انتظمت الدراسة في جميع مدارس مدينة القدس بعد اجازة صيفية طويلة تخللها شهر رمضان وعيد الفطر، وعاد الطلبة الى مقاعدهم الدراسية بشوق وفرح. وفي مشهد يتكرر كل عام..فإن العام الدراسي في القدس يصطم بمشاكل عديدة أهمها النقص بالغرف الصفية، ونقص في المعلمين إضافة الى عدم الاهتمام بالصحة المدرسية، مما ينتج عنه التسرب من المدارس.
الاستاذ سمير جبريل مدير التربية والتعليم
وأكد مدير التربية والتعليم الاستاذ سمير جبريل في لقاء معه أن اليوم الدراسي الأول في مدارس القدس كان صعبا هذا العام لعدة أسباب بسبب أعمال الصيانة والترميم في بعض المدارس خلال العطلة الصيفية واستمرار الترتيبات الخفيفة مع بداية العام الدراسي لتوفير سبل الأمن والسلامة للطلبة، اضافة الى نقص شديد في الغرف الصفية وعدد كبير من الطلبة لم يكن لهم مقاعد دراسية، مؤكدا ان المديرية ستسعى خلال الفترة القادمة لتامين المقاعد لهم.
وأعرب جبريل عن سعادته لرؤية الفرحة والابتسامة على وجوه الأطفال بالصف الأول والتمهيدي الذين كانوا في غاية السرور لدخولهم وعودتهم الى المدرسة.
لا امكانية لافتتاح مدارس جديدة أو اضافة صفوف
وأوضح ان مدارس القدس الخاصة لا تملك القدرة لافتتاح صفوف اضافية بسبب القيود الإسرائيلية التي لا تراعي الزيادة الطبيعية، وقال :"بعد انتهاء الصف السادس الابتدائي تبدأ مشكلة البحث عن مدارس لهم، ومن أكثر المشاكل التي تواجه المديرية هو ما يحصل بمدرسة "العمرية" التابعة لبلدية القدس حيث كان الطلبة بعد انتهاء الصف السادس يلتحقون بمدرسة عبدالله بن الحسين، لكنها اغلقت وحولت لمدرسة للبنات، وبالتالي يحول طلبة العمرية الى مدرسة في قرية صور باهر جنوب القدس وذلك أثر سلبيا على نفسية الطلبة بسبب الوقت والجهد والبيئة الجديدة والتكاليف العالية للمواصلات، ويحاول الاهالي جاهدين البحث لابنائهم عن مدارس داخل حدود القدس، وتلك المدارس غير قادرة على استيعاب اي طالب جديد".
وعن مدرسة دار الفتاة اللاجئة أكد الاستاذ جبريل انه تم حل المشكلة والتحقت الطالبات بمقاعدهن الدراسية كالمعتاد دون أي مشاكل تذكر، وكان قد أشيع في المدينة انه سيتم اخلاء المدرسة بسبب مشاكل بين صاحب العقار ومديرية التعليم على الايجار السنوي والمدة.
فارس الخالص رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب في سلوان
وعن الوضع الدراسي في مدارس البلدية فقد تحدثنا مع فارس الخالص رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب في سلوان-عين اللوزة حيث قال في بداية حديثه :"ان معاناة التعليم في القدس متزايدة عام بعد الآخر ومُتشعبة، فسبب النقص بالغرف الصفية انبثق عنه عدة مشاكل ومنها لجوء الأهالي الى المدارس الخاصة والتي أصبح معظمها تجاريا وتصل رسوم التسجيل والدراسة فيها الى 12 ألف شيكل وهذا يعكس الاستغلال الذي يعاني منه الأهالي الذين لا يجدون مقاعد دراسية لابنائهم ويضطرون للدفع رغم ان التعليم الإلزامي مجاني".
الأوضاع الصحية داخل المدارس
ويضيف الخالص :"95 ألف طفل مقدسي يعيشون تحت خط الفقر، وبالتالي فإن معظم الأهالي لا يسمح لهم تدريس ابنائهم في المدارس الخاصة وينتج عن ذلك مشكلة التسرب من المدارس، بالاضافة الى الإهمال في المؤسسات التعليمية بوجود اسلاك مكشوفة في المدراس والحجارة الكبيرة والحديد في الساحات، والدرج المكسور، اضافة الى تراكم النفايات أمام المدارس مما يضطر الطالب في أحيان كثيرة الدوس عليها للوصول الى مدرسته وذلك بسبب عدم اهتمام قسم الصحة بالبلدية في مدارس القدس".
وأشار الخالص الى مشكلة نقص المعلمين خاصة معلمي اللغة العبرية والمواد العلمية، والمرشدين النفسيين لذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح الخالص ان عدد طلبة القدس يبلغ هذا العام 87624 طالب وطالبة موزعين على المدارس التابعة للبلدية ووزارة المعارف، والمدراس الخاصة ، والاوقاف الإسلامية ، ووكالة الغوث، ويوجد 5 آلاف طالب غير مسجلين في المدراس لعدم وجود مقاعد دراسية لهم.
القدس بحاجة الى 1000 غرفة صفية لسد العجز المتزايد عام بعد الاخر
ويوضح ان القدس بحاجة الى 1000 غرفة صفية لسد العجز المتزايد عام بعد الاخر، كما شدد على ضرورة تجهيز مخططات مستقبلية لتتلائم عن الوضع السكاني والزيادة الطبيعية.
البلدية تعهدت ببناء 645 غرفة صفية
وأوضح ان بلدية القدس تعهدت عام 2009 ببناء 645 غرفة صفية، وحتى اليوم تم بناء 257 غرفة صفية فقط، مشيرا انه يوجد عدة قضايا في المحاكم الإسرائيلية لعدم التزام البلدية بتعهدها ويمثلهم في ذلك جمعية حقوق المواطن.
البلدية توافق على شراء طلبة التوجيهي الكتب من أي جهة
وفي موضوع الكتب الدراسية كشف الاستاذ الخالص عن موافقة بلدية القدس على شراء طلبة صف الحادي عشر والثاني عشر "التوجيهي" في المدارس التابع لها المنهاج المدرسي من أي جهة، وذلك بعد كتاب ارسل من قبل لجنة أولياء الامور بسبب الصعوبة التي واجهها طلبة المدراس في امتحانات الثانوية العامة لهذا العام حيث ظهر وجود اختلاف في المقررات. وأكد الخالص على رفض لجان اولياء الامور والطلبة التلاعب بالمنهاج الفلسطيني.
[email protected]
أضف تعليق