هي المبادرة الأولى مِن نوعها، والتي ترفع ليس فقط مكانة ذوي الاحتياجات الخاصة وتمنحهم المساواة التامة في الحقوق والمكانة فحسب، بل هي عُصارة جهدٍ متواصل للقيمين على هذا البرنامج - المشروع ليُحقق نجاحًا تجلى في المؤتمر التأسيسي لإقامة صندوق ومؤسسة مسيرة، والذي احتفى به المشاركون الأحد 22 كانون الثاني، عند الساعة السادسة مساءً في فندق غاردينيا في الناصرة.
وسيتم تشكيل هيئة إدارية تُدير وتوجه عمل الصندوق والمؤسسة مِن أجلِ دعم قضايا ومشاريع تخص ذوي الإعاقات الخاصة في المجتمع العربي وتحويل هذه القضايا إلى أمورٍ مركزية تستأثر باهتمام أبناء المجتمع العربي على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم.
وفي أجواءٍ يُمكن وصفها بالمهتمة والمُتعطشة لخطوة كهذه، يرى فيها القائمون على مؤسسات وبرامج لذوي الاحتياجات الخاصة، أنّ المجتمع العربي ورجال ونساء الأعمال يضعون نُصب أعينهم مكانة وحق ذوي الإعاقات بالحصول على دعمٍ مادي يُؤهلهم للنجاح وللوصول إلى مكانةٍ ووظيفة يستحقهما أسوة بأي انسان. وأن يستطيع أن يعمل ويستهلك خدمات الترفيه كيفما يشاء ومتى يشاء دون أن يشعر أنها منة من أحد، وأنه معروف تفضل عليه شخص ما أو رفيق آخر.
ونُشير أنّ موقع بكرا قام بتغطية الحدث طوال الوقت والتقى برجال الأعمال وأجرى حواراتٍ حول أهمية هذا المؤتمر، ومن بين المتحدثين: السيدة جوليا زهر، رجل الأعمال يوسف أشقر، ورجل الأعمال محمد قضماني، الدكتور باسل غطاس، الإعلامي مصطفى شلاعطة، السيدة سعاد ذياب وآخرين.
أما برنامج المؤتمر فجاء كالتالي: في العرافة تميّز الإعلامي مصطفى شلاعطة، الذي واكب هذه المسيرة الهامة "المؤتمر التأسيسي لصندوق ومؤسسة مسيرة"، ورحّب بالمشاركين وشكرهم على حضورهم، وعلى الدعم الذي أولوه لهذه الشريحة مِن البشر الذين يستحقون أن يحصلوا على الدعم وعلى الدفع إلى الأمام.
وقال أيضًا، موجهًا حديثه لكل من ساهم في إقامة صندوق مسيرة: "نحنُ سعداء بوجود شركاء مثلكم يحتضنون مثل هذه المبادرات الاجتماعية ويعطونها مكان الصدارة في أجندتنا".
ثم تحدث القاضي سليم جبران فقال: "هو لقاءٌ مهم لأننا بحاجة لمثل هذه اللقاءات، والخطوة مباركة، خاصة أن نظرة المجتمع للمعاق ليست مشجعة، في بعض الأحيان، لكن يجب على كل واحد منا أن يتذكر أن المعاق جزء من المجتمع، بل هو جزءٌ مهم من المجتمع، ويجب على كل واحد منا أن يدعم ويبني الأطر وكل وسائل المساعدة للمعاق حتى لا نشعر أنه غريب في المجتمع".
وأضاف جبران: نعرف أن مسؤولية الرعاية والعناية بالمعاق تقع على مسؤولية الدولة، لكنها لا تقدم ما فيه الكفاية، لأنها تتذرع بالميزانية، لكن بالإضافة لهذا السبب يجب ان يتطلع كل فردٍ منا على دوره في المجتمع، وهناك إمكانيات عديدة، بينها انتظار الميزانيات أن تتوفر عند الدولة، وسننتظر طويلاً، خاصةً أن الوضع الاقتصادي صعب، وسننتظر طويلاً. الامكانية الثانية الاتكال على الله، وهذا أمر جيد، لكن ليس إلى حد أن نتكل زيادة من اللزوم، الإمكانية الثالثة هي الهبة الجماهيرية بأن يقوم كل واحد من أفراد المجتمع بدوره، في تحريك النشاط والدعم لذوي الإعاقات".
وتابع: "لدى مجتمعنا حب العطاء والكرم، لذا يجب ان نستمر بهذا الأمر حتى نكمل مسيرة العطاء لأنها واجب على كل واحدٍ منا، ولا نطلب مساعدة مادية فقط، بل معنوية أيضًا، هناك الكثير مِنا فكرة العطاء بعيدة عنه لسبب بسيط، أن هناك مبالغ طائلة تُصرف على الترفيه، لكن لا يجب أن يكون هذا على حساب واجب الدعم للمعاق. وواجبنا كقضاة اعطاء اهمية للموضوع حتى نهيأ الجو للمعاق للعيش بطريقة محترمة، خاصة في ظل المشاكل التي يعانيها، مثل عدم اجادة اطر لقضاء وقته، وتتطلب دعم الدولة، أيضًا ايجاد أماكن عمل للمعاقين، واذا وجدت فالرواتب التي يتقاضاها المعاق اقل بكثير من اي انسان ثاني، وهذا الأمر مرفوض كليًا، وأيضًا عدم وجود تسهيل للطرق للتوجه للمؤسسات الحكومية، وأيضًا احترام موقف السيارات للمعاقين".
وحيّا القيمين على البرنامج، وأشاد بالتسمية التي اطلقت على مشروع تأسيس الصندوق لمسيرة "حتى تكون مسيرة عطاء طويلة ومستمرة".
وتحدث الشيخ القاضي محمد عبيد قاضي المحكمة الشرعية وعضو محكمة الاستئناف الشرعية، مباركًا للجميع على دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وأكدّ أن الديانات جميعها، حافظت على مكانة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأكدّ على أنّ الاحتياجات ليست مرتبطة بالمعاقين بل بِمن يٌقصر ويقلل من مكانة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وهنأ القائمين على المسيرة الطيّبة، مشيدًا بعملهم "المبارك".
وألقى البروفيسور الشيخ فاضل منصور وهو عضو إدارة في التخنيون فقال في كلمته: "لأهلنا علينا حق، وشفقة، وكم بالحري اذا كانوا من أهلنا من المعاقين، فلهم حقٌ كبير يجب ان نوفيهم اياه، وبما انّ مجتمعنا يتميز بالكرم والحق والشجاعة، فهذا هو الوقت".
وأضاف: إنّ المجتمعات المتقدامة تتفاخر وتقاس باهتمامها بالمسن والمعاق، وانا اقدر المبادرة التي جاءت رغم أنها متأخرة، ولكن هذا يدل على النضوج الاجتماعي والوعي الذي لحق بنا ابناء المجتمع العربي.
وتمنى البروفيسور الشيخ منصور للمسيرة أن تسير "بخطواتٍ متينة، وأن تكون إلى مدة طويلة حتى يتقدم هذا المجتمع الذي هو بحاجة كبيرة لنا".
وعن فكرة الصندوق تحدثت افيطال سندلرليف: وقالت أنها مسرورة أن تكون مع المشاركين في المؤتمر، وقالت أن هناك ثلاث حقائق تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، أنّ هؤلاء المجموعة هم أشخاص مع الكثير مِن الإمكانيات الكبيرة، أمر الأمر الثاني فهو الحاجة الى خدمات جديدة ومؤثرة لذوي الاحتياجات الخاصة، وأنّ ذوي الاحتياجات الخاصة هو شغلنا الشاغل، ثلث مواطني البلاد هناك علاقة ملموسة وعائلية مع ذوي الاحتياجات الخاصة، نظرًا لأنّ هؤلاء هم بيننا، وهم كثر، وفي عام 2003 حضرنا كتابًا عن ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحدثنا عن تأطير هؤلاء مرتين، ومع شركاء وصناديق دعم ساهمت بتطوير الكثير من البرامج، ثم عدنا الى برنامج مسيرة ونحنُ سعداء بهذا الانجاز، وان نكون شركاء لعدة جمعيات تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضافت افيطال: هناك 120 الف شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة موجودون في مسيرة، ومع شركاء من مجالاتٍ عدة استطعنا أن نجند 2 مليون دولار لبرنامج مسيرة وسيتابع مسيرته. وتسهّل مسيرة على المُشاركين بالاعفاء من الضريبة للمساهمين، ويتم نقل الأموال لحسابٍ منفرد ليس له علاقة بجوينت.
وشكرت المساهمين في دعم صندوق مسيرة: د. باسل غطاس، ميرنا عواد جهشان، جوليا زهرة، غادة زعبي، يوسف أشقر، قضماني، فيروز عبود، سعاد ذياب، تمارة بارنيع.
أما المبادرة جوليا زهر فقد تحدثت عن بداية علاقتها بالقائمين على مشروع مسيرة، وعبرت عن صدمتها الشديدة عندما عرفت أنّ هناك أكثر من 170 ألف معاق في المجتمع العربي، من جيل 20-60 سنة، معلومات أحزنتها وجعلتها تنضم الى هذا المشروع، تفكر فيهم، وقررت أن تكون عضوة بين مجموعة المبادرين.
وتؤكد زهر على مدى النجاح الذي سُيثمر عنه اقامة مثل هذا المشروع.
ثم تحدثت الناشطة الاجتماعية زهرية عزب - وهي موظفة في مكتب البناء والترخيص في وادي عارة، عن مشروع مسيرة قائلة: "إنه عبارة عن صرخة مدوية في وجه الصمت والتهميش الممارسين من قبل المجتمع والحكومة ضد المعاق، بالرغم من ان القانون منحه الحق بالحياة الحرة والعيش الكريم، والخدمات المختلفة شأن غيره من المواطنين، له حقوق وواجبات".
وأضافت: أنّ الشخص المعاق يحتاج الى التشجيع والأمل حتى يصبح في المستقبل رمزًا كبيرًا.، كما أكدت أن الاعاقة لا تثني الانسان عن العمل والاجتهاد في الحياة.
وتمنت في النهاية ان تلتفت االمكاتب الاجتماعية والحكومة إلى المعاق لتحسين وضعه.
وكانت السيدة سعاد ذياب- مديرة مشروع مسيرةفي جوينت، كلمة الختام، حيث تطرقت إلى واقع ذوي الاعاقات العرب، مؤكدة أنها راضية من حجم الحضور الذي يرى بالمشاركين أصحاب اهتمام للمشاريع الخيرية الإنسانية.
وتابعت: المشروع انطلق قبل 6 سنوات، اهدافه كانت خلف مكانة ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المجتمع العربي، الخدمات المجتماعية التي تتم ملائمتها مع خصوصية المجتمع، إقامة بنية تحتية تنظيمية، قادرة على مواصلة المسار.
معطيات
واستعرضت ذياب أهم المعطيات التي تتطرق إلى وضع ذوي الاحتياجات الخاصة، وخصوصًا العرب منهم، فقالت إنّ هناك مليون ونصف معاق من البلاد، ونتحدث عن 200 الف انسان عربي، يعانون من كل الإعاقات: الجسدية والحسية والنفسية، والنفسية هي الأقل. أو أنهم لا يصلون الى التشخيص.
وتحدثت ذياب عن 14 % من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم عرب، بينما هناك 5% من اليهود هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهؤلاء يعانون من إعاقات صعبة، بسبب البنى التحتية الصعبة 12%الف شخص موجودين في المؤسسات.
وحسب الإحصائيات فإنّ ثلثين من ذوي الاحتياجات اخلاصة يريدون الانخراط، ويشعروا انهم مشاركون ولهم دور في المجتمع. و34% من المعاقين يشعرون بافتقارهم للأصدقاء.
وفي الختام غنّت أمل مرقس فاستحقت الإنصات.
[email protected]
أضف تعليق