج في مظاهرات مشتركة، رغم اختلافات الرأي. فالجبهة تؤيد الشراكة بين الجماهير العربية وبين قوى ديمقراطية يهودية معادية للصهيونية. بينما يُعتبر التجمع حزب قومي عربي. الجبهة مثلاً لديها لديها حس خاص للقضايا الاجتماعية، والتجمع لا يشارك في حركة الاحتجاج، لن يخوض انتخابات الهستدروت بعد 3 أشهر، هذه القضايا أقل أهمية بالنسبة لهم، وغيرها من نقاط الخلاف. هل هذا الخلاف شرعي أم لا؟! برأيي أنه شرعيٌ.
بكرا: ألا تعتقد أن هذا الخلاف يُفقدكم المصداقية في الشارع الفلسطيني؟
عودة: أكتفي بمثلٌ واحد ووحيد وهو صلب موضوعنا اليوم، لولا الأحزاب ماذا سيكون مصير الخدمة المدنية؟ لكان قد اخترق كل مجتمعنا. من تصدى لمخطط الخدمة المدنية؟! أليست الأحزاب؟!
لهذا برأيي أن الأحزاب لديها دورٌ أساسي في المجتمع وخاصة لأحزابنا. وهنالك برأيي تحريضٌ بالأساس من قبل المؤسسة، الذين يدّعون أنّ "هؤلاء يهتمون في القضية الفلسطينية، ولا يهتمون بقضايا الجماهير العربية"، رغم أنّ 95% من انتماء الأحزاب هو في قضايا الجماهير العربية. ورغم أن من واجبنا ليس فقط من حقنا واجبنا أن نهتم بالقضية الفلسطينية.
بكرا: سؤال لا يتعلق بالخدمة المدنية، ألا يقلقك أن جمهور الجبهة من كبار السن ؟
عودة: برأيي أنّ أكثر ما يميز الجبهة أنّ هناك تناسق تمام بين الأجيال المختلفة. هنالك أحزاب رومانسية عاطفية لهذا يجتمع حولها الشباب في مرحلة الجامعات وبعد ذلك ينفض عنها الشباب في جيل 25 وصاعدًا، وإذا بنينا رسمًا هرميًا لهذه الأحزاب، فسنرى أن قاعدة الشباب عريضة، وعندما نصل إلى سنوات الأربعينيات والخمسينيات يضمحل جدًا هذا الحزب .
وأرى أنّ الجبهة هي الإطار الوحيد الذي نجد فيه تنسيق رائع بين مختلف الأجيال، لأن الجبهة عمليا تُخاطب أيضا العاطفة ولكن بالأساس الوعي. ماذا أقصد بالعاطفة والوعي؟! يعني من الواضح أنّ قضية الهوية القومية هو وضع عاطفي، نحن نقيّم الإنسان كإنسان ووفقًا لمبادئه وليس وفقًا لانتمائه الجنسي، الديني.
وليس للسان الضاد يجمعنا وإنما الموقف يجمعنا وهذا هو الأساس. نحنُ في الجبهة نقول أن ّالعروبة هي انتماؤنا نحن، القومي والحضاري والثقافي واللغوي، والتراثي. ولكنها ليست برنامجًا سياسيًا وليست برنامجًا اجتماعيًا.
بكرا: ما هي نصيحتك لمن سيخلفك؟ وماذا تقول لمركبات المتابعة في كيفية التعامل معه؟
عودة: الأمر الأهم والأساسي كما قلت، نحن لا نملك أموالاً، ولا نملك إمكانية لدولة لكننا نملك الموقف الصحيح - الأخلاقي والوطني. وأنصحه بدخول المدارس طوال الوقت، وهناك سيلتقي بالمسيسين وغير المسيسين، لا أن ينتظر في النوادي الحزبية حيث يأتي المقتنعون، هذه قضية أساسية ومن شأنها أن تُفشل مخطط الخدمة المدنية، أما بالنسبة لسائر الأحزاب فمن المهم أن نلتّف حول الرئيس القادم للجنة مناهضة الخدمة المدنية وأن نساعده جميعًا وهذا ما سيكون.
بكرا: هل هنالك أسماء مقترحة للرئيس القادم؟
عودة : حتى الآن لا، لقد أتصل بي الأخ محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة وقال لي أن مؤتمر لجنة المتابعة سيعقد بعد 3 أشهر، وطلب مني أن أواصل تركيز المشروع وليس رئاسته، وسيكون تركيز اللجنة لمدة 3 أشهر حتى المؤتمر القادم حيث سيُنتخب رئيس بديل وسيجري التداول عمليًا مع كافة اللجان في لجنة المتابعة.
بكرا: متى سنناديك بالنائب أيمن عودة ؟!
عودة: الأمر الأساسي أنني ابن للجبهة. هذا ما كان، وهذا هو الوضع الحالي وهذا ما سيبقى للمستقبل.
ومهم جدًا أنّ مثل هذه المواضيع (الكنيست) ومن أجل بيئة سياسية نظيفة يجب أن تُترك إلى مرحلة انتخابات داخلية في الجبهة، فالحديث في الموضوع حاليًا سيُسبب حساسية وإثارة البلبلة، حاليًا ما يهمني هو كيف يمكن تطوير الجبهة والرقي بها أكثر وأكثر، ويهمني أيضًا أن نتوحد جميعنا، كافة الأحزاب حول قضايانا الوطنية العامة.
أما عن صفة "النائب في الكنيست"، لا أستطيع أن أجزم ماذا سيكون، ولم أقرر بعد. وبطبيعة الحال وبنهاية المطاف الأطر الجبهوية هي التي تُقرر في هذا الشأن، وأنا ألتزم بكل ما تقرره هيئتنا.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
مرحبا انا فتاه من الشمال اعمل الان في السنة الاولى في الخدمة المدنية بالرغم من اني لا احب هذه الدولة
من كوكب ابو الهيجاء الف الف تحيه لك رفيق ايمن عوده
براي انا بفضل اصوت بالكنيست لحزب يفيدني شخصياً بغض النظر ان كان حزب صهيوني. لانة براي الاحزاب العربية بتشتغل بشكل شخصي من كل حزب وحزب.. قبل ما تصححو المجتمع العربي صححو نفسكو وبدل ما يكون 3 احزاب خليهم حزب واحد قوي ولة تاثير اكبر لكن للاسف. الاحزاب العربية لما تسمعنا منطالب التوحيد بتتهرب من الموضوع لاسباب شخصية رغم انهم عارفين انهن غلط عشان هيك بعد ما تصححو نفسكو. وقتها ممكن انو المجتمع كلو يتغير عشان هيك برايي كل شخص عربي حر نفسة باختيار طريقو بالتصويت او بالخدمة المدنية..
كل الاحترام لكل من يعمل ويوعي الشباب.