أحد عشر عامًا مرّوا إذا على انتفاضة الداخل التي تسمى "هبة أكتوبر 2000" ، وما نزال ، رغم مرور هذه السنوات ، نذكر رصاص القناصين الذي حصدت خلالها أرواح ثلاث عشرة زهرة من خيرة شبابنا ، ما نزال نذكر عدم تقديم أي لائحة اتهام ضد أي من قناصي حرس الحدود الإسرائيلي تمامًا كم نذكر دفن الحكومة الاسرائيلية لتوصيات لجنة "أور" التي أدانت جنودها بجرائم القتل بدم بارد لتعلن أمامنا توصيات ملفقة وادعاءات كاذبة ببراءة سلاحها من دماء أبنائنا !!
أحد عشر عامًا مرّوا وجيل جديد من الشباب بدأ يعلن ازدهاره في مجتمعنا .. وهنا كان لا بد لنا من طرح السؤال الآتي : "ترى ماذا يعرف شبابنا الراكضين نحو عامهم العشرين عن أحداث أكتوبر 2000 ، وهل يعوون ما حدث وقتها في شتى المدن والقرى العربية وكم عدد شهداء "انتفاضة الداخل"!!؟
ردود فعل تبشّر خيرًا ...
مراسلنا التقى عددًا من الشبان والشابات في الشارع النصراوي وطرح عليهم السؤال المذكور أعلاه وعاد لنا بردود فعل تدل على امتلاك هؤلاء الشباب بعض المعلومات "الخفيفة" حول الموضوع ، وهذه المعلومات جُسِّدت بالردود الآتية:
فاطمة زعبي ، 17 عامًا ، قالت : في الحقيقة لا أملك معلومات وفيرة حول ما حدث وقتها ، لكنني أذكر أن أحد أبناء صفي فقد عمّه الذي سقط شهيدًا خلال المناوشات ، لكنني لا أعرف أي معلومات أخرى..
سليمان عبد الخالق ، 17 عامًا أخبرنا أنه يذكر بصورة مشوشة تلك الفوضى التي عمت الناصرة تحديدًا ، وبات يعرف ما حدث يومها ، حيث يقول :"إن سبب هذه الهبّة إنما هو محاولة اختراق رئيس الحكومة الإسرائيليّة شارون لساحات المسجد الأقصى المبارك ، مما أدى إلى موجة غضب شعبي أسفرت عن سقوط 13 شهيدًا من مختلف البلدات العربيّة" .
أديان محمود قالت:"أذكر أن الحال كان أشبه بحرب وأعرف أن هبّة أكتوبر أدت خلال أحداثها إلى سقوط ثلاثة شهداء"..
أذكر تمامًا أنني صعدت إلى سطح المنزل لأرى المظاهرات في الناصرة..
أدهم سليمان ، 17 عامًا :"إنني أقطن في قرية المشهد لكنني أذكر تمامًا أنني صعدت إلى سطح المنزل لأرى المظاهرات في الناصرة ، كما أذكر أنني شاركت وعائلتي حينها برفع شعارات تندد بمقتل شبابنا على يد قوات الإحتلال".
سماهر قواسم قالت:"في الحقيقة لا أعرف الكثير من المعلومات حول انتفاضة الداخل ، لكنني أعرف أن شعبنا يحيي ذكرى شهداءه في الأول من أكتوبر كل عام".
ذكرى الهبّة تصادف ذكرى ميلادي
أما أماني حوّاري ، 17 عامًا فقالت: "لربما كان من العيب ألا أكون ملمة بما حدث في أكتوبر 2000 ذلك لأن ذكرى الهبّة تصادف ذكرى ميلادي ، لذا ففي كل عام كنت أحتفل بشمعة جديدة بينما يذكر شعبنا شهداءه الأبرار الذين سقطوا فداءً للأقصى الشريف".
أحمد علوش قال بدوره :"إنني أعتقد أن ما حدث في أكتوبر يعد مفصليًا في تاريخنا كعرب في الداخل ، لأننا انتفضنا حينها وأعلنّا رفضًا لما هو يسيء لديننا ومقدساتنا ، والرحمة لشهداء أكتوبر الأبرار".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
صحتين عدوش مش قليل