* موقع "بكرا" يكشف التطورات في قضية السجين "ناصر" والذي تعرّض لاعتداء جنسي في السجن...بعد أكثر من سنة على الحادث كشف أنه مصاب بالإيدز .

* وزير الأمن الداخلي سيقوم اليوم بالإجابة على إستجواب يتعلق بالحالة

في أواخر شهر تموز هذا العام نقلنا إليكم قصة السجين "ناصر" (اسم مستعار، الاسم الكامل والصحيح محفوظ في ملف التحقيق) وهو سجين تعرّض للاغتصاب داخل سجن "الشارون في تاريخ 3 مارس/ آذار 2010.

في "بكرا" التقينا "ناصر" قريبًا من منزله بعد أن أطلق سراحه في نفس الشهر، حيث فضل اللقاء في أرض وعرية بعيدًا عن البشر، إصراره وكما ذكرنا سابقًا، كان نابعًا من خوفه أن يكشف أحدًا قصته.

زوجته، والدته أخوته العشرة- عدا واحد- ... لم يعرفوا لماذا حاول "ناصر" الانتحار مرارًا.."ناصر" لم يعرف وقتها أن فصل الاغتصاب في حياته سيكون أهون من فصل آخر قادم... حيث كشفت التحاليل الأخيرة (قبل إسبوع) عن إصابته بالإيدز!

عودة ناصر إلى السجن...وإجراء التحاليل وعدم تقديم المساعدة له

يقبع اليوم "ناصر" في سجن آخر ، بعيدًا عن سجن الشارون، حيث أعتقل مع بداية تشرين ثاني 2011 بعد أن نُسبت إليه تهمة "انتحال شخصية آخر". ومع دخول السجن علم موقع "بكرا"، عن طريق محاميه حسين أبو حسين، على أن إدارة السجن أجرت لـ "ناصر" فحوصات مخبرية لفحص إصابته بالإيدز لتؤكد الإصابة بالمرض. حتى اليوم لم نعرف بعد لماذا أقدمت إدارة السجن على إجراء الفحص، علمًا أن فحوصات مماثلة لا تتم إلا إذا كان هنالك شك من قبل إدارة السجن بإصابة الشخص بـ فيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV).

ويشكو "ناصر" من عدم تقديم الخدمات اللازمة له، حيث يقبع في السجن الانفرادي، بعيدًا عن بقية الأسرى، لكنه وفي معلومات وصلت إلى موقع "بكرا" يؤكد على أن إدارة السجن تهمله ولا تقدم له العلاج المناسب، وهو في حالة يرثى لها من خوف وذعر لخطورة الموقف.

كيف وصل المرض إلى "ناصر"؟!

حتى الآن وكما علم موقع "بكرا" فأن التحريات جارية في كشف مصدر إصابته بالمرض، علمًا أن المُعتدي وفي معلومات حصل عليها موقع "بكرا" يتواجد حاليًا في زنزانة مع شركاء آخرين، مما يرجح على أن "ناصر" لم يصب بالمرض من فعل الاغتصاب ولربما كان مصابًا به قبل ذلك أو أصيب به بعد ذلك، على الرغم من أن مختص أكد لـ "بكرا" على أن الفترة التي قضاها ما بين إطلاق سراحه وعودته إلى السجن قليلة جدًا (4 أشهر) كي تبدأ عوارض المرض بالظهور، هذا في حال إعتمدت إدارة السجن بإجراء الفحص على عوارض بدت على "ناصر" وقت الإعتقال، مما يرجح أن "ناصر" أصيب في المرض داخل جدران السجن.

تجدر الإشارة إلى أن "ناصر" -البالغ من العمر 22 عامًا- أمضى معظم أيام طفولته وشبابه في السجون، والتهمة كانت دائمًا وأبدًا ذاتها، فهو لم يسرق ولم يقتل ولم يقم بأي جريمة يستحق عليها السجن طويلا، كل ما هنالك أنه اتهم عدة مرات بدخول "إسرائيل" بصورة غير قانونية. وفي مقابلة سابقة أكد "ناصر" لموقع "بكرا" على أنه بدأ يحس ان السجن بيته وليس العالم الخارجيّ!.

حادث الاغتصاب

في تاريخ 3 آذار/مارس 2010 سلم "ناصر" نفسه لمقر الجيش القريب من بلدته، بعد أن وصل أفراد الجيش إلى البلدة بحثًا عنه، ولما لم يجدوه قاموا باعتقال أخيه "علي" (الاسم مستعار) - البالغ من العمر 30 عامًا. وكان قد حكم عليه بالسجن 24 شهرًا، منها 18 شهرًا بصورة فعليّة.

وعلى الرغم من قٌصر مدة الحكم نسبيًا، إلا أن "ناصر" زار خلالها سجون إسرائيل كلها تقريبًا، فقد مكث بضعة أشهر في سجن "أيالون"؛ ومكث بعضا آخر في سجن "أبو كبير"؛ ووصل إلى سجن "شطة" وبعد عدة تنقلات وصل إلى سجن "هشارون".

في سجن "هشارون" تعرّض "ناصر" للاغتصاب على يد شريكه (49 عامًا) للزنزانة رقم 19 في قسم رقم 4 ، وقد قدم "ناصر" شكوى بحق شريكه وفي تاريخ 3 حزيران تم تقديم لائحة اتهام بحق المعتدي.

منذ تموز/ يوليو الأخير وحتى الأول من تشرين ثاني/ نوفمبر تم إطلاق سراح "ناصر" ليعود إلى منزله أملا في ممارسة حياته الطبيعية، لكن إعادته إلى السجن مجددًا وبتهمة "الإنتحال" وكشف الإصابة بالمرض قلبت حياته رأسًا على عقب حتى بات يبحث عن طريقة يتخلص بها من ما تبقى من عمره.

شهاب: إذا كان المُعتدي معافى فمؤكدًا أنه ليس مصدر الإصابة

هذا وحاولنا في موقع "بكرا" التعرف أكثر عن احتمالية إصابة "ناصر" بالمرض من الاغتصاب، علمًا وكما قلنا سابقًا أننا في موقع "بكرا" تأكدنا من عدم وجود المعتدي في العزل مما يرجح عدم إصابته بالمرض حيث لا تخاطر إدارة السجن في دمج مساجين معافين مع آخرين مرضى، حيث قال لنا د. شهاب شهاب: "بداية من المهم الحديث عن انتقال المرض، حيث ينتقل مرض الايدز من شخص حامل للمرض لشخصٍ معافى من خلال العلاقة الجنسية، الحمل، واستعمال إبر ملوثة بالدم المُصاب بالمرض".

وأشار د. شهاب أن نحو 4800 شخص حامل لمرض الايدز في إسرائيل، 10% منهم أصيبوا بالعدوى عن طريق الإبر الملوثة، و 40% عبر علاقة أي بين ذكر وأنثى، و 13-14 % تكون بسبب العلاقة الجنسية بين اللواط أو مثليي الجنس.

وعن مدة ظهور المرض، قال د. شهاب أن مدة ظهور الفيروس وأعراض المرض تختلف من حالة إلى أخرى، فهناك مُصابين تظهر العدوى لديهم بعد 3 أشهر من حدوث العلاقة الجنسية أو الاعتداء الجنسي عليهم، وحالات أخرى يُمكن أن يظهر المرض لديهم بعد 8–11 سنة من حدوث العلاقة الجنسية أو الاعتداء الجنسي عليهم.

وعن حالتنا عينيًا قال: إن نسبة حاملي فيروس الايدز في السجون عالية، وهذا يعود إلى نسبة وجود متعاطي المخدرات والمدمنين في حقن الإبر الملوثة، ووفقًا للمعلومات المذكورة فأنه مؤكدًا أن "ناصر" لم يصب بالعدوى من قبل المغتصب وخاصة أنه وعلى ما يبدو معافى، وتبقى جميع الاحتمالات في كيفية إصابة هذا المريض بالعدوى واردة.

وعن طرق التعامل مع مريض الإيدز خاصة وأن عائلته لا تعرف عن مرضه وقد تواجد في محيط العئالة لمدة 4 أشهر، قال د. شهاب شهاب: "بالنسبة للزوجة، حسب القانون يجب إبلاغها وإجراء جميع الفحوصات اللازمة لها، والتحدث معها، وتمرير لها طرق وسُبل الوقاية والعلاج من المرض، في حال أُصيبت هي الأخرى".

إدارة السجن ترفض التعامل مع التقرير

وحاول طاقم "موقع بكرا" أخذ تعقيب لإدارة السجن، حيث توجهنا بعدة أسئلة حول ظروف إصابة "ناصر" بالمرض ومعلومات تؤكد عدم إصابة المعتدي بمرض الإيدز، كما واستوضحنا إذا ما تم إجراء فحوصات لبقية الأسرى في سجن "هشارون" علمًا أن العلاقات الجنسية بين المساجين واقع إلا أن إدارة السجن ردت على طاقم الموقع: "أن إدارة السجن لا تشارك معلومات طبية عن الأسرى الإعلام لكن تؤكد على أن أسرى مصابين بمرض نقص المناعة متواجدون في عزل تام عن بقية الأسرى".

"ناصر" اليوم إلى الكنيست

وقضية ناصر تعتبر نقلة نوعية في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الإسرائيلية والذين يقدر عددهم حاليا ب 5 آلاف فلسطيني يقبعون في 26 سجنا داخل إسرائيل وسجن واحد في الضفة الغربية وهو سجن عوفر قرب رام الله، إضافة إلى عشرات مراكز الاعتقال في مختلف مناطق الضفة الغربية، حيث لم تُسجل حتى اليوم ولا حالة إصابة بمرض الإيدز بين الأسرى من الضفة الغربية، و- "ناصر" يعد أول حالة.

يُشار إلى أن النائب حنين زعبي عن التجمع الوطني الديمقراطي قد قدّمت استجوابا حول الموضوع لوزير الأمن الداخلي (يتسحاق اهارونفيتش)، وتم المصادقة عليه حيث من المقرر أن يقدّم إجابته اليوم الأربعاء وسنقوم بنشره في حال الحصول عليه.

فارس: لم تسجل أي حالة اغتصاب ولكن سجلت تهديدات

وفي تعقيبه على ما تعرض له "ناصر"، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إنه لم تسجل أي حلة اغتصاب في سجون الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين، لكن السجانين والمحققين الإسرائيليين قاموا بتهديد الأسرى الفلسطينيين بالاغتصاب وتعرض عدد من الأطفال إلى تحرش ومضايقات جنسية لكنه لم يجري توثيق حالات اغتصاب ممنهجة للأسرى.

وفي موضوع "ناصر" قال غير مستبعد عن الاحتلال القيام بمثل هذه الأفعال، وإن صح ذلك فهي طريقة من طرق الانتقام من الأسرى والقضاء عليه بنقل مرض الإيدز، وهذا من غير المستبعد، لان الطريقة التي يجري الحديث عنها تمت بين الأسير وأسير أخر قد يكون متعاون مع الاحتلال، وبهذه الطريقة يصعب إدانة إدارة السجن فيما حدث لناصر التي قد تدعي أن ناصر أصيب بالمرض جراء اتصاله بزميله وهذا أمر يصعب السيطرة عليه في السجن.

وبين فارس أنه في حال التأكد من هذه المعلومات ستقوم السلطة الفلسطينية بنقل القضية إلى مختلف المحافل الدولية من أجل حماية الأسرى من الأخطار المحدقة بهم في سجون الاحتلال، التي يسعى الاحتلال لن تكون مقابر لهم.

لقراءة المقابلة السابقة مع ناصر إضغط الرابط التالي:

هل أدى إهمال سجن "الشارون" إلى اغتصاب "ناصر"؟!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]