"لا حياة لمن تنادي" بضع كلمات تختصر معاناة اليافاوية وفاء أو شميس التي تخوض إضرابا عن الطعام منذ مطلع الشهر الجاري في مدينة يافا للفت الأنظار لمعاناة الأقلية العربية في هذه المدينة وللظلم والاضطهاد الذي يعاني منه السكان العرب، لكن أحد لم يلتفت إليها حتى اليوم.
وفاء تقول لــــمراسل موقع "بكرا" الذي زارها في خيمتها: "نصبت خيمتي بيدي قبل عدة أشهر، وأعلنت الإضراب عن الطعام فيها كوسيلة نضالية ترفع الوعي وتدفع السكان للمطالبة بحقوقهم بالسكن، وللمطالبة أيضا بإزالة الظلم الاجتماعي الواقع عليهم، لكن دون جدوى حتى اللحظة".
وتضيف "اليوم لم يعد بمقدوري أن أقف على قدمي تعبت كثيرا، زارتني شخصيات من يافا وأقنعتني بفك الإضراب. وشدوا على يدي أن أبقى صامدة ولذلك يتوجب علي فك الإضراب، أنا أسكن في خيمة منذ خمسة أشهر، أمضيت شهر رمضان المبارك وعيدين في الخيمة ولا أزل، وضعي صعب جدا، من الصعب أن تعيش بخيمة وأن تربي الأولاد في الآن ذاته، عندما ادفع 3500 شيقل إيجار منزل صغير، وأعمل مقابل 22 شيقل بالساعة فقط، ثماني ساعات يوميا وأحيانا أعمل دوريتين عمل، من الصعب أن تسدد الديون كلها، أن نعمل ليل نهار كي أؤمن لقمة العيش لأولادي وهذا الراتب بالكاد يكفي".
لا وقت للعائلة فقط للعمل
وتتابع حديثها قائلة: "ماذا عن العائلة؟ بالكاد نراها بالأعياد حتى! ليست هذه طريقة حياة.. هناك الكثيرون من يافا الذين يعانون مثلي، هناك 700 عائلة مهددة بطردها من منازلها في يافا، الدولة لا تعمل شيئا لمواطنيها، لا من حيث التعليم أو السكن ولا المعيشة ولا شيء، أحيانا تفتح البراد فتجده فارغا، يوميّتي كلها 120 شاقلا، وهذا بالكاد يكفي لشراء الطعام والشراب للأولاد، فكيف يمكنني أن أدفع قسط الايجار؟ ما يتبقى لي ولأولادي؟ هذا عدا عن الماء والأرنونا والضرائب والرحل المدرسية مثلا للأولاد".
وتضيف: "وضعنا كعرب عنا صعب جدا، ويضيقون الخناق علينا كثيرا.. فلا يعطونا تراخيص البناء، ولا يعطونا المجال للبناء، منذ 5 سنين يعدونا بـ40 وحدة سكن جديدة في يافا ولكن لا يوجد اين نبني ،قبل بضعة أيام وصلت مع ابني الى المستشفى، عمره سنة و7 أشهر، ووصل نبضه الى 270، هذا البرد القارس الذي نعيش في ظله صعب جدا ولا يمكن تحمله".
المتضامنون قلائل رغم ان النضال جماعي
رغم النضال العربي في الدولة لتحقيق المطالب إلا أن آخر استطلاع للرأي، يشير إلى أنه 63% من المجتمع العربي دعم النضال الاجتماعي الصيفي الأخير، الجماهير اليافاوية لم تصل للتضامن مع ابنتها التي قررت مع عائلتها الانتقال للسكن في خيمة احتجاجا على غلاء المعيشة، والقلة التي وصلت، ومن بينها عضو الكنيست دوف حنين، لم يهتم الإعلام بالقضية، ولا الجماهير اليافاوية، فيبدو أن النضال الصيفي بالنسبة للجماهير العربية اليافاوية، ورغم أنه 700 عائلة منها مهددة بالطرد من منزلها وانعدام المساكن الجماهيرية والشعبية أو أي مشاريع اعمارية جديدة لأهالي يافا العرب، انتهى مع الصيف!!
فتقول وفاء: "للأسف لا أحد يهتم... لو كانت هذه امرأة يهودية لكانت قد قُلبت الدنيا ولم تقعد.. فكيف لم يتحرك أهل يافا لهذا الوضع؟ لم يسأل أحد عني.. هذا السكوت علامة الرضا، فهم راضون عن الوضع.. اليوم سمعت عن مظاهرة لأجل النقب في القدس، نحن نعاني من سنين ولم تجرِ أي مظاهرة لموضوع السكن.. نحن نعيش هنا ستة اشهر، كل من كان معي قبض مبلغا من المال وغادر الخيمة، إلا أنا! والدة لثلاثة أولاد مضربة عن الأكل، ولم يتحرك أحد؟ كيف يمكن أن نقبل نحن أهل يافا بهذا الوضع؟ لم نتحرك؟ كيف يعقل هذا الوضع"؟؟!
وتضيف: "رغم أنني أشارك في كل مظاهرة، ترى أن الوسط اليهودي أكبر من الوسط العربي في المظاهرات.. لماذا الناس تصمت؟ على ماذا تخافون؟ لماذا تصمتون؟ تخافون من رفع صوتكم؟ إذا لم يرتفع صوتنا نحن المدعوس على رؤوسنا، سنبقى تحت الأقدام.. يجب أن نتحرك.. ماذا تنتظرون؟ أن يأتي عضو كنيست ليحركّكم؟ يجب أن تتحركوا وأن نصعّد النضال، أنا ضد الصمت! فالصمت علامة الرضا، وإذا صمتت يعني أنك راضي على ما يحدث معك، وأنك توافق الحكومة على ما تعمله بك! وإذا كنا نوافق على ما تعمله لنا، فلتواصل إطلاق النار علينا ليل نهار.. ولكن هذا لا يقبله أحد"..
المطالبة بتحرك عربي أكبر
وتطالب وفاء بتحرك عربي اكبر من قبل الوسط العربي للمشاكل المادية المستعصية ومشاكل السكن: "ابني سيكبر، وعندما يصل لجيل 18 عاما، لا يمكنني أن أبني له، متى كانت امرأة عربية تعمل 16 عاما؟ هذا ما تريده الحكومة، أن ينشغل العرب بأمور حياتية يومية كي لا يحتكوا مع بعضهم، فليهتموا بمشاكلهم الداخلية، كيفية تدبير الأمور الاقتصادية فقط! المال لا يجعلنا بشرا، إذا لم نخف على بعض ولم نهتم بعضنا بعضا، إذا في العيد لا نزور بعضنا البعض، فأي عيد هذا؟! الناس تنتظر يوم العيد كي تأخذ قسطا من الراحة وتسافر، اليوم الكل مشغول بتدبير الأمور المادية فقط! هذا ما يريدونه لن، أن تصبح الأموال روح البشر، ولكن أن نهتم بعضنا البعض وأن نخاف على بعضنا البعض هذا لا يريدونه، لا إسلام ولا شيء، للأسف اليوم الوضع مخيف".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
لاحول ولا قوة اللا بالله