سخونة أجواء الصيف وسخونة العروض والتنزيلات في الأسواق لم تفلح في تسخين درجة الحركة الشرائية في القدس.. فمصاريف شهر رمضان الكريم التي تزامنت مع افتتاح العام الدراسي الجديد كانت كالرياح التي أطفأت الرغبة لدى المواطنين للتسوق والشراء للعيد رغم أن العديد من الأسر لا تُفوت هذه الفترة دون شراء ملابس جديدة.
وقد تباينت آراء التجار المقدسيين حول الإقبال على شراء مستلزمات العيد وعلى رأسها الملابس التي تُفرح الصغار والكبار..وحول الحركة التجارية في المدينة، حيث قال بعضهم أن الحركة جيدة والإقبال كبير، وفي المقابل قال بعضهم أن الجدار والحواجز والظروف الاقتصادية الصعبة للمواطنين قللت من كمية المتسوقين وأضعفت الحركة الشرائية.
ورغم دخولنا في العيد، وشراء ما يحتاجه المقدسي، إلا أنّ هناك شكاوىً لا يمكن التغافل عنها، خاصةً أنّ المدارس تقترب من افتتاحها، فكيف أقبل المقدسيون على شراء مسلتزماتهم؟!! إجابة عبّر أصحاب المحال التجارية، خلال لقائنا بهم عن عظيم الهم والثِقل الذي عاشوه طوال شهر رمضان وأثناء التحضيرات للعيد وللمدارس.
سوق خان الزيت..
يقول صاحب معرض أبو عصب للألبسة الجاهزة مُحيي أبو عصب.. ان الاقبال جيد في سوق خان الزيت لهذا العام نوعا ما على شراء الملابس والجلابيب رغم الظروف المالية الصعبة، ولعل ذلك يعود ان هذا العام الأول الذي يأتي فيه عيد الفطر في الصيف الحار، ففي السنوات الماضية كان الناس يتحيرون ما يلبسون "الملابس الصيفية أم الشتوية" ويكتفون بما لديهم، اما هذا العام فيوجد اقبال على شراء الملابس الصيفية.
ويقول :"رغم المستلزمات المدارس ورمضان والعيد والتكاليف العالية لرب الأسرة الا ان الناس تريد أن تلبس الجديد في العيد".
وبالنسبة للأسعار يقول ابو عصب :"الاسعار متنوعة بين الغالي والرخيص، وهناك الاسعار التي تناسب كل الطبقات في المجتمع، فتبدأ القطعة ب30 شيكل حتى 300 شيكل".
شارع الواد..
أما محلات الفَلاح في شارع الواد بالقدس فصحابه محمد الحداد بانتظار زبون من أجل الشراء من معرضه خاصة بعد أن قام بحملة عروضات في ايام الوقفات لتشجيع الاهالي على الشراء ويقول :"للأسف رغم التنزيلات الضخمة لا يوجد شراء هذا العام، والوضع التجاري اسوء من العام الماضي، وبعد عملية ايلات ضيقوا كثيرا على المواطنينن والحواجز موضوعة على ابواب القدس منذ ذلك الوقت، وايضا مستلزمات المدارس قلقت من اقبالهم على شراء مستلزمات العيد".
ويؤكد الحداد ان تجار البلدة القديمة يعتمدون بشكل كلي على أهالي الداخل الفلسطيني الذين يأتون الى الاقصى عبر مسيرة البيارق، حيث يتسوقون ما يحتاجون من البسة ومكسرات، لكن اهالي القدس وللاسف يتوجهون للشراء من الاسواق الاسرائيلية التي تقوم بعمل "تنزيلات" هذه الايام.
ويقول :"يظن المقدسي ان البضائع الاسرائيلية افضل جودة مما نحن نبعيه لكننا نأخذ من نفس المصدر، وكذلك الاسرائيلي يبيع بأسعار مرتفعة بداية الموسم ووقت التنزيلات يكون بمقدوره عمل عروضات ضخمة اما نحن فنرضى بالربح القليل".
من جهته يقول فاروق زغير صاحب محلات "كان زمان" :"البيع يزداد بالقدس بعد ليلة القدر، وهذا العام افضل مما سبقه، رغم انه ليس كالسنوات الماضية، وكذلك يحمل الوضع التجاري الصعب لتوجه المقدسيين للشراء من الاسواق الاسرائيلية وترك الاسواق العربية، وبسبب وقت المدارس".
"كان زمان"...
ويقول :"هناك اقبال جيد على شراء الجلابيب، ونحن حاليا لا نبيع سوى الجلابيب المصنوعة في الخليل بسبب الاوضاع بالاردن وسوريا حيث لا نستورد الجلابيب منها، اما تركية الصنع فهي غالية الثمن ولا تشتريها الناس".
أشار ان التاجر الاسرائيلي بالفعل يبيع احيانا بأسعار اقل من اسواق القدس لكن ذلك ليس طمعاً من التجار المقدسيين، انما الجمارك قليلة على التاجر الاسرائيلي كذلك الضرائب والارنونا .
محلات الشريعة والحياة بفروعها المتعددة في القدس..
محلات الشريعة والحياة افضل حال مما هي عليه باقي المحلات التجارية الاخرى فأسعار القطع تتراوح بين 30-40 شيكل فقط، حيث يقوم أصحابها باستيراد الملابس من المصدر بانفسهم لتقليل الضرائب المفروضة عليهم كما يوضح أبو حسن القصاص.
ويقول :"ان شعارنا هو الحرب على الغلاء، ونكتفي بالربح القليل لارضاء الناس، علما ان الطبقة المتوسطة والمعدومة هي التي تقبل للشراء من محلاتنا التجارية في كافة فروعها بالمدينة، اما الطبقة ميسورة الحال فتتوجه للاسف الى الاسواق الاسرائيلية".
وجلس الحاج القصاص على كرسيه يتذكر أيام زمان خلال وقفات العيد ويقول :"كانت ساحة باب العمود تكتظ بالاهالي القادمين الى المدينة لشراء حاجيات العيد أما اليوم بسبب الجدار الذي فصل احياء مقدسية عن المدينة فلا حركة تجارية ولا بهجة للعيد".
ويضيف :"محلي افضل حالا من غيره فهناك محلات في سوق خان الزيت والقطانين والواد يجلس صاحبها طوال النهار ولا يدخل عليه اي زبون رغم احضاره للبضائع المختلفة، ورغم اننا نبيع باسعار منخفضة الا اننا بانتظار الزبائن فالبضائع لدينا مكدسة وكثيرة".
ويصف الحاج القصاص رب العائلة المقدسي بـ"المسكين" وقال :"مش ملحق شراء مستلزمات العائلة العيد ورمضان والمدارس والرواتب قليلة ولا تكفي".
[email protected]
أضف تعليق