لا بد لنا من ان نلاحظ حركة الاحتجاج الآخذة في الاتساع داخل البلاد، منذ أوائل الشهر الجاري، على خلفية غلاء أسعار السكن، وهو ما دفع بالكثير من الشباب الإسرائيلي إلى الاعتصام في ميدان "روتشيلد" بوسط تل أبيب لحين تنفيذ مطالبهم القاضية بالعمل على تخفيض أسعار الشقق، وخط سياسات حكومية تتيح فرص السكن لجميع قطاعات وفئات الشعب في البلاد لاسيما من الشباب الذي يعاني بالأساس من هذه الأزمة.
وكانت آخر تطورات هذه الأزمة، ما أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين "نتانياهو" ، يوم 20 من تموز الجاري ، بعد اجتماعه مع كل من وزير المالية "يوفيل شتاينتيس"، ووزير الإسكان "أريئيل أتياس"، وذلك في محاولة لإيجاب حلول عملية لأزمة السكن، والذي يأتي بعد يوم واحد من ظهور بوادر أزمة داخل الحكومة الإسرائيلي، حيث هدد "إيلي يشاي" (من حزب "شاس" اليميني) وزير الداخلية الإسرائيلي بالانسحاب من الحكومة في حال عدم حل أزمة السكن في إسرائيل.
وعلى خلفية هذه الأزمة، كان التساؤل الأكثر طرحا وإلحاحا هو أنه وبالرغم من هذه التطورات التي تصب ضد سياسة الدولة عامة، لماذا لم نسمع بصوت الاحتجاج نفسه في المجتمع العربي في البلاد رغم أننا نعي جيدًا أنه يعاني من الأزمة ذاتها؟..مع العلم أن هنالك بعض المبادرات العربية في هذا المجال في باقة الغربية والنقب..
مراسلنا جال في الناصرة وطرح على عدد من الأشخاص الذين التقاهم في شوارعها هذا السؤال وعاد لنا بالآتي :
المجتمع العربي لا يعاني من مشكلة ارتفاع أسعار المساكن لهذا ليس علينا الاحتجاج..!
يوسف صوالحة قال لمراسلنا: إنني اعتقد إنه لمن الضروري جدًا أن نسجل موقفًا في هذه القضية التي تمسنا أيضًا وتعيق علينا فكرة الاستقرار في بيت نمتلكه ، حيث قد باتت فكرة امتلاك بيت تعد فكرة مخيفة وبعيدة عن أن تتحقق لأن تحقيقها مكلف وليس ضمن متناول أيدينا ..
حسين قبلاوي قال بدوره : إنني امتلك بيتًا مساحته 180 مترًا مربعًا وهي مؤجّرة لزوجين مقابل مبلغ لا يزيد عن الـ 1100 شاقل شهريًا، طبعًا بدون أثاث ، ومن هنا استطيع القول إن سبب عدم تسجيلنا موقف تجاه ارتفاع أسعار السكن هو أننا كمجتمع عربي لا نعاني منه كما يعاني الذين يقطنون في مركز البلاد ، فهناك تعتبر المشكلة حقيقيّة وتستحق الاحتجاج.
ربما علينا انتظار معجزة لتحل هذه المشكلة فمجتمعنا لن يتحرك..!
جهاد بنا قال: من منا لا يمكنه الاعتراف إنه يعيش ضائقة حقيقية في مجال البيوت والسكن ، خاصة من هم في مثل عمري أي في بداية العشرينات ، حيث إنني مثلاً أفكر كثيرًا بكيفية امتلاك منزل صغير وتأثيثه بالمبلغ القليل الذي أجنيه مقابل عملي في وظيفة كاملة في أحد مقاهي الناصرة ! ، فالأمر لن يتحقق لو عملت لمدة 20 عامًا ووفرت كل ما أجنيه طوال هذه المدة ، لأن البيوت باتت مكلفة وليست في متناول أيدينا نحن الشباب ، لربما علينا انتظار معجزة تحل هذه المعضلة ، ذلك لأنني لا أثق بأن أبناء مجتمعنا قادرين على التحرك وتسجيل موقف مشرف وحقيقي في هذه المسألة ..
أما بو مصطفى فقال : أنا أسكن في شقة مستأجرة يملكها أحد سكان المدينة ، أعتقد أن بإمكاني التأكيد بأن المبلغ الذي أدفعه مقابل السكن يعد كبيرًا نسبة لظروف البيت وحالته لكنني لا أجد مفرًا لي ولعائلتي سوى الدفع ، أما بالنسبة لسؤالكم فإنني لا أدري لماذا لا يكون هناك حراك شعبي ينادي بالرحمة في هذا المجال ، ربما لأننا لا نشعر ببعضنا البعض ولا يهم كل منا إلا شؤونه الخاصة ، فبالتالي لن تجد الكثير من المشاركين في مثل هذه الاحتجاجات في حال تم تنظيمها وستفشل مساعينا على الأرجح ..
السبب الرئيس وراء غياب صوتنا في هذه الحملة هو إننا مشغولون بهموم المعيشة اليومية..
مروان عابد قال بدوره : السبب الرئيس وراء غياب صوتنا في هذه الحملة هو إننا مشغولون بهموم المعيشة اليومية ولا وقت لدينا للسعي وراء هذه المشكلات الكبيرة فإننا نعاني كمجتمع عربي في الداخل الإسرائيلي من مشكلة جدية في الأوضاع الاقتصاديّة وتجدنا دومًا مثقلين بهموم الطعام والشراب وضغوط الحياة الصغيرة ، لذا فإنني لا أرى أن هناك أي لوم يجب أن يقع علينا ..
معتصم يعقوب قال: دعني أقول لك وبأمانة شديدة إنني أعاني الأمرين جراء هذا الأمر ، فإنني مثقل بهموم شراء بيت وتأثيثه من أجل أن استقر لكنني لا أجد سبيلاً لتحقيق ذلك ، وأعترف بأن أحد أحلامي الكبيرة هو أن أمتلك بيتًا صغيرًا لأتزوج فيه ..!
اليوم ستنطلق أول خيمة احتجاج من عين الناصرة..
المسؤول التنظيمي في فرع حزب التجمع في الناصرة ، جهاد أبو العسل قال : لقد بادرت مساء أمس للاتصال مع جمعية الأكاديميين "وطن" وتحدثت مع المسؤول هناك السيد شريف علي واتفقنا بالتنسيق مع حركة "شباب التغيير" النصراوية ان تقام خيمة اعتصام اليوم الجمعة في ساحة عين العذراء في المدينة في ساعات بعد الظهر ، والتي سنطالب خلالها ، بالإضافة للمطالب التي رفعها المحتجون في تل أبيب ، سنطالب برفع الغبن والتمييز ضد البلدات العربية في البلاد وتوسيع مسطحات البناء وتوزيع قطع أراضي للأزواج الشابة وتغيير نمط البناء الذي تحدده الحكومة في الأراضي العربية .
وأضاف أبو العسل : "ان الدعوة عامة للمشاركة في هذه الخيمة وأخص بالدعوة الأزواج الشابة الذين يعدون المتضررين الرئيسيين في هذه القضية".
[email protected]
أضف تعليق