يحمل إيهاب فرعون محقنا صغيرا يضع فيه حبات الرمل الملون في قوارير زجاجية مختلفة الأحجام ليرسم لوحات فنية متعددة بواسطة سلك رفيع يحرك به خطوطه، وليس من السهل تقلديه إذ حاول الكثيرون من زوار معرض الصناعات الوطنية الفلسطينية حيث يضع إيهاب بسطته تقليده ولكن دون جدوى.
الجمال وسط الصحراء، قبلة الصخرة، وكثير من الأشكال والأسماء، الألوان كلها في تناسق جميل ومناظر تكاد تكون طبيعية كلما أمعنت النظر بها، توحي لك بأنها رسمت بريشة فنان أو مصور صحفي.
وبدأ الفنان إيهاب فرعون هذه الحرفة قبل عشر سنوات في مدينة العقبة السياحية بالأردن، حيث تعلمها من زميل له يعمل هناك فلسطيني الجنسية أيضا عمل بها على مدار عدة سنوات قبل أن يعود إلى فلسطين ليفتح متجره الخاص به في بلدة العيزارية شرق القدس المحتلة.
ويقول :" علمني الحرفة شخص من بلدة يطا بمحافظة الخليل، واليوم وبعد عدة سنوات أصبحت اتقنها بشكل كبير".
على ماذا يقبل المشترون
يقول إيهاب فرعون:"الجميع يقبل لشراء ما أنتجه من الزجاجات..المواطن والسائح، فمنهم من يشتريها ليزين بها منزله وأخر من يقوم بإهدائها إلى من يحب".
أما الرسومات التي يطلبها المشتري فيختلف طلبها من بلد لآخر، ولكن في فلسطين فالقضية الفلسطينية تكون هي الحاضرة، فخريطة فلسطين والعلم الفلسطيني والقلوب وعبارات "القدس الشريف والحبيبة فلسطين دائما هي المطلوبة.
وعن مستلزمات الرسم يوضح فرعون، إن المستلزمات غير مكلفة، وقال:"الأدوات التي استخدمها هي قمع وسلك رفيع وإبرة للكتابة والزجاجات، وبعض بقايا العلب البلاستيكية الصبغات، والرمل المستخدم هو عادي مصبوغ بالصباغات المائية حيث يصبغ الرمل ويفرك باليد كالعجين ثم يوضع بالشمس حتى يجف".
ولدى إيهاب فرعون مشغل صغير في بلدة العيزارية بالقرب من منزله، ويقوم بمحاولات دائمة لتسويق منتجاته لكنه يواجه صعوبة في ذلك، وتزدهر منتجاته في الأعياد والمناسبات المختلفة حيث ينقل بسطته في الغالب إلى مدينة رام الله.
ويقول :"هذه حرفة يعجب بها كافة الناس، وأن الفن هو إحدى ملامح ثقافتنا الفلسطينية الأصيلة المعبرة عن روح شعبنا المتطلع إلى العلم والمعرفة والحرية والسلام".
النفخ في الزجاج
إلى جانبه، يقف زميل له ينفخ في الزجاج يبدع بأنفاسه إنتاج رسومات من الزجاج الذي يقوم بتسخينه لدرجة يصبح فيها سائلا ليقوم بالنفخ داخله ليصنع منه ما يريد الأهالي من مختلف الأشكال مهما كبر أو صغر حجمها، باستخدام حركات يصعب على الشخص العادي تخيلها، املا في استجلاب زبائن وإقناعهم بشراء ما يعرض من منتجات.
[email protected]
أضف تعليق