عقد ظهر يوم أمس، الأربعاء، في كلية الجليل الغربي بمدينة عكا مؤتمر لمكافحة آفة المخدرات في الوسط العربي، حيث جاء المؤتمر تحت عنوان "الأسرة وأبناء الشبيبة العرب - الوقاية منذ البداية ".
وتولى عرافة المؤتمر الدكتور وليد حداد – مفتش سلطة مكافحة المخدرات والكحول في الوسط العربي، حيث بدأ الإفتتاحية يائير غيلر من سلطة مكافحة المخدرات مرحبًا بالحضور لتليها محاضرة للدكتور أمل فاهوم حول دور الأسرة العربية في مكافحة ومنع المخدرات في عصر ما بعد الحداثة .
بعد ذلك عقدت جلسة حوار بعنوان "هل هنالك دور للأهل في مكافحة ومنع المخدرات ،شارك فيها نيبال طوقان – رئيسة طاقم مكتب سلوك الأحداث في لواء الناصرة ؛ المحامي معين عرموش – ممثل لجان أولياء الأمور في المجتمع العربي؛ هناء الزعبي – عاملة اجتماعية – مديرة وحدة علاج المدمنين على المخدرات في الناصرة؛ همت حاج يحيى – المفتشة العامة في وحدة مكافحة المخدرات والكحول في وزارة المعارف ،وفي ختام الجلسة تم توزيع شهادات إنهاء في دورة "علاج الإدمان" لعام 2010/ 11.
الأهل لا يملكون الأدوات للتعامل مع الأبن "المدمن"
وفي حديث لمراسلنا مع الدكتور وليد حداد عن أهداف المؤتمر قال :هذا هو المؤتمر السادس لمكافحة المخدرات في الوسط العربي. من الأبحاث الأخيرة التي أجريناها في سلطة مكافحة المخدرات يتضح أن جزء كبير من الشبيبة في الوسط العربي في ضائقة ويتضح أيضا أن المعلم في آخر سلم الأولويات . لهذا نحاول من خلال هذا المؤتمر طرح عدة أفكار وسبل من مختصين لمكافحة هذه الآفة الخطيرة .
وأنهى حداد: لا يمكن في هذه المرحلة تحديد نوعية مجتمعنا إن كان مجتمع محافظ أو عكس ذلك ،لكن الشيئ المؤكد أن الأهل ليست لديهم أدوات للتربية في عصر الحداثة والفيسبوك الذي نعيشه .
دراسة حديثة ...وإستمرار للقديمة
تجدر الإشارة انه تم مؤخرا الانتهاء من إعداد بحث أكاديمي حول "طلبات الحصول على مساعدة" من قبل طلاب عرب في أعقاب استعمال المخدرات والكحول في الوسط العربي. أدار البحث البروفسور حانا عزر والدكتور حسني شحادة الخطيب من كلية ليفينسكي لإعداد المعلمين في تل أبيب . وتمحورت الدراسة في الجوانب المختلفة لطلب المساعدة في قضايا استعمال وتعاطي المخدرات والكحول بين الطلاب في المدارس العربية في البلاد، من وجهة نظر الطلاب وكادر العاملين في مجال التربية والتعليم (معلمين ومستشارين) وتعتبر هذه الدراسة استمرار لبحث أكاديمي علمي أجري في عام 2008 بين طلاب المدارس اليهود.
شمل البحث بين 883 طالبا وطالبة في الصفوف التاسع والحادي عشر وشمل أيضا -263 من طاقم التربية والتعليم (مدرسين ومدرسات ومستشارين في المدارس) في منطقة الشمال والمركز والجنوب وشمل كافة قطاعات المجتمع العربي (مسلمين ومسيحيين ودروز وبدو) والمدن المختلطة.
ابرز نتائج البحث
ومن أبرز نتائج البحث كان أن تصور الطلاب لمشكلة تعاطي المخدرات و/ أو الكحول مشابه لتصور كادر العاملين في مجال التربية والتعليم حيث بين البحث أن نسبة 40 ٪ من الطلاب و 45 ٪ من كادر العاملين في التربية والتعليم يرون أن هناك مشكلة خطيرة أو خطيرة جدا في استعمال المخدرات وشرب الكحول. وهذا يختلف من نتائج الأبحاث التي أجريت في الوسط اليهودي حيث أشار الطلاب اليهود إلى أن مشكلة المخدرات خطيرة جدا أكثر مما أشار إليه الكادر التعليمي في الوسط اليهودي ووفق البحث فان الفارق في نتائج البحث قد يكون متعلق بان الطلاب العرب تتوجه أكثر لمراكز تقديم المساعدة أكثر مما يتوجه الطلاب اليهود.
معرفة مصادر تقديم المساعدة فيما يتعلق باستعمال المخدرات والكحول
وبيّنت نتائج البحث أن ما بين 15 ٪ إلى 20 ٪ من الطلاب الذين تم شملهم في البحث قالوا أنهم يعرفون خطوط المساعدة في موضوع المخدرات والكحول (خط المساعدة التابع لوزارة التربية والتعليم، خط جمعية "ال سام" والخط التابع لسلطة مكافحة المخدرات والكحول) 13 % من الطلاب أكدوا أنهم يعرفون برنامج "اوفي" (برنامج خاص في وزارة التربية والتعليم) ما بين 35 ٪ إلى 40 ٪ من كادر التعليم قالوا إنهم على علم ومعرفة بوجود خطوط المساعدة في مجال مكافحة المخدرات والكحول وما نسبته 35 ٪ أفادوا أنهم على معرفة ودراية بوجود الخط الدافئ لسلطة مكافحة المخدرات. ونسبة 24 ٪ من الكادر أفادوا أنهم على معرفة ودراية بوجود برنامج "اوفي" في المدارس.
الاستعداد للتوجه للمساعدة
كما وتطرق البحث أيضا لاستعداد الطلاب التوجه وطلب المساعدة في حالة استعمال المخدرات والكحول حيث أشارت نتائج البحث إلى أن 58 % من الطلاب أفادوا بأنهم توجهوا لأمهاتهم و 48 % توجهوا لصديق و 48 % للوالد و 18 % لجهة مهنية مختصة كطبيب نفسي او مستشار تربوي و 30 % توجهوا لتلقي المساعدة في مواقع الانترنت وخطوط المساعدة عبر الهاتف.
ورأى غالبية المعلمين والمستشارين والكادر التعليمي أن الطلاب يرون بالأهل مصدر "غير مرغوب فيه كثيرا" للتوجه لطلب المساعدة وان الطلاب يولون أهمية واستعداد اكبر للتوجه للمستشارين والمعلمين بدلا من الأهل وقد وجدت نفس النتيجة أيضا لدى الطلاب اليهود وقد يعود ذلك إلى المعرفة السطحية للطلاب مع المستشارين التربويين في المدارس.
ووجد أيضا أن لدى الطالبات استعداد اكبر مما هو لدى الطلاب للتوجه للأهل أو الجهات المهنية التي تساعد على حل المشاكل المتعلقة بالمخدرات والكحول، وتبين أيضا أن طالبات صفوف التاسع أبدين استعداد اكبر من الطالبات في صفوف الحادي عشر.
أما في الاستعداد لتوجه لطلب مساعدة من قبل صديق فلم يكن هناك أي فارق بين طلاب التاسع وطلاب الحادي عشر. وتبين أن طلاب أبناء الطائفة المسيحية أعربوا عن استعدادهم للتوجه لصديق لطلب المساعدة أكثر من طلاب في نفس الجيل من أبناء الطائفة الدرزية او البدو. وفي المجمل فان نسبة 70 % من الطلاب العرب مقابل 50 % من الطلاب اليهود أعربوا عن استعدادهم للتوجه لصديق للحصول على مساعدة.
وتبين أيضا أن الطلاب الذين أفادوا أنهم يعيشون في مستوى رفاهي نفسي منخفض أعربوا عن رغبة ضئيلة للتوجه للآهل لطلب مساعدتهم مقارنة مع الطلاب الذين أفادوا أنهم يعيشون في مستوى رفاهي نفسي عال وذلك كما الطلاب اليهود حيث أعربوا عن استعدادهم للتوجه إلى الجهات المهنية في المدرسة لطلب المساعدة بدل الأهل على عكس الطلاب اليهود.
أما السبب الأكثر شيوعا والذي وفق البحث ، الدافع لتوجه طلب المساعدة هو الشعور القريب والارتياح النفسي ومن ثم النظر إلى مراكز المساعدة الهاتفية المختلفة كمصادر مهنية ومتفهمة للمتصل.
التوجه بشكل فعلي للمساعدة
وبين البحث أن ربع (25 % ) الطلاب أفادوا أنهم توجهوا خلال العامين الماضيين لأحد الجهات المهنية بخصوص أمور ومشاكل متعلقة في استعمال المخدرات او الكحول ومقارنة بالطلاب اليهود فان نسبة الطلاب العرب تفوق مرتين ونصف المرة.
كما تبين أيضا أن مصدر المساعدة الأساسي للطلاب العرب –كما هو لدى اليهود- مواقع الانترنت وان نسبة 7 % - 11 % قاموا بالدخول لمواقع مختصة من اجل المعرفة والتعلم ومن اجل المحادثة وطرح الأسئلة الشخصية على مختصين. ونسبة 7 % توجهوا لخط المساعدة التابع لوزارة المعارف وان نسبة 4 % لخط المساعدة التابع لسلطة مكافحة المخدرات والكحول.
وقال 55 % من الطلاب العرب إن هناك أهمية كبيرة جدا لإقامة موقع انترنيت معلوماتي يختص للمساعدة في مجال مكافحة المخدرات والكحول و 62 % قالوا أنهم يفضلون موقع باللغة العربية و 21 أفادوا أنهم يفضلون موقع باللغة العبرية و 17 % باللغة الانجليزية.
مقارنة بين الطلاب الذين شاركوا والذين لم يشاركوا في برامج وفعاليات مكافحة المخدرات والكحول فقد وجدت أن الفعاليات والبرامج لها تأثير كبير على توجههم للمساعدة وعلى وعيهم وتقييمهم لخطورة المخدرات والكحول.
[email protected]
أضف تعليق