تعود علينا الأعياد المجيدة، بزينتها المضيئة، وقمارها المُنيرة، وشرائطها اللامعة، ونجومها الساطعة التي تكسوا شجرتها الخضراء، وبين العام والثاني ينتظر الصغار والكبار هدايا سانتا كلاوس " بابا نويل"، بفارغ الصبر، التي يحملها لنا هذا العجوز ذي اللحية البيضاء بكل محبة.
ومن سنة لأُخرى تختلف بهجة العيد وفرحته، وتكون مرتبطة بالظروف السائدة التي يمر بها المحتفلون في الأحيان الكثيرة، وخاصة من الجانب الاقتصادي، الذي له التأثير الأكبر على صبغة العيد والاحتفال، الأولى التي تجعل اقتناء هذه الأمور والتجديد السنوي ممكناً، لكن الأوضاع الاقتصادية الصعبة بعض الشيء، تحكمت في كمية المشتريات، جودة المنتج والاختيار، والذوق أحياناً.
مراسلة موقع بُـكرا استطلعت الأمر وجالت في بعض محال الزينة وكتبت التقرير التالي:
تبدو زينة العيد جميلة ومُغرية لعين الزبون، لكن " الحالة تعباني" عند البعض منهم، لهذا يختصروا من عدد المقتنيات والمشتريات، وبما أن للزينة موسمها السنوي الخاص بها، فتولد المنافسة بين التجار والمستوردين وأصحاب المحال، وكل محل يتميز بزينته، التي في المعظم تكون متواجدة بشكل حصري له.
خلال التجوال بين المحلات، كان إقبال الزبائن متفاوت بينهم، والعرض مختلفًا أيضاً، والأسعار متنافسة، ومتقاربة في بعض الأمور.
وقد أجمع أصحاب المحلات أن إقبال الزبائن على شراء الزينة ما زال " خفيفاً"، وحركة البيع " خفيفة" تقريباً مقارنةً مع الأعوام الماضية، والأسعار متعلقة بجودة المنتج، نوعه وحجمه.
الزبائن معظمهم من العُرسان..
وقد أجمع أصحاب المحلات أن زبائنهم متنوعين، من مختلف الديانات، فهُناك المسيحي والمُسلم واليهود الروس، حتى من اليهود من أصل أثيوبي، وفي بعض الأحيان من السُياح، معظم الزبائن هُم من الأزواج الشابة و " العُرسان"، المحتفلين للمرة الأولى في عيد الميلاد كأزواج في بيتهم الجديد، لذلك يقتنون الشجرة ولوازمها، ومنهم تصلهم الشجرة والزينة هدية من أهلهم كمُباركة بالزواج وكدعم من الأهل.
وقد صرح أحد أصحاب المحلات، أن الكثير من الزبائن يشترون عدد محدد من الإكسسوارات، التي تكون مناسبة ومنسجمة مع زينة القديمة، من ناحية اللون والأشكال، قليلون الزبائن الذين يجددون زينتهم كل عام.
أنواع الزينة وأشكالها..
هُناك أنواع مختلفة ومتنوعة من الزينة، ففي هذا العام يطغى كل من الألوان " البنفسجية والفضي"، " الذهبي والأحمر الداكن"، وهذا العام دخلت مواد جديدة على الزينة مثل الأقمشة والصوف، فالزينة المعتادة مصنوعة إما من البلاستيك أو الزجاج، والزجاج هو الأغلى ثمناً، حيثُ تتراوح أسعار " الكرُات" من 2 شيكل وصولاً إلى 40 شيكل، والنجمة كذلك الأمر، والأجراس.
أما الأشجار، فتتراوح أسعارها بين 40 شيكل وصولاً إلى 450 و600 أحياناً، وهذا متعلق بالمادة المصنوعة منها الشجرة، ارتفاعها وحجمها.
ميزانية الزبون..
وإذا أردتم معرفة الميزانية الملائمة لشراء الشجرة ومسلتزماتها، فالميزانية تختلف من زبون لآخر، وهي متعلقة بنوع الزينة وعددها، وتتراوح ميزانية الزبون من 200 شيكل، وتتعدى مبلغ 2000 شيكل في بعض الأحيان، لكن متوسط الدفع يكون بين 800- 1500 شيكل.
رأي الزبائن..
وخلال تجوالنا في المحلات، صادفنا بعض الزبائن، الذين كان عددهم يتفاوت من محل لآخر، وكان رأيهم متنوع، فمنهم من كان " عريساً جديداً" ومنهم لديه أُسرة وعائلة، فالعريس كان يجهز ويختار الزينة بدقة وتروي، ولهفة أكبر من رب العائلة، الذي كان يقتني الشيء الضروري له أو الغريب والممُيز، وكان يهتم أن يكون لونه وشكله منسجماً مع الزينة القديمة، كما أبدوا عن رأيهم في زينة هذا العام أنها مميزة وملفتة، وخاصة دخول عنصر جديد مثل الأقمشة والصوف، وبعض الابتكارات الحديثة، كما تحدثوا عن شعورهم بالرضا فيما يتعلق بوجود منافسة في الأسعار بين المحلات التي ساهمت بعض الشيء في أن يكون سعر السلعة مقبولاً لدى الجميع، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة بعض الشيء، متأملين أن يعود علينا الأعياد المجيدة العام المقبل، بحالٍ أفضل من جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
[email protected]
أضف تعليق