بلدات في مهب الريح، خطتها لمواجهة الطوارئ " الله يستر"، ليس لهم إلا الدعاء والتضرّع إلى الله، فحوالي 45 ألف منزل في القرى غير المعترف بها في النقب، هي بيوت غير مرخصة، ولا تقوم على الأسس القانونية للبناء الحديث. عدم الترخيص له أهدافه السياسية من قبل حكومة الإسرائيلية، ووفق الإحصائيات المتوفرة من مصادر غير رسمية فان عدد سكان تلك القرى يتراوح بين 90 – 100 ألف نسمة، علما أن عدد سكان النقب العرب حوالي 200 ألف نسمة.
كل سكان النقب العرب حتى الذين يعيشون في قرى معترف بها تفتقد قراهم لأدنى المقومات لمواجهة حالات الطوارئ.
عند الحديث عن حالات الطوارئ، فهي مركبة ومختلفة منها الهزات الأرضية؛ الحرائق؛ فيضانات أو حالات الحرب. فقرانا كما علمنا من أصحاب الشأن تفتقر لأدنى مقومات مواجهة تلك الحالات.
غياب محطات الإنقاذ والإطفاء..!!
لا بد من التنويه أن لمحطات الإنقاذ أهمية قصوى في القرى والبلدات العربية، فعندما يندلع الحريق سيد الموقف هو "السرعة في الوصول" لمكان الحادث. من خلال فحص موقع "بكرا" يتضح أنه وفي 35 قرية غير معترف بها، وفي 18 قرية معترف بها، (تشمل التي أعلن الاعتراف عنها حديثا)، يوجد محطة إنقاذ وإطفاء واحدة موجودة في مدينة رهط.
عن هذا قال الشيخ فايز:" لدينا في محطة رهط سيارة إطفائية واحدة لا غير، ويعمل في المحطة 7 أشخاص بورديات، وهم لا يفون بحاجة رهط في الأوقات العادية، وفي غير رهط لا يوجد أي محطة".
هذا علمًا أن رهط موجودة في الشمال الغربي للقرى العربية، وتبعد عنها بعض القرى حوالي 100كلم، وهذه المحطة لا تخدمها، وكل محطات الإنقاذ والإطفاء موجودة في المدن اليهودية، مثل بئر السبع، ديمونا، عراد، متسبي رامون.
فيبقى العرب في النقب خارج اللعبة... وخارج السرب... تنفق الأموال فقط كما يقول إبراهيم الوقيلي، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، للخطط الحكومية التي تهدف إلى مصادرة الأراضي العربية، وترحيل العرب.
سيارات الإسعاف...سيارة أسعاف مكثف واحدة لـ 55 الف مواطن..!!
وفي معرّض سؤالنا واستفسارنا عن سيارات الإسعاف علم موقع "بكرا" على أنه توجد في رهط فقط محطة إسعاف واحدة تابعة لنجمة داوود الحمراء، فيها ثلاثة سيارات إسعاف منها واحدة للإسعاف المكثف تخدم 55 ألف مواطن. ويقول الشيخ فايز أبو صهيبان رئيس بلدية رهط، ورئيس منتدى رؤساء السلطات المحلية العربية في الجنوب، معلقًا: هي (محطة الإسعاف) لا تفي بحاجة رهط أصلًا في الأوقات العادية، كما أنها تخدم محيط رهط القريب فقط.
يشار إلى أنه وفي عرعرة النقب دخلت سيارة إسعاف جديدًا للعمل، إلا أن مركزها لا يعمل إلا في ساعات محدودة، وهناك سيارة في شقيب السلام، وسيارة في كسيفه. في حورة وغيرها من قرى عربية لا يوجد اية سيارة اسعاف تخدمها، وفي القرى غير المعترف بها لا توجد أي محطة للصحة أصلًا.
مستشفيات لإيواء المرضى.."حدث ولا حرج"..!
أما وخلال فحص "بكرا" لموضوع المستشفيات فيتضح أنه لا يوجد أي مستشفى لإيواء المرضى في القرى العربية في النقب، وأفادنا الشيخ فايز أبو صهيبان أنه وفي رهط هنالك مستوصف لحالات مرضية يومية ويعمل في النهار فقط، فيه ثلاثة أسرة لا غير، وهذا ليس للطوارئ وإنما للحالات العادية.
إلى جانب ذلك، هناك عيادات صغيرة تعمل في عدد من القرى غير المعترف بها لساعات محدودة، وهي تفتقر أصلًا للأدوية، ولأطباء مختصين، والمستشفى الوحيد لإيواء المرضى هو مستشفى سوروكا والذي يخدم اليهود والعرب.
وفي القرى المعترف بها هنالك عيادات تعمل غالبا حتى الرابعة عصرًا، ويعود ليلًا طبيب واحد للعمل في مركز ليلي.
إذا القرى غير المعترف بها تفتقد الأطباء بعد الساعة الرابعة عصرا، وفي غالبيتها لا توجد أصلًا عيادات، وغالبا ما يتم تحويل المرضى إلى مستشفيات وعيادات في بئر السبع، وهذه العيادات غير مهيأة لحالات الطوارئ في مجال استقبال كميات من المصابين.
ملاجئ عامة...تخصص للتدريس ..!!!
وعن وضع الملاجىء في النقب، فبعد فحص مراسلنا يتضح أنه لا توجد أي ملاجئ في القرى العربية المعترف بها وغير المعترف بها. فمدينة رهط التي سقطت بالقرب منها وابعد منها صواريخ، لا يوجد فيها أي ملجأ عام.
وكانت قد وضعت الجبهة الداخلية عبّارات من باطون مسلح في ضواحي رهط وتحديدًا بالقرب من القرى غير المعترف، علما إنها تبعد مئات الأمتار عن البيوت، ومن الصعب الوصول إليها قبل وصول الصواريخ، فاعتبر هذا بالمخدر لا غير.
وفي حديث مع الشيخ فايز ابو صهيبان، رئيس بلدية رهط، ورئيس منتدى رؤساء السلطات المحلية العربية قال:" لا توجد ملاجىء عامة في رهط وفي القرى العربية في الجنوب، ما عدا البيوت المرخصة في القرى المعترف بها التي بنيت منذ عام 1994 وما قبلها ليست فيها ملاجئ.
وأضاف: هناك بعض مدارس رهط وغيرها من مدارس قديمة في القرى غير المعترف بها، والمعترف بها، لا توجد بها ملاجئ أصلًا، والملاجئ في بعض المدارس خصصت لغرف تدريس بسبب النقص الحاد في غرف التدريس".
وبخصوص الملاجئ، قال أبو صهيبان:" البيوت التي بنيت ما قبل 1994 قديمة وفيها كثافة عالية من السكان، تسكن في البيت الواحد من بين 3 – 4 عائلات الأمر الذي يسبب كارثة في حالات الطوارىء.
توجهات للسلطات المختصة
ويضيف الشيخ فايز: "توجهنا للسلطات المختصة بخصوص الاطفائية، فهناك مشكلة عامة، فخلال عام كانت للهيئة العامة للاطفائية جلسة واحدة وكانت جلسة استماع فقط، رهط عضو في هيئة الإنقاذ والإطفاء وهناك اشتراك شهري ندفعه للهيئة".
وبخصوص إجمال الجاهزية، أضاف أبو صهيبان:" القرى العربية غير جاهزة لأي طوارئ بسبب عدم وجود أبنية واقية وعدم إرشاد الناس ما عدا طلاب المدارس، أما الناس لا يوجد إرشاد لهم "مفوضين الأمر لله.
وقال: طالبنا الجبهة الداخلية أن من حق رهط أن تغطيها القبة الفولاذية رغم إننا اقرب للقطاع من بئر السبع، إلا أن مطلبنا لم ينفذ"..
[email protected]
أضف تعليق