أحيت الجماهير العربية في البلاد يوم أمس السبت، الأول من تشرين أول، ذكرى هبة أكتوبر 2000، والتي استشهد خلالها 13 شابًا عربيًا برصاص شرطة وأمن اسرائيل، علمًا أنّ المسيرة انطلقت من مدينة سخنين، وانتهت عند أضرحة شهداء اكتوبر، وكانت المشاركة نسبيًا قليلة، حيث لم يزد عن 3 الآلاف شخص، بينما شهدت مسيرة يوم الأرض الأخيرة مشاركة أكثر من 15 ألف شخص.

هذا الأمر، والفارق ما بين المسيرتين مسيرة سخنين أمس، ومسيرة يوم الارض في 30 آذار، يطرح تساؤلاً كبيرًا، لماذا كانت مسيرة أمس هزيلة؟! سؤال حاول مراسلنا شاهين نصار، طرحه على عدد من ممثلي القيادة العربية في البلاد فكانت الأجوبة تصُب في خانة أنّ هناك أسبابًا، لكنّ جماهيرنا "لن تنسى ولن تتخلى عن ذكرى الشهداء"...

د. جمال زحالقة: لا يمكن فرض إستنتاجات بعيدة المدى!

من جهته يقول عضو الكنيست د. جمال زحالقة: "الامر الوحيد هو أن علينا أن نعمل أكثر لكي يكون الحضور في العام القادم أكبر. الجميع مسؤول عن تجنيد الناس، وكل مكونات لجنة المتابعة، هناك سنوات فيها حضور أكبر وهناك أقل، ولكن يجب ألا نستنتج استنتاجات بعيدة المدى لهذا الموضوع، من الطبيعي أن تشارك الجماهير في سنوات أكثر من غيرها... هذا لا يعني أننا نسينا، نحن لم ننسى ولن ننسى ولن نغفر"..

وأضاف: "اعتقدوا أن الناس ستنسى يوم الأرض، ولكن لا زالت المشاركة في يوم الأرض كبيرة ولا زالت حية في الذاكرة والوجدان.. نحن سنعمل أن يكون في السنة القادمة الحضور أكبر"...

د. إغبارية: اللا مبالاة تضر بنا!

أما عضو الكنيست د. عفو اغبارية فقال في هذا السياق: "فعلا التجاوب من قبل الجمهور لم يكن كافيا، كان أملنا أن يكون أكثر ولكن لا مبالاة الجمهور في الكثير من مواقعنا هو مؤسف جدا، لأن هذه الأحداث قد تتكرر وبغزارة على ضوء التطورات السياسية التي نراها والهجمة العنصرية الملموسة، ولمسنا هذا الأمر في استحقاق أيلول، حيث شاهدنا بأي عصبية وعنجهية حاولت قوات الأمن استدراج شبابنا لمواجهة دون نجاح. وهذا يعطينا علامة حمراء أن مستقبلنا ليس زهريا وليس أخضرا، ومن المفروض تعبئة الجماهير أكثر لمواقع كهذه وحشد تضامن أكبر، وعدم المبالاة هذه تضر بنا أكثر وبمستقبلنا في هذه البلاد".

وواصل حديثه قائلا: "الغالبية الساحقة كانت من الشباب وهذا يعطي علامة على الأقل أن الشباب بدأ ينخرط في الموضوع أكثر"!

وقال اغبارية: "اللوم لا يجدي نفعا، من المفروض ان تكون تعبئة جماهيرية أكبر، وهذا يقع على عاتق الحركات السياسية أو الدينية، والمفروض ان تحشد أكثر بكثير من هذا ليس فقط لقضايا فئوية وانما أيضا لقضايا قومية وشعبية"...

يذكر أن عضوي الكنيست عن الجبهة محمد بركة ود. حنا سويد تواجدا في الخارج ولذلك تعذرت مشاركتهما في المسيرة.

المربي غنايم: كثرة الفعاليات وتشتت الجهود أدت إلى هذه النتيجة!


بينما يقول عضو الكنيست مسعود غنايم: "أعتقد أن الحضور لم يكن كما كان في كل عام ولكن لم يكن سيئا، بالنسبة لي أعطيه علامة جيد فقط"!

وأردف قائلا: "في البداية لم يكن الحضور كافيا ولكن الحضور زاد فيما بعد. هذه ظاهرة أنه هناك مد وجزر في الحضور، فأحيانا تخف المشاركة، وأحيانا تزيد.. قد يكون أنه كان هناك تأثيرا لتشتت الجهود، أي أننا دخلنا في العديد من الفعاليات، في النقب مثلا عدة فعليات، وعدة قضايا شغلتنا، ولذلك لم نركز كل الجهد في مناسبة واحدة فقط، وربما النقاش الذي حدث بين بعض ذوي الشهداء وبعض القيادات قد يكون أثر أيضا.. ولكني لست خائفا على المشاركة باعتبار أننا شهدنا سنوات كانت فيها المشاركة أقل من ذلك بكثير، ولكن بعدها عادت المشاركة وقويت بشكل كبير.. ولكن هذا لا يعني ألا نفحص أنفسنا سواء كقيادة في لجنة المتابعة أو كجماهير في قضية المشاركة في مسيرات.

وأضاف: أتوقع أن تبقى مشاركة جيدة، لأن المشاركة سواء في مسيرة يوم الأرض أو مسيرة القدس والأقصى متعلقة بسياسة الحكومة تجاهنا، وسياسة الحكومة آخذة بالتشدد أكثر تجاهنا والتضييق علينا، لذلك لم تترك لنا فرصة ألا نشارك! هذه السياسة الحكومية هي التي تؤدي دائما الى إخراج أكبر عدد من الناس الى الشوارع في هذه المناسبات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]