ما أن أعلنت أخبار إتمام صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل حتى بدأت التكهنات في قرى رام الله الغربية حول مصير أحلام ونزار التميمي أبناء قرية النبي صالح شمال رام الله المحكومين بالمؤبدات، هل سيتمان زواجهما الذي تم داخل السجن، أم أن إبعاد أحلام سيحول دون تمكنها من الوصول إلى نزار إلى الأبد.

وبين الفرحة والابتهاج والخوف والقلق استقبلت عائلة الأسير نزار التميمي من النبي صالح شمال غرب مدينة رام الله خبر إتمام صفقة تبادل الأسرى.

وشكلت قصتهما حدثا كبيرا أثار الدهشة لكل من سمعها، والمفارقة أن أحلام ونزار ينتميان إلى "حماس" و"فتح" المتنافستين.
فقد كان نزار يعرف أحلام قبل اعتقالهما وتربطهما علاقة قرابة (أبناء عمومة)، واختار نزار الارتباط بأحلام على أمل الخلاص من الأسر في يوم من الأيام.

ولم يكن نزار وأحلام يتوقعان أن تكون لحظة الإفراج عنهما قريبة إلى هذا الحد بالنسبة لأحكامهما العالية، لكن إرادتهما المتشبثة بالحياة جعلتهما يتخذان قرار الارتباط، وليس أمامهما سوى الأمل.

فلم تكن على علم أو يقين هذه العائلة بأنه سيتم الإفراج عن ابنها في هذه الصفقة في بداية الأمر، وما أن تحولت تلك الهواجس والمخاوف إلى فرحة عارمة وخصوصا انه سيتم الإفراج عن زوجته أحلام التميمي التي عقد قرانه عليها من داخل سجنيهما.

وقصة ارتباط أحلام المحكومة بالمؤبد 16 مرة ونزار المحكوم مدى الحياة كان يسخر منها الإسرائيليون ويقولون "أنهما سيتعفنان داخل السجن ولن يخرجا، وها هو يوم النصر، نصر إرادة الحياة على كل بطش وغطرسة السجان، ستبزغ شمس الحرية على نزار وأحلام، ويتحقق الحلم.

أصدقاء نزار يتحدثون عن فرحهم

ويقول محمود شقيق الأسير نزار في رام الله إن العائلة أصابها الابتهاج والفرح عندما عرفت وتأكدت بنبأ الإفراج عن نزار، وسرعان ما تناقل المواطنون إشاعة حول إبعاده الى الأردن، ولكن يقول محمود ان هذا الخوف تبدد، حيث تأكدنا انه سيفرج عنه وسيعيش في منزله في النبي صالح، ولكن زوجته أحلام ستبعد الى الأردن كونها تحمل الجنسية الأردنية.

ويتابع حديثه :" كان نزار من الشباب المناضلين الذين لم يتوانوا عن الوقوف بوجه الاحتلال ومستوطنيه، فمن معاناة أهل قريته النبي صالح التي تعاني الى هذا اليوم من اعتداءات المستوطنين، خرج نزار أكثر من مرة ليرد لهم الصاع صاعين".

ويضيف:" نحن مثل كل عائلة تلقت هذا الخبر وهي تنتظر بفارغ الصبر الإفراج عن ابنها من الأسر والحرمان والفراق، والشعور بالفرح لاستقباله ورؤيته خارج الأسر.

استعدادات للقاء

ويتحضر أهالي القرية وأقرباء نزار لاستقباله على أحر من الجمر في عرس وطني، يقول شقيقه محمد "إن شخصيات وطنية مختلفة ستشارك في هذا الاستقبال للأسير".

وفي هذه الزحام من المستقبلين لنزار يغيب شخص ترك أثرا كبيرا في حياة ونفسية نزار، ألا وهي والدته، فهي لن تستقبله واختارت ان تنتظره في الحياة الآخرة.

الشهيدة باسمة التميمي هي والدة نزار، قضت اثر الاعتداء عليها من قبل قوات الاحتلال أثناء التوجه الى زيارته خلال خضوعه للتحقيق، وقد اعتدى عليها جنود الاحتلال، ما أدى لحدوث نزيف في الدماغ استشهدت عل أثره.. ويصف محمود " أن الخبر نزل كالصاعقة على شقيقه نزار عندما علم باستشهاد والدته وهي ذاهبة لزيارته ."

ويقبع الأسير نزار التميمي المحكوم بالسجن مدى الحياة في الأسر منذ تاريخ 9/11/1993، واعتقلت أحلام وهي في الثانية والعشرين من عمرها حين كانت طالبة في كلية الصحافة في جامعة بيرزيت بتهمة التخطيط لعملية تفجير في مطعم للبيتزا في القدس.

وقال محمود التميمي إن العائلة تتهيأ لاستقبال نزار بفارغ الصبر وسيكون هذا اليوم عرسا وطنيا وخصوصا انه سيتم إحياء حفل زفاف نزار وأحلام بعد الإفراج عنهما، وسيكون أيضا حفل الزفاف مختلفا عن باقي الأفراح لأنه شكل حالة نادرة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]