تتواصل في هذه الأيام أحداث محاكمة الشبان الشفاعمريين السبعة، نعمان بحّوث، باسل خطيب، جميل صفّوري، فادي نصر الله، أركان كرباج، منير زقّوت، وباسل قادرية والذين تتهمهم النيابة العامة بتهم القتل غير المتعمد للارهابي عيدن نتان زادة، الذي قام بقتل أربعة شفاعمريين أبرياء، هم الشهداء هزار تركي، دينا تركي، ميشيل بحوث، ونادر حايك المرحومين، بالمجزرة بتاريخ 4- 8-2005 في حافلة على مدخل مدينة شفاعمرو. وتهم أخرى كعرقة عملة شرطي وغير ذلك..
بالامس عقدت جلسة أخرى في المحكمة المركزية في حيفا استمعت فيها المحكمة لشاهد آخر، على أن تعقد جلسة إضافية يوم الخميس المقبل الساعة العاشرة والنصف صباحا..
صفّوري: لا يمكننا ممارسة حياتنا الطبيعية!
من جهته يقول المتهم جميل صفوري: "نحن سبعة متهمين من شفاعمرو منذ العام 2006 تتم محاكمتنا، وكل فترة نسمع أن القاضي يقول أنه من المتوقع أن تنتهي القضية حتى شهر نيسان أو أيار المقبلين. وكأي مجموعة متهمة القضية صعبة بالطبع، وتؤثر علينا لدرجة أنه لا يمكننا أن نمارس حياتنا الطبيعية! فهي تؤثر علينا من ناحية المعنويات ومن الناحية المادية ايضا، فلا يمكننا العمل وأن نمارس حياتنا الطبيعية، لأنه يتوجب علينا التواجد في المحكمة اربعة أيام في الأسبوع"!!
ويضيف: "وهذه المحاكمة تؤثر علينا من جميع النواحي، ويمكنني القول أننا معطّلون منذ العام 2006، كلنا لدينا بيوت وعائلة نرعاها، وأنا على سبيل المثال لدي ابنة تدرس في الخارج، كيف يمكنها مواصلة دراستها وأنا لا يمكنني أن أدفع لها أجر التعليم؟؟ هناك ثلاثة شباب والذين تجوّزوا خلال المحاكمة، واليوم لديهم أولاد، هذه حياة صعبة جدا.. فكيف يعقل أن تكون زوجته على وشك الولادة في المستشفى ويكون الشاب في المحكمة؟؟ الشاب باسل خطيب طُلب منه ان يعود الى هنا والى المحكمة بعد يومين من زفافه وهذا أمر صعب جدا"...
نحن نُحاكم لأننا دافعنا عن شفاعمرو!!!
ويؤكد صفّوري أن سبب محاكمتهم هو أنهم دافعوا عن شفاعمرو قائلا: "ثم اذا علينا أن ندخل السجن بسبب قضية كهذه، واذا تقول الجماهير العربية أننا وجه لهم، ولا نحاكم بسبب أسمائنا، وإنما نُحاكم لأننا دافعنا عن شفاعمرو، وحتى هذا الأمر تتهمنا به النيابة، اذ تدعي أننا قتلنا مخرّب جاء قتل أربعة من سكان المدينة! فنحن نطلب من لجنة المتابعة وكل الاحزاب العربية والحركات الوطنية ان تقف الى جانبنا"...
ويشير أيضا الى انعدام الدعم المعنوي والمادي من جميع الجهات والاحزاب الناشطة على المستوى الشفاعمري قائلا: "لا نشهد اي دعم، وكما رأيت اليوم في جلسة المحكمة لم يحضرها أحد غيرنا نحن المتهمون! هناك محاولات لإعادة إحياء حالة الدعم والوقوف الى جانبنا، ولكن دون نجاح كبير، ولكننا نشكر كل من يحاول مساعدتنا. اللجنة الشعبية التي كنت عضو فيها كممثل حركة أبناء البلد، ولكن اليوم نرى أننا لوحدنا ولا يوجد اي مساعدة! نحن الآن في الفترة الأخيرة من الملف، واذا لن يقفوا الى جانبنا في هذه المرحلة لن تكون فرصة اخرى لدعمنا بأي شكل من الأشكال"!
خطيب: بعد زفافي بيومين اضطررت للوصول الى المحكمة
أما المتهم باسل خطيب فيشير الى أنه تزوّج وبعد يومين إضطر للمثول أمام المحكمة، فيقول: "حالتي صعب بعض الشيء. ما نذوقه نحن لا يذوقه أحد غيرنا!!! تزوّجت خلال انعاقد المحكمة، وبعد زفافي بيومين اضطررت للوصول الى المحكمة. باسل قادرية أيضا تزوّج وبعد زفافه بيوم اضطر للحضور للمحكمة!! كل ما نريده هو دعم الجماهير العربية معنويا على الأقل كي نتمكن من الخروج من المأزق الذي نحن به! فنحن بمأزق ومشكلة كبرى"!!!
وينهي حديثه بالقول: "اليوم الدولة تحاكم المقتول، الضحية، الأبرياء!! وهذا صعب جدا ولا يمكن السكوت عليه"!
صفّوري: كي نعرف انه في حال دخلنا السجن، دافعنا عن ناس تستحق ذلك!!
ويبدو على صفّوري التأثر عند مواصلة حديثه عن القضية، وربما عتبه على الوسط العربي والمجتمع الشفاعمري بشكل خاص، فيقول "أشكر كل من يدعمنا أولا.. وأؤكد أننا في المراحل الاخيرة من محاكمتنا، ونطلب من الناس ان تدعمنا لكي نعرف انه في حال دخلنا السجن، دافعنا عن ناس تستحق ذلك"!!!
المحامي جمّال: النيابة تنازلت عن صفقة إدعاء ربما لأسباب سياسية!
بينما يحدثنا المحامي رجا جمّال عن اقتراح صفقة الادعاء الذي طلبته النيابة قبل بضعة أشهر فيقول: "قبل بضعة أشهر عادت النيابة لخوض شوط ثاني في موضوع البحث عن صفقة مع طاقم الدفاع، ولكن حتى الآن هذه المحاولة لم تسفر عن أي نتيجة. عدم الوصول الى قرار في هذا الموضوع يتعلق فقط بقرارات النيابة! عمليا النيابة توجهت الينا وللمحكمة وللقاضي الوسيط بطلب العودة للشوط الثاني في موضوع الوساطة، وبعدما استمع القاضي الوسيط – الرون لطاقم الدفاع وللنيابة مرة أخرى، اقترح عرضا على النيابة ولا نعرف ما هو اقتراحه بالتفصيل. ولكننا ما زلنا بانتظار رد النيابة على اقتراح القاضي الرون. بما أنه حتى الآن لم تعد النيابة إلينا أو للمحكمة بأي جواب بالنسبة لاقتراحه، باتت عملية الوساطة عالقة! هذه النيابة استغنت عن هذا الحل، والذي قد يصل بواسطته طاقم الدفاع لصفقة مع النيابة، أو أن هناك يد خفية لا نعرفها توّجه هذه القرارات، وقد يكون الحديث عن قرار سياسي محض، لذلك هم غير معنيون لنصل لوساطة. النيابة مستمرة في اتهامها للشباب السبعة، وهناك اتهامات خطيرة أخرى عدا عن محاولة القتل، كإعاقة عمل شرطي، وغير ذلك"..
من الممكن التوصل الى نتائج طيبة بالنسبة للمتهمين
ويتابع: "النيابة من خلال ادارتها للملف يمكن أن نرى بصمات القضاة، فالقاضي يهمه أن ينهي الملف بأسرع وقت ممكن كي يتفرغ لملفات أخرى، وهذا الأمر سيسبب في توفير الكثير من المال لخزانة الدولة وللمحكمة. ولذلك النيابة قامت واستغنت عن 80 شاهدا، وذلك بهدف إسراع وتيرة سماع الملف! ولكن حتى هذا لم يساعد! النيابة تحاول التوصل للقرار النهائي بأسرع وقت ممكن، لأنها تعتقد أنها ستتوصل لإدانة أكيدة! نحن كطاقم دفاع لا نقبل هذا المنطق ونستمر بالقيام بعملنا ونعتقد انه من الممكن التوصل الى نتائج طيبة بالنسبة للمتهمين"..
جمّال: لم نتلقَ أتعابنا منذ بداية الملف!!
أما حول تلقي المحامين أتعابهم خلال إدارة هذا الملف الصعب فيقول جمّال: "نحن حتى الآن لم نتلقَ أي أتعاب، طاقم الدفاع يتشكل في هيئته الحالية من المحامي رجا جمّال، المحامي ابراهيم خوري، المحامي داوود نفاع، والمحامين ماهر تلحمي، سيجال دفوري وعميكام شوحاط من الدفاع العام خلال إدارة الملف قام بالمحاميان داود نفاع وابراهيم خوري بتقديم استقالتهم من طاقم الدفاع لعدم تلقيهم أتعابهما. أنا والمحامي ساري خورية وهو شريكي في المكتب نستمر في عملية التطوع بهذا الملف ونستمر بعملنا وتأدية واجبنا دون ان نتلقى أية أتعاب بعكس ما وعدونا به في السابق"!
رئيس لجنة المتابعة، زيدان: سندرس الخطوات وأساليب دعمنا لهم.. ولكن لا يمكننا حضور الجلسات كلها
من جهته عقّب رئيس لجنة المتابعة – محمد زيدان على ذلك بالقول: "لن ننسى الاخوان في شفاعمرو، رغم التناقضات في المواقف فيما بينهم التي صعّبت علينا المهمة بعض الشيء. كان يجب أن يكون لنا دور أكبر في دعمهم لا شك، ولكن محليا قالوا في شفاعمرو أنهم سيتكفلّون بذلك لوحدهم. الجلسات في المحكمة كثيرة، ومن الصعب جدا علينا أن نجند الجماهير لحضورها طوال الوقت، وكنا قد قلنا لهم أنه في حال طلبوا منا التواجد في جلسة معينة سنساندهم ونجند لهذا الأمر".
وتابع في رد على سؤال: "بالنسبة للتكاليف المادية، في شفاعمرو قالوا انهم سيتكفلون بها.. ولكن يبدو أن هناك خلافات بين الجهات الشفاعمرية الناشطة على مستوى البلدة. هذه الخلافات تؤثر على موقف لجنة المتابعة. يجب أن يكون هناك موقف موّحد في شفاعمرو. نحن منجهتنا سنعقد جلسة لفحص أساليب دعمهم وسنحاول توحيد الصفوف، وتوحيد خطابهم وموقهم، خاصة بعد الطلب الذي وصلنا من الاخوان الشفاعمريين. ننتظر إشارة من الاخوان المحامين وفي حال طلبوا تواجدنا سنتواجد هناك. ولكن لا يمكننا الحضور لكافة الجلسات المنعقدة في المحكمة".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
نحنو حركة فرسان الحق متابعين القضية العربية الموحدة