"هنا ميدان التحرير"... شعار حملته لافتة كبيرة زيـّنت يوم السبت الماضي... لا، ليس وسط القاهرة، بل وسط تل أبيب.
إلى جانبها، وباللغة العربية الصحيحة، انتصبت شامخة وبفخر، لافتة أخرى، تنادي رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين (بيبي) نتنياهو، أن "إرحل".
300 ألف إسرائيلي ملؤوا مختلف أنحاء البلاد، احتجاجا على سوء الحال الاقتصادية وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة. كلهم نادوا بالعدالة الاجتماعية وبتقسيم موارد البلاد. سمعهم كل العالم – كما سمع صوت ثورات الربيع العربي قبل ذلك – من أقصاه إلى أقصاه. وحده "بيبي" لم يسمع ما يقال... فـ"سمعان مش هون"! لا يرى، لا يسمع، ولا يتكلم. الوحيد الذي تكلم هو رئيس الكنيست، ورفيق بيبي في حزبه "الليكود"، روبي ريفلين. هو الوحيد الذي فهم على ما يبدو ماذا تعني هذه الهبة الشعبية غير المسبوقة إسرائيليا، وأكد أن هذه الكنيست لن تكمل دورتها الحالية، وستدعو لانتخابات مبكرة.
"بيبي" لا يسمع. بل لا يريد ولا يهمه أن يسمع! لماذا؟ لأنه جالس على ائتلاف ثابت ومستقر، بأغلبية يمينية متطرفة عنصرية... والأهم من كل ذلك أنها متبلّدة فاقدة للشعور. فقد خرج رئيس وزراء إسرائيل قبل أيام رداً على من دعاه للرحيل قائلا: لن تسقط الحكومة... لدي ائتلاف واسع!
ليس غريبا علينا نحن العرب أن نسمع مثل هذه الردود على التحركات الشعبية الثورية، فقد سمعناها هذا العام مرارا من بعض رؤوس الأنظمة العربية... ورحلت تلك الأنظمة! نفس الخلفيات هي التي تحرّك الشارع، إسرائيليا كان أم عربيا: تضييق الحريات الشخصية، امتصاص الرأسمالية القبيحة لدماء الشعوب وسرقة أموالها (على اختلاف الأسلوب تبعا لاختلاف طبيعة النظام)، وخدمة لأجندات خارجية غريبة عن الشعب ومصالحه، يسديها الحاكم (بأمر الله في الحالة العربية، وبأمر الشعب في الحالة الإسرائيلية).
مع كل هذا التطابق، هل يجرؤ أحد بعد اليوم على الادعاء أن إسرائيل هي "عنصر دخيل" في منطقتنا؟!
إسرائيل هي جزء لا يتجزأ من منطقتنا العربية وأنظمتها. و"بيبي" هو أحد زعماء هذه الأنظمة "العربية"... بامتياز.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
هلا والله
والله واجا حبك للطاحونه يا بيبي
خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ احيييييييييييي