أكد استطلاع للرأي أجراه مؤخرا صندوق فريدريخ ايبرت الألماني، والذي كُشف عنه في مؤتمر عقد أول أمس ، أن 63% من المواطنين العرب في اسرائيل يؤيدون النضال الاجتماعي الذي شهدته البلاد في الصيف الأخير.
وأكد الاستطلاع أن ستة من كل عشرة مواطنين عرب يعتقدون أن مشاكل المجتمع اليهودي والعربي هي مشاكل مشتركة وأنه يجب العمل على حلها بنضال مشترك. كما يؤكد الاستطلاع أن غالبية المشاركين في النضال (29%) من العرب قالوا أن السبب الرئيسي لمشاركتهم كان طرح المشاكل التي تخص المجتمع العربي على سلم البحث الاسرائيلي.. كما يتضح أن فقط 27% من الوسط العربي رفض حركة الاحتجاج الصيفية.
نسبة المشاركة الفعالة في المجتمع العربي 19%
كما يتضح من معطيات استطلاع للرأي أجراه معهد ترومان في الجامعة العبرية، أن نسبة مشابهة في المجتمع العربي واليهودي شاركت بشكل فعّال في النضال الاجتماعي الصيفي، والتي وصلت الى 19%. وأكد 29% من المستطلعة آرائهم في بحث أجرته "مبادرات صندوق ابراهيم" أنهم معنيون بالتعاون مع اليهود بخصوص النضال، وأن 25% من المستطلعة آراءهم يرون أن اليهود الذين شاركوا في النضال معنيون أكثر بالتعاون مع العرب. الأمر الذي يدل على أن المشاركين في الاستطلاع يرون بالضال مهمة مشتركة، وفرصة لطرح القضايا التي تخص العرب ووضعها في لب النضال وفي فكر المجتمع الاسرائيلي عامة!
الناشطين سياسيا: جزء كبير من المشاركين في حركة الاحتجاج
ويشير الاستطلاع الى أن الناشطين سياسيا شكّلوا جزءا كبيرا من المشاركة في حركة الاحتجاج، وأن 85% من الذين لم ينشطوا في ما مضى لم يشاركوا في نشاطات بمواضيع جماهيرية سابقا. اما فيما يخص ما بعد الاحتجاج الصيفي يتضح أن العديد من المواطنين العرب عبّروا عن رغبتهم في النشاط وفي حركة الاحتجاج عامة! اذ اكد أكثر من نصف المستطلعة آراءهم والذين شاركوا في المظاهرات أنهم يعتقدون أنه بالإمكان عبر النضال الجماهيري التأثير على متخذي القرارات (57%)! في حين أكد 42% من الذين لم يشاركوا في المظاهرات الأمر ذاته! كما أكد 39% من المشاركين في المظاهرات أنهم معنيون بالتعاون العربي اليهودي في النضالات، في أعقاب نجاح حركة الاحتجاج...
اليهود معنيون أكثر بالتعاون مع العرب.. وارتفاع نسبة التصويت
وأما عن تغيير مواقف المجتمع اليهودي تجاه العربي، يتضح أن 34% من المشاركين في النضال يعتقدون أن اليهود معنيون أكثر بالتعاون مع العرب، في حين اعتقد ربع الذين لم يشاركوا الأمر ذاته.
وفيما يخص نسبة المشاركة في الانتخابات القادمة، فيتضح أن نسبة كبيرة من العرب أقرت أنها معنية في المشاركة في عملية الاقتراع في أعقاب النضال الاجتماعي! بحيث أكد 65% من الذين أيدوا النضال الاجتماعي أنهم سيدلون بأصواتهم في حين وصلت نسبة المصوّتين لدى الذين لم يؤيدوا النضال الى 57%!
الفلسطينيون شاركوا أكثر من العرب!!!
بينما فيما يخص علاقة النضال بقضية الهوية، يتضح أن غالبية من عرّفوا أنفسهم كفلسطينيون أو فلسطينيون اسرائيليون (حوالي 75%) شاركوا بشكل أكبر في المظاهرات وحركة الاحتجاج من اولئك الذين عرّفوا أنفسهم كعربا فقك (62%). ويتضح أن 26% من "الفلسطينيين" شاركوا في الاحتجاج بينما فقط 15% من العرب!
كما يتبين من الاستطلاع أن "الفلسطينيون" يعتقدون أنه في أعقاب حركة الاحتجاج بإمكان مواطن مثلهم التأثير على متخذي القرارات، وأن نسبتهم كانت أكبر من "العرب" الذين يعتقدون المثل، (57% مقابل 38%)!
عدا عن ذلك اتضح أن الفلسطينيون يتجاوبون بشكل أكبر مع قضايا المسكن والتعليم، بالاضافة الى قضية الاحتلال التي تهمهم، أكثر بكثير من "العرب" (73% مقابل 56%). كما يتضح من التحليل أن غالبية من عرّفوا أنفسهم كفلسطينيين قدموا من مدن كبرى أو مختلطة، بينما غالبية من عرفوا أنفسهم كعربا قدموا من قرى بغالبها اسلامية.
الشباب شاركوا أكثر من كبار السن في النضال..
ويظهر استطلاع الرأي أن المشاركة الكبرى كانت في قطاع الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و 29 عاما، وأن الأمور التي تشغلهم هي قضايا المسكن والقضايا الاجتماعية والاقتصادية أكثر من غيرهم. اذ أكد 20% من المستطلعة آرائهم في هذه الشريحة (الشباب) أن الفقر والفروق الشاسعة بين شرائح المجتمع هي القضية الأهم التي يجب معالجتها بأسرع وقت ممكن، مقابل 11% من كبار السن. في حين أكد 13% من الشباب المستطلعة آرائهم أنهم يرون بقضايا التعليم القضايا المركزية على محور البحث، مقابل 6% فقط ممن هم أكبر من 30 عاما. بينما يتضح أن 31% من الشباب يرون أنهم ليسوا جزءا من المجتمع الاسرائيلي، مقابل 23% ممن راوحت أعمارهم 30 – 29، و 15% ممن راوحت أعمارهم 55 سنة فما فوق.
ويؤكد الاستطلاع أن 38% من الشباب العرب يرون بأنه بإمكانهم التأثير على الساسة ومتخذي القرارات في أعقاب النضال الاجتماعي، مقابل 14% منهم الذين أكدوا أنهم لم يشاركوا في المظاهرات بسبب شهر رمضان المبارك، و 48% ممن راوحت أعمارهم 30 – 49 سنة.
الأسباب الرئيسية للمشاركة: التعليم، المسكن، وانهاء الاحتلال!
ويشير التقرير الى الأسباب الرئيسية التي دفعت بالعرب للمشاركة في المظاهرات، وهي قضايا المسكن وضائقة السكن في المجتمع العربي، وحسين جهاز التعليم في المجتمع العربي، كأساس للعدل الاجتماعي. بينما رأى 43% ممن راوحت اعمارهم بين 30 – 49 عاما أن قضية الاحتلال وإنهاءه أساسيةلعدل الاجتماعي، في حين وصلت نسبة هؤلاء الى قرابة النصف في بقية الشرائح العمرية.
بينما فيما يخص النساء، يتضح أنهن أكثر انشغالا بالقضايا الاجتماعية، وأن مطلب تحسين جهاز التعليم دفع بقرابة النصف من النساء العربيات للمشاركة في النضال الاجتماعي. في حين يرى النساء بقضية انهاء الاحتلال كقضية أساسية يجب معالجتها (بنسبة 5% أقل من الرجال).
تراخطنبرغ: لم يقدم الحلول المطلوبة...
وفيما يخص تقرير تراخطبرغ وانجازات ونتائج النضال الاجتماعي، يرى 58% من مؤيدي النضال أن تقرير تراخطنبرغ لم يقدم حلولا فعلية للمشاكل التي تميّز العرب. بينما 47% ممن لم يشاركوا أكدوا الأمر ذاته.
بينما أكد ربع المشاركين في المظاهرات وحركة الاحتجاج الصيفية عامة أن تقرير تراخطنبرغ يقدم حلولا ولو جزئية لقضايا تهم المجتمع العربي، ولكنهم أكدوا في الآن ذاته أن مشاركة إضافية من قبل العرب في المظاهرات والاحتجاجات قد تؤدي لتحسين النتائج! في حين اعتبر33% من المستطلعة آرائهم أن المشاركة أو عدمها ما كانت لتؤثر على النتائج.
وأكد 57% من المستطلعة آرائهم أن تحسين جهاز التعليم كان ليدفعهم بشكل أكبر للمشاركة الفعالة في النضال. بينما قال 47% أن الربط بين انهاء الاحتلال والعدالة الاجتماعية كان ليدفعهم بشكل أكبر للمشاركة الفعالة في النضال. في حين قال نصف المشاركين في الاستطلاع أن قضية المسكن وايجاد حلول سكنية للمواطنين العرب كان ليدفعهم بشكل أكبر للمشاركة الفعالة في النضال.
[email protected]
أضف تعليق