قامت جامعة "لاكولا" في إيطاليا بتخليد ذكرى شهيد العلم حسين أمين حمادي، من كابول، عبر تدشين غرفة الحواسيب في الجامعة تحمل اسمه، وللتذكير فإن المرحوم لقي مصرعه في زلزال مدمّر وقع في ايطاليا قبل نحو سنتين ونصف السنة حيث كان يتعلم الطب آنذاك.

وشارك تدشين قسم الحواسيب عدد كبير من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية والأكاديمية المرموقة في إيطاليا وبحضور ممثلين عن السفارة الإسرائيلية وبمشاركة عائلة المرحوم حسين حمادي وطلاب صفه وأصدقائه وغيرهم. وحظي افتتاح القسم الجديد باهتمام إعلامي عالمي واسع فيما ألقت سناء حمادي – والدة المرحوم كلمة أمام المشاركين في حفل الافتتاح أكدت أنها رغبت بأن تزور "لاكولا" في حفل تخريج ابنها حسين، عندما يحصل على لقب الدكتوراه في الطب، لكن كان قدّر له الموت في الزلزال، ولم تتوقع أن تكون في موقف محزن مؤلم هدفه تخليد ذكراه بعد أن رحل عن الحياة.

الأم تحدثنا عن مشاركتها في تدشين القسم

وتروي سناء حمادي في مقابلة خاصة تفاصيل الاتصال الأول الذي تلقته من السفارة الإسرائيلية والتي بلغتها بنيّة إيطاليا بتسمية قسم الحواسيب في الجامعة على اسم المحروم، فتقول: " اتصلوا بنا، وقالوا بان الجامعة تريد تخليد ذكرى حسين من خلال بناء جديد في الجامعة وان تحمل غرفة الحواسيب أسمه، وطلبوا منّا المشاركة فكان الجواب بلا وعي وانتباه بالتأكيد على الحضور، لم أتردد رغم قراري النهائي الذي اتخذته بعدم زيارة "لاكولا" التي قطفت مني أغلى ما أملك، حبيب قلبي حسين، لكني أدركت انهم يريدون تكريم ابني فوافقت على السفر".

وتشير إلى انه لحظة وصولها إلى هناك استقبلها الايطاليون بحفاوة وترحاب كبيرين، وبعيون دامعة وحزينة أضافت: "انهمرت دموعي فرأيت أن كل من نظر إلي تعاطف معي وعبّر عن تعزيته إدراكا لمأساتي، وأحسستهم يقولون لي ان ما قمنا به هو أقل ما يمكن فعله تجاه المرحوم".

ابني طالبا أجنبيا، لم أتوقع هذا التخليد!

وتتابع حديثها واصفة شعورها عندما رأت قسم الحواسيب في الجامعة يحمل اسم ابنها فتقول: " فرحت من قلبي، لم أتوقع ان يقوم الايطاليون والإسرائيليون بتخليد ذكرى حسين كطالب اجنبي في جامعة الطالب، وعندما دخلت الى غرفة حاسوب فرحت كثيرا، فغرفة الحاسوب هو أكثر قسم يمكن أن يرتاده الطلاب من كافة الجنسيات والقوميات لأهمية الحاسوب ليروا اسم المرحوم عند قراءتهم اللوحة التي كتبت باللغة الايطالية، العبرية والعربية وتحمل اسم المرحوم".

وأكدت أن فخرها كبير بأن تقوم دولة بتخليد اسم ابنها، هذه الدولة التي كان فيها المرحوم ضيفا، بهدف طلب العلم وسيعود إلى بلاده، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تزيل الكثير من الهموم والحزن والألم عن قلبها الذي لم يرتاح حتى اليوم بسبب الكارثة التي ألمت بالعائلة. وأشارت إلى أنها لن تنسى ما قيل لها من احد المسؤولين في الجامعة بأن ما قاموا به لا يساوي دمعة من الدموع التي انذرفت بسبب وفاة المرحوم حسين، وإنهم يفتخرون لاختيار المرحوم "لاكولا" للتعليم لكنهم يأسفون لما حصل.

أراه في كل شبر من البيت رغم وفاته

وتقول الأم الثاكل بأن المرحوم ورغم وفاته منذ أكثر من سنتين ونصف، الا انه، غائب حاضر، فلا تزال تراه يتمشى في البيت، روحه المرحة والطيبة ترافق حياتها في كل خطوة، وتشعر به في كل زاوية وفي كل مكان مضيفة: " من منا ينسى جزءً منه؟ فحسين جزء من قلبي وروحي، لكن هذا القضاء والقدر وأنا تقبلت قدري".

ابنها الثاني عاد الى إيطاليا، لدراسة الطب

وعلى عكس التوقعات، إلا أن ابنها الأصغر محمود، اختار هو الآخر أن يتعلم مهنة الطب في إيطاليا، رغم المصيبة والفاجعة التي حلت بالعائلة، لكن في جامعة ومدينة أخرى، وقالت الام على ذلك إنها حاولت منعه ولم تتقبل الفكرة بالبداية إلا أن إصراره ان يتعلم في ايطاليا أدى الى السماح له بذلك.

وأخيرا شكرت كل من وقف الى جانب العائلة وساندها من عرب ويهود وكل العالم الذي علم بمأساة العائلة، حيث كانت المواساة عظيمة من أهل كابول وغيرهم، وشكرت أصدقاءه الطلاب الذين رافقوها في ايطاليا وحدّثوها لأول مرة قصص عن المرحوم لم تعرفها، قصص تدل على صداقته وإخلاصه وعلاقته الطيبة مع الطلاب خاصة العرب في إيطاليا، بالإضافة إلى العمل الخيري الذي قدمه دون تمييز للطلاب هناك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]