على هامش زيارته إلى قرية معلول، التقى مراسل موقع "بكرا" مؤخرا بالعم جاد سابا يوسف سالم، ابن قرية معلول البالغ من العمر 88 عاماً، والذي يعتبر شاهدا على أحداث عام النكبة وتهجير الأهالي من القرية. وقد حدثنا سالم عن طبيعة الحياة في القرية والاشتياق الذي يكمن في داخله لأيام الطفولة والشباب التي عاشها في القرية. وُلد سالم في قرية معلول، كما احتفل بزفافه فيها، وحين وقعت النكبة وتم التهجير، كان يبلغ السادسة والعشرين من عمره.

معلول هي قريتي...
في حديثه لمراسل موقع "بكرا"، قال العم جاد سابا يوسف سالم معلولي (88 عام) وهو من سكان قرية يافة الناصرة حاليا: "معلول هي قريتي، وهي المكان الوحيد الذي لا يمكنني أن أنساه طوال حياتي لأنها مطبوعة في دمي، عشت في معلول منذ طفولتي وتزوجت بها. عندما خرجت من القرية كان عمري (26 عاما)، ولي في هذه القرية ذكريات رائعة تتعلق بطبيعة الحياة والنسيج الاجتماعي الذي كان يربط أهالي القرية ببعضهم على اختلاف الديانات والطوائف. مهما تحدثنا عن هذه القرية لن نكفيها ولن نعطيها حقها من الحديث".

أملاكي في القرية موثقة بالطابو
وعن أمل العودة إلى القرية قال سالم: "لن يسقط الأمل، وكل صاحب حق يجب أن يأخذ حقه، حتى لو طال سلب هذا الحق. سيأتي هذا اليوم حتما، نحن لن نتنازل ولن نبيع قريتنا، أنا أملك عشرات الدونمات على أطراف قرية معلول، وأملاكي موثقة بالطابو الذي املك نسخة عنه في بيتي في يافة الناصرة".

احتلّ اليهود الجبل المقابل للقرية، والذي كان مرعى لمواشي أهل القرية
عن لحظة الخروج من القرية قال سالم: "قبل سنة النكبة كنا نعيش في القرية بهدوء وهداة بال، لم نتعرض لأحد في أي يوم من الأيام، سواء كان يهوديا أو غيره. ولكن مع بدء المشاكل والحوادث عام النكبة، احتلّ اليهود الجبل المقابل للقرية، والذي كان مرعى لمواشي أهل القرية. علما أن قريتنا معلول كانت مشهورة آنذاك بتربية المواشي. كنا نعتمد في حياتنا على المواشي والزراعة، وبهذا بدأت المشاكل وانتهت بالتهجير والاحتلال المستمر حتى يومنا هذا. أنا أتوجه إلى أبنائي وأحفادي وأطالبهم بعدم النسيان أن لنا بلداً وقرية تسمى (معلول)، وهو الأمر الذي أطالبهم بتوريثه لأبنائهم إذا ما طال هذا الاحتلال".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]