قال المحلل السياسي أنطوان شلحت في حديث له مع موقع "بُكرا" أن ثمرة استحقاق أيلول الرامي إلى الاعتراف بدولة فلسطينية سيكون رمزيًا إذا غابت عنه الإستراتيجية الفلسطينية الدبلوماسية والمقاومة.

وعن التحليلات السياسية التي تقول أن استحقاق أيلول مفيد لإسرائيل قال: "نعم، هذا واحد من السيناريوهات ولكنني لا أتفق معه بشكل مطلق، الأهمية الأساسية للمبادرة الفلسطينية هي ليست الاعتراف بدولة فلسطين وإنما تدويل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإخراجه من (شرنقة) المقاومات الثنائية بالرعاية الأمريكية الحصرية، وإن مثل هذه الأهمية لا يمكن أن تتضح معالمها الكاملة إلا حينما يتضح جوهر الممارسات الفلسطينية بعد نجاح هذه المبادرة أو بعد إخفاقها بسبب فيتو أمريكي مثلا وعندها أهمية هذه المبادرة ستظهر في الإجابة على عن الأسئلة الثانية، هل سينحو الصراع نحو منحًا آخر غير متاهة المفاوضات وكيف سيكون جوهر الموقف الفلسطيني والعربي من السلوك الأمريكي الذي أقل ما يقال فيه إنه سلوك عدائي للحكومة الفلسطينية وإن الحكم على هذه الخطوة من كل جوانبها سابق لأوانه، فهذا يتعلق باليوم الذي سيلي هذه المبادرة".

"بُكرا": خلال أشهر قليلة تغيرت الخارطة بشكل مُثير، ابتداء من الثورات العربية وحتى مقتل بن لادن والآن إقامة دولة فلسطينية، هل ما يحدث دوافعه حقيقية أم أن هنالك يد تلعب بنا وتخطط؟

أنطوان شلحت: "الأمر فيه مفاجأة كبيرة لكن إذا أردنا أن نقول أن كل ما يحدث هو نتيجة ليد موجهة، فهذا ضرب من الحكم التبسيطي.. هنالك عملية تبسيط للأمور في هذا الطرح، ولكن، بدون شك، هنالك تراكمات متعددة الأعوام انفجرت في المرحلة الحالية وأثرت في بعضها البعض، ومع ذلك يجب أن لا نستبعد أن هنالك أصابع خفية تحاول أن تستغل هذه الحالة من أجل إعادة رسم الخريطة بما يتفق مع مصالحها، لكن المعركة ما زالت مفتوحة"

"بُكرا": وأخيرًا، هل تتوقع الفيتو الأمريكي؟

أنطوان شلحت: "من الواضح أن أمريكا ستستخدم الفيتو، ولكن في الأمم المتحدة ستمر المبادرة وهذا سيحدث تغييرًا كبيرًا، فما سيحدث هو رفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقبة وهذا سيفتح لها آفاق دبلوماسية ولكن مردودها سيكون رمزي إذا لم تكن إستراتيجية دبلوماسية وإستراتيجية مقاومة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]