انطلق اليوم في جامعة بيرزيت فعاليات مؤتمر الحركة الوطنية الفلسطينية والفلسطينيون في إسرائيل، أعماله اليوم بمشاركة مؤرخين وباحثين من الداخل الفلسطيني والشتات.
ويستمر المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة الدراسات الفلسطينية ومركز مدى الكرمل المركز العربي للدراسات الاجتماعية والتطبيقية وتستضيفه جامعة بيرزيت لمدة ثلاثة أيام ويختتم أعماله بالانتقال إلى الناصرة للاجتماع مع المؤرخين والنخبة داخل أراضي 48.
وافتتح المؤتمر أعماله في قاعة مبنى سعيد خوري لدراسات التنمية، وأكد رئيس جامعة بيرزيت خليل الهندي، أن الجامعة تتشرف باستضافة هذا المؤتمر الهادف إلى مراجعة العلاقة بين الحركة الوطنية الفلسطينية والفلسطينيين في إسرائيل، عبر مختلف المراحل السياسية، وإلى تحليل كل من تبعات الواقع السياسي الراهن وانسداد أفق الحلول السياسية على هذه العلاقة مع الفلسطينيين في إسرائيل.
الجلسة الافتتاحية
واشار الهندي ان هذا المؤتمر الذي تنظمه مؤسستان فلسطينيتان عريقتان في مجال الدراسات والأبحاث سيسهم في تحليل الواقع الفلسطيني الراهن وسيبحث في التوجهات المستقبلية لأبناء شعبنا في المرحلة المقبلة للخلاص من الاحتلال.
من جانبه أكد ممثل المركز العربي للدراسات الاجتماعية والتطبيقية نديم روحانا، أن المؤتمر يحاول الاجابة على العديد من التساؤلات أبرزها، كيف تصورت الحركة الوطنية الفلسطينية العلاقة الفلسطينيين في إسرائيل، وكيف تم صوغ هذا التصور؟
كما يحاول المؤتمر بحسب روحانا، الإجابة على تساؤلات أخرى أبرزها كيف أثرت البرامج السياسية المتعددة في صوغ العلاقة بين الفلسطينيين في الشتات والداخل مع فلسطينيي داخل الداخل؟ وكيف رأى الفلسطينيون في إسرائيلي وقيادتهم العلاقة مع الحركة الوطنية الفلسطينية؟ وكيف أثرت طبيعة العلاقة في التطورات السياسية الاجتماعية وفي هوية الفلسطينيين في إسرائيل؟.
وخلال الجلسة الافتتاحية تحدث ممثل مؤسسة الدراسات الفلسطينية كميل منصور، عن مؤسسته التي تنظم المؤتمر، وقال إن الإعداد للمؤتمر والتنسيق مع مؤسسة مدى الكرمل والنجاح في الخروج بهذا المؤتمر إلى حيز الوجود هو أمر لم يكن سهلا لكنه في المقابل يمكن أن يخرج منه نتائج توجه المسار الفلسطيني في الرحلة المقبلة.
جلسات المؤتمر
وخلال الجلسة الأولى التي رأستها نادرة كيوفوركيان وعقدت تحت عنوان:"تصورات الحركة الوطنية الفلسطينية للعلاقة مع الفلسطينيين في إسرائيلي وكيف تم صوغ هذه التصورات"، المؤرخ الفلسطيني الشهير رشيد الخالدي وأشار أن نضال الفلسطينيين في إسرائيل من أجل المواطنة الكاملة جزء من النضال الوطني الفلسطيني الشامل، ويمكن الاستفادة من تجاربهم بشكل كبير في التصدي للاحتلال الإسرائيلي.
وقال الخالدي أبناء شعبنا في داخل الداخل هم جزء من أهم أجزاء الشعب الفلسطيني، وكان هذا الجزء إلى حد ما جزءا منسيا ونحن كشعب فلسطيني نسينا إخواننا في الداخل، ولكن بعد 1967 وبعد يوم الأرض اتضح للجميع أن العرب في إسرائيل جزء لا يمكن أن ننساه من شعبنا وأن نضاله وعمله داخل إسرائيل يفتح أمامنا مجالات كثيرة للتعامل مع الاستيلاء على الأراضي وأنواع العنصرية للمؤسسة الإسرائيلية، التي نعاني منها منذ سبعة وستين وهم منذ ستين عاما.
وأضاف الخالدي وهو هو أستاذ كرسي إدوارد سعيد في الدارسات العربية المعاصرة، وأستاذ في التاريخ في جامعة كولومبيا، ومحرر مجلس الدراسات الفلسطينية بالانجليزية، "يمكن أن نتعلم الكثير من نضالاتهم وانتصاراتهم وهزائمهم أمام المؤسسة الإسرائيلي،و العلاقة الآن بين فلسطينيتي 67 و48 أصبحت قوية بشكل كبير جدا، وهم يلعبون دورا كبيرا في القدس الشرقية والغربية في إطار المساعي لوقف التهويد الإسرائيلي، ويعملون على تنشيط الاقتصاد في البلد القديمة، وبالسكن في القدس، وأهم شيء صيانة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس أمام الهجمة المستمرة والدائمة على المسجد الأقصى ومقبرة مؤمن الله".
وقال "إذا هذا الجزء المهم جدا من الشعب الفلسطيني عاد واندمج مع باقي الشعب الفلسطيني ويجب أن نعرف كيف نستفيد من خبراتهم في التعامل مع إسرائيل ومن طاقاتهم، وضعهم يختلف عن أهل الشتات نحن الموجودين في الخارج لكل مجموعة من الفلسطينيين طريقة في الحياة ولكن تعامل الاحتلال واحد يهدف إلى طرد المواطنين الفلسطينيين والاستيلاء على الأراضي ويجب أن يكون للمواطنين الفلسطينيين حقوق متساوية لأنهم أصحاب البلد، ونضالهم للمواطنة الكاملة في إسرائيل جزء من النضال الفلسطيني للحصول على الحقوق الفلسطينية العامة".
وخلال ذات الجلسة تحدث داود تلحمي الذي قدم خلفية تاريخية سياسية حول وضع الفلسطينيين في الداخل، وفي الجلسة الثانية التي رأسها جورج جقمان، حول الحركة الوطنية الفلسطينية في الفكر السياسي لدى الفلسطينيين في إسرائيل عادل مناع حول مرحلة ما قبل عام 1988 ورائف زريق حول مرحلة ما بعد بعد عام 1988.
وفي الجلسة الثالثة التي ترأستها هنيدة غانم حول الحركة الوطنية الفلسطينية ومراكز التأثير الجديدة كل من هاني المصري الذي قدم مداخلة بعنوان "تأثيرات انتقال منظمة التحرير الفلسطينية ونشوء مراكز فلسطينية متعددة"، وخليل شاهين حول "التشبيك، شبكات التواصل المتنوعة، واستراتيجيات العمل السياسي".
[email protected]
أضف تعليق