أيام قليلة تبقت على موعد الانتخابات البرلمانية في مصر ، لكن دماء الشباب ما زالت تنزف في ميدان التحرير ، ويبدو المشهد السياسي في مصر ضبابيا ،لا شك أن الأحداث الأخيرة التي يشهدها الشارع المصري في الأيام الأخيرة تعيد إلى الاذهان ما حدث في بداية الثورة ،المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة طنطاوي كان بمثابة" الخط الأحمر "، والجيش المصري دافع عن الثورة وكان عاملا مهما في زوال نظام مبارك وتنحيه عن السلطة ،فزادت ثقة الشعب المصري بالجيش ،لكن الأيام الأخيرة وسفك الدماء الحاصل في الميدان زعزع ثقة الشعب المصري في المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتعالت الهتافات دون خوف أو وجل بتنحي طنطاوي ومجلسه عن الحكم ... ويبقى السؤال ؟؟ مصر رايحة فين ؟.
مصر الثورة ومستقبل السلام مع اسرائيل
عن هذا الموضوع تحدث مراسل بكرا إلى الدكتورة ميرا تسوريف المحاضرة في جامعة تل أبيب بموضوع تاريخ الشرق الأوسط والخبيرة بالشؤون المصرية ... ووجه لها عدة أسئلة حول الانتخابات المرتقبة بعد أيام ،وحظوظ الإخوان المسلمين فيها ،والعلاقة واتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في حال نجحت الحركة بالوصول إلى الحكم ومن الأكثر حظا في الفوز في انتخابات الرئاسة.
حركة الإخوان المسلمين هبطت أسهمها في الأيام الأخيرة
تقول تسوريف:" بداية لا يمكن التنبؤ حول إجراء الانتخابات البرلمانية في الأسبوع القادم ، وذلك بسبب نزيف الدم الذي يجري في ميدان التحرير ،الشيء المؤكد أن الحزب الوحيد في مصر الذي يروق له إجراء الانتخابات في موعدها المحدد هي حركة الإخوان المسلمين ، فهذه الحركة لها جذور راسخة في الأرض وهي جاهزة تماما من حيث شعبيتها وكوادرها للانتخابات ،لكن الأيام الأخيرة وما شهده ميدان التحرير باعتقادي أن الحركة هبطت أسهمها في الشارع المصري بسبب الأحداث ، دعا الإخوان المسلمين إلى المليونية الأخيرة ومن جهة أخرى تركوا الجماهير عرضة للقتل في الميدان ،قضية إجراء الانتخابات في الأسبوع القادم متعلقة بأمر واحد ووحيد وهذا ما سنتأكد منه حتى نهاية الأسبوع، وهو متعلق بمجريات الأمور في ميدان التحرير الذي ينزف دما ،فلو بقيت الدماء تنزف في الميدان فمن المؤكد أنها ستؤجل إلى موعد آخر".
قوة الإخوان الانتخابية تصل إلى 30%
وتابعت تسوريف في حديثها لموقع بكرا:" لا شك أن حركة الإخوان المسلمين هي الأكثر تنظيما في مصر ،وهي الأكثر جاهزية لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة ،ولذلك سيجن جنونها في حال تم تأجيل الانتخابات ، لكن الأحداث الأخيرة قد سببت لقيادة الحركة بعض المتاعب بسبب حمام الدم في الميدان حيث دعوا إلى المليونية وتركوهم عرضة للقنص والقتل ، مع ذلك هذه الحركة تبقى الأكثر حظا من بين كل الأحزاب المصرية الأخرى وخاصة الجديدة منها والتي تأمل في تأجيل الانتخابات ليتسنى لها لملمة كوادرها ومشجعيها في الشارع المصري ، هناك تخمينات عديدة أن حركة الإخوان ستحظى بأكثر من 50 % من مقاعد البرلمان الجديد ، لكن بحسب رأيي هذه النسبة مبالغ فيها كثيرا بسبب انشقاق بعض الشخصيات القيادية من الحركة وإقامة "حزب الوسط".
اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل مصلحة مصرية عليا
وحول اتفاقية السلام بين البلدين ومصيرها قالت تسوريف:"هناك تفاهم في المنطقة أن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل هو مصلحة عليا ومهمة لمصر ،ولذلك لا اعتقد أن الاتفاقية بين البلدين سيمسها سوء ،والدليل على ذلك "صفقة شاليط" ،لا شك أن هذه الصفقة قد عززت مكانة مصر في المنطقة وفي العالم ،ومصر هي الدولة العربية الوحيدة في المنطقة التي يمكنها حل إشكاليات معقدة بين إسرائيل وحركات أو دول عربية في المنطقة ،ولو فرضنا جدلا أن حركة الإخوان المسلمين نجحت في الوصول إلى الحكم ،فمن الممكن أن لا تعود العلاقات المصرية الإسرائيلية إلى سابق عهدها ،وما كان زمن مبارك لن يعود، ولكن لا أتوقع قطع العلاقات لأن هذه العلاقة تحكمها اتفاقيات ومصالح دولية".
عمرو موسى الأكثر حظا لرئاسة مصر
وحول انتخابات الرئاسة المصرية تابعت تسوريف:" كل استطلاعات الرأي في مصر تشير إلا أن عمرو موسى الأكثر حظا في انتخابات الرئاسة ،موسى متجذر من أصول ناصرية ويبدو أن هناك شريحة كبيرة من الشعب المصري تتوق إلى ذلك العهد ،أما البرادعي فهو شخص غير مرغوب به في مصر، حتى أن هناك أصوات تتهمه بصريح العبارة انه ليس مصريا ، وجود البرادعي لسنوات طويلة خارج البلد وعمله في لجنة الطاقة النووية أساءت لشخصه وخاصة الغزو الأمريكي للعراق ،أما المرشح أيمن نور من حزب الغد فهو شخص ليبيرالي وكان معارضا جريئا لنظام مبارك قبل سنوات وزج به في السجن ،هذا الجانب يحسب له لدى شريحة كبيرة في المجتمع المصري لكن بشكل محدود ،أما المرشح الرابع "أبو الفتوح" وهو أصلا من قيادة الإخوان المسلمين ،فهو شخص براغماتي ، لكن حظوظه بالفوز في الانتخابات ليست عالية بسبب انشقاقه عن الإخوان وتمرده على المرشد وخوض الانتخابات بشكل مستقل ،الإخوان المسلمون صرحوا منذ فترة أنهم لن يخوضوا انتخابات الرئاسة وبالتالي لن يقدموا الدعم لابو الفتوح".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
حلو كثير