استقال وضاح خنفر... وترك شبكة الجزيرة التي يرأسها منذ العام 2003 بشكل مفاجئ. أو قد لا يكون مفاجئا للكثيرين بعد أن تسربت في الشهر الماضي عبر موقع "ويكليكس" مجموعة من الوثائق أشارت إحداها إلى تعاون "خنفر" من المخابرات الأمريكية وتنسيق تغطية المحطة والشبكة لأخبار "العم سام" بطريقة ترضيه دون أن ينتقص هذا من "مصداقية" الجزيرة التي عملت على اكتسابها لسنوات طويلة.

كان مفاجئا للكثيرين أن خنفر هذا يتعاون مع المخابرات الأمريكية، تماما كما كانت المفاجئة يوم سمعت الجماهير الواسعة أن أمريكا طلبت "الحوار" مع الإخوان المسلمين في مصر، ولم ترفض الأخيرة الطلب الأمريكي!!! سيسأل البعض: وما علاقة هذه بتلك؟! والإجابة ببساطة أن وضـّاح خنفر هو عضو بارز بحركة الإخوان المسلمين ويحمل بطاقة عضوية رسمية فيها، تماما كما هو الشيخ يوسف القرضاوي، وكما مقدم برامج "شاهد على..." أحمد منصور الذي لم يجد من الـ 18 مليون مصري الذين خرجوا في مظاهرات ثورة 25 يناير لإسقاط النظام، شاهدا واحدا على الثورة إلا عضو الإخوان المسلمين في مصر الدكتور صفوت حجازي، ليصور معه عشرات الساعات التلفزيونية من "شهادته" على الثورة، مغيبا كل من هو سواه!!!

لم يصنع "الإخوان المسلمون" ثورة مصر، بل صنعها "شباب الفيسبوك" المتحرر... وكاد الإخوان من خلال "الحوار" مع نظام مبارك قبل سقوطه، ممثلا "بنائب الرئيس" عمر سليمان، يبيعون الثورة والثوار للنظام، لو قبل النظام الاعتراف بهم ومقاسمتهم على السلطة.. لم يصنعوا الثورة بل ركبوها. ولم يصنعوا أي ثورة عربية بما فيها "ثورة سوريا" ولكنهم يركبون موجة الثورات، أملا بأن يحكموا البلدان الثائرة بعد أن "خلا الميدان لحميدان"... و"حميدان" هذا لعب كل الأدوار في الثورة: ففي البدء كان متفرجا، ثم ما لبث أن صار "ثائرا"، وعاد ليكون "محاورا"، وبعد انتصار ثورة الشعب... صار "شاهدا"... على الثورة!!! شاهدٌ لم ير من الثورة إلا كرسي الحكم الذي يحلم بتسلقه (بالتنسيق مع أمريكا والغرب) في القاهرة ودمشق وغيرهما من العواصم العربية. فهل من علاقة بين هذه الأحلام واستقالة خنفر؟! وهل وعد "حميدان" ابنه خنفر بوظيفة دسمة في نظام عربي – إخواني جديد، تستحق منه أن يتنازل عن رئاسة شبكة إعلامية مثل الجزيرة، ما زالت تحظى باحترام الكثيرين رغم كل ما تقوم به؟!!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]