يبدو أن ظاهرة التفتيشات الامنية المشددة والمذلة بحق المواطنين العرب في البلاد من قبل شركات الطيران الاسرائيلية وعلى رأسها شركة "إل عال"، باتت تقض مضاجع المسافرين وتشكل لهم مصدر ازعاج حقيقي يخرجهم من الأجواء المميزة في الرحلات الاستجامية وغيرها، حتى إن البعض أصبح يرفض السفر على متن طائرات هذه الشركات لتفادي التفتيشات الامنية التي وصفها البعض بالمذلة بحقهم، كضحايا للاهانات؛ الاستجوابات؛ والتفتيش المهين في المطار،
بواردي: طلبوا مني خلع الملابس الداخلية!
النصراوية منى بواردي، توجهت لمراسل موقع "بكرا" برفقة صديقتها بادرة دانيال، بعد عودتهما من رحلة استجمامية في تايلاند، عارضتان علينا مراحل التفتيش الأمني المذل بحقهم في المطارات، على خلفيات عنصرية واضحة حسب ما ذكرت بواردي في حديثها لمراسل موقع "بكرا". وقد قالت بواردي: "عندما قررنا السفر الى تايلاند للاستجمام، رفضنا للوهلة الاولى السفر عن طريق شركة "إل عال" الإسرائيليلة، لكوننا عانينا سابقا من التفتيش الامني الذي مسّ بكرامتنا كنساء، ولكن للأسف لم تكن هناك رحلات مباشرة الى تايلاند في يوم سفرنا عن طريق شركات اخرى، ونصحنا وكيل السفر الذي اعتمدناه أن نسافر مع هذه الشركة. مع انطلاقنا من البلاد تعرضنا لتفتيش امني مشدد قبل صعودنا الى الطائرة، ولكن في طريق عودتنا للبلاد ذقنا الاهانة والاستفزاز بكل ما تحمله الكلمتان من معنى فقط لأننا عربيات!".
وأضافت بواردي: "وصلنا إلى لمطار في تايلاند قبل ثلاث ساعات ونصف من موعد انطلاق الطائرة، وكنا آخر المسافرين صعودا للطائرة التي تأخرت عن موعد إقلاعها نصف ساعة. مررنا قبل صعودنا للطائرة بتفتيش أمني مشدد وصل الى حد التفتيش الجسدي، طلبو مني خلاله خلع الملابس الداخلية، في القسم العلوي، حتى انهم قاموا بتفتيش شعري، وكأني من الممكن أن اخبئ قنابل في شعري!".
"نحن لا نريدكم على متن طائراتنا"
وتوجهت بواردي عن طريق موقع "بكرا" برسالة الى شركة إل عال قائلة " اتوجه الى شركة إل عال الاسرائيلية وأقول لهم، ان كان هدفهم اهانة العرب مواطني الدولة بهذه الطريقة، فهم نجحوا في مهمتهم، واذا كانت رسالتهم للعرب (نحن لا نريدكم على متن طائراتنا) فهم نجحوا ايضا في ارسالها لنا بطريقة ذكية".
د.الطيبي: العربي متهم حتى يثبت عكس هذا!
عضو الكنيست الدكتور احمد الطيبي قال في حديث خاص لموقع "بكرا": "ما زالت السلطات في المطار تتعامل مع العرب وكأنهم متهمون حتى يثبت عكس ذلك، وهو تعامل عنصري على اساس قومي، القصص والشكاوي التي تصلنا حول هذه المواضيع هي كثيرة جدا ولا يمكن السكوت عليها، ولكن على ما يبدو، فإن السلطات مصممة على هذا الامر والمحكمة العليا لم تتخذ قرارا بشأن هذه الامور، حيث انها ما زالت مستمرة في تداول مثل هذه القضايا".
مصالحة يبادر لتقديم دعوة تمثيلية ضد شركات الطيران
يشار في هذا السياق الى ان المحامي يامن مصالحة والمحاميان شكيب قبطي ودانيئيل داربكين قدّموا مؤخرا للمحكمة المركزية في الناصرة دعوى ضد شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث، إل عال؛ يسرائير؛ وأركيع؛ إضافة إلى سلطة المطارات في إسرائيل وجهاز الأمن العام (الشاباك) مطالبين الاعتراف بها كتمثيلية باسم جميع المواطنين العرب في إسرائيل، وكل من عانى من التفتيش الأمني المهين في المطار الإسرائيلي!
من جهته يؤكد المحامي مصالحة أن سبب ذلك يعود الى كونه "ضحية الإهانات؛ الاستجوابات؛ والتفتيش المهين في المطار، ولذلك جاءت هذه الفكرة كشاب عربي مواطن دولة إسرائيل اختبر هذه التجربة المهينة جدًا، ومن جهة أخرى كمحامي يملك كل الآليات للتغيير والتأثير، وقال: "بالتعاون مع الزميلين المحاميين قبطي ودرافكين، قررنا تقديم دعوى تمثيلية كما يظهر في كتاب الدعوى"، ويؤكد المحامون الثلاثة في كتاب الدعوى الذي قدّم للمحكمة أن الدعوى تدور حول المس الخطير بكل مواطن عربي في اسرائيل يدخل أو يغادر الدولة، بمروره عبر تفتيش امني مميّز يتعرض له بالأساس في المطارات قبل المغادرة وفقط لكونهم عربًا!
ويؤكدون أن "الدعوى مقدمة باسم الغالبية الصامتة من مواطني الدولة العرب، الذين يعانون من التمييز الصعب والخطر"!
العمى والفشل الأخلاقي، الإداري والتنفيذي معا!
ويشير المحامي مصالحة وزملاؤه في الدعوى التي تقدموا بها الى أن "مضمون الدعوى تم تداوله في المحاكم مطولا في حالات عينية، حيث انتفض قسم من (المهانين) وطالبوا بتعويضات عن الأضرار التي تعرضوا لها نفسيا وجسديا! علما أن جمعية حقوق المواطن في اسرائيل تقدمت بدعوى في محكمة العدل العليا بخصوص هذه الظاهرة، والتي تتداول فيها المحكمة في هذه الأيام.
ويطالب المدعون في الدعوى بالاعتراف بها كدعوى تمثيلية، وأن تضع المحكمة معايير واضحة لبديل ملائم للأساليب المتبعة اليوم والتي تنم عن عنصرية. معايير تتناسب مع المستوى القانوني والأخلاقي على حد سواء. ويؤكد المدعون أنه بدون شك كان، عدد كبير من المواطنين اليهود شهودا على التفتيشات غير الاعتيادية والخطيرة التي خضع لها المسافرون العرب الذين غادروا البلاد، والذين خجلوا بشكل عميق من هذه الظاهرة.
كذلك يظهر من الدعوى أن المدعى عليهم "ليس فقط أنهم لا يخجلون من هذا الواقع الصعب، وإنما يدعون أيضا أن الحديث يدور عن أمر اضطراري من منطلق الأسس والقيم المحمية التي تهدف اليها أعمالهم!".
فعلا، موضوع الدعوى هو العمى والفشل الأخلاقي، الاداري والتنفيذي معا، والذي يؤدي الى مس خطير وبل "والبصق" الواضح على وثيقة استقلال دولة اسرائيل، وهي ظاهرة استهتار خطيرة لحدود كبيرة تجاه القيم التي تحملها هذه الوثيقة"!
فرح: سياسة التصنيف العرقي
جعفر فرح مدير مركز مساواة لحقوق الانسان عقّب في حديثه لمراسل موقع "بكرا" قائلا: "سياسة التصنيف العرقي في المطارات الاسرائيلية هي من اسوأ سياسات التصنيف العرقي في العالم، وتهدف لترخيص (تقليل قيمة) التفتيش للشركات الاسرائيلية على حساب اذلال المواطن العربي، علما ان هذا التفتيش يهدف في الاساس الى خلق حالة من الردع من خلال وسائل الاعلام. نشر مثل هذه القضايا في وسائل الاعلام العربية هو بحد ذاته هدف نحققه لسلطة المطارات".
فرح: يهودية صعدت بذخيرة حية الى الطائرة ولم يكتشوفوها!
واستطرد فرح قائلا: "اليوم عادت الى البلاد فتاة يهودية وجدت السلطات الهندية في حقيبتها ذخيرة حية، اأامر الذي يشير الى مدى الافضلية التي يتمتع بها المواطن اليهودي في المطارات الاسرائيلية اثناء سفره، حيث انهم لم يكتشفوا هذه الذخيرة الحية في حقيبة الفتاة اليهودية، في حين ينشغلون بتفتيش العرب بطريقة مذلة ووقحة، انا اتوجه لكل من عانى من عمليات التفتيش المذلة ان يتوجه للقضاء بطلب التعويض ويمكنه هذا بسهولة عن طريق توكيل محام بهذه القضية، وهي قضية سهلة جدا".
إل عال: التفتيش يتم بحسب توصيات الجهات الأمنية في اسرائيل
هذا وعقب ران راهاف، الناطق بلسان شركة إل عال الاسرائيلية قائلا: "شركة إل عال تقوم بتفتيش المسافرين بحسب توصيات الجهات الامنية المختصة في اسرائيل، المسافرات وصلن الى الاستقبال ومروا بعملية تفتيش طبيعية بحسب الممارسات المقبولة، تفتيش المسافرات كان مهنيا وبشكل مؤدب، الإلحاح اثناء التفتيش نتج على ما يبدو من سرعة العمل بهدفة الصعود الى الطائرة بالسرعة الممكنة وضيق الوقت"
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
تصرف همجي غير اخلاقي يدل على القيم الحقيقية التي بداخلهم، التقدير للصبايا على الصبر والجرأة رغم الإساءة، مهم متابعة الملف في المجال القضائي ربما يتفركشو ويكونو عادلين