لم يأتِ اختيار أخصائية التغذية رائدة أبو شيخة في زاوية مال وأعمال من خلال لقاء الشهر عبثًا، وإنما جاءَ الاختيار رغبةً منا وتأكيدًا على دور المرأة العربية في تغيير معطيات كثيرة تتعلق بالمجتمع العربي، والسيدة أبو شيخة واحدة ممن كان لهم تأثيرٌ كبير في إحداث تغييرٍ سواء كان ذلك على الصعيد الشخصي أو المجتمعي أو المهني...

استطاعت ومنذُ صغرها أن تستغل معنى مفهوم التسويق في تسويق قدراتها وتأكيد نجاحها، اختارت موضوع التغذية وسارت في دربه منذ أكثر من عشرين عامًا، وربما نجحت في اختراق مجالات العمل من خلال ابتكار أسلوب مهني في تسويق التغذية وعلاقتها بالصحة، وكان لتقدمها مِن عملٍ إلى آخر نجاحًا برأيِ كثيرين، خاصةً إذا ما كان آخره اختراق الوسط اليهودي، المعروف بشحُ الوجود العربي في وظائفه، عن عالمها الخاص وشخصيتها المؤثرة، تحدثنا هي بنفسها.

• رائدة أبو شيخة والعلاقة بين الشخصية واختيار التخصص!

لا بُدّ أنّ هنالك علاقة مباشرة بين اختيار رائدة أبو شيخة لمهنة التغذية وبين شخصيتها، فشيءٌ ما يلمعُ في عيونها، يؤكِد حبها الشديد للتجربة والمغامرة والتحدي، بعد تجربة أكاديمية ومهنية طويلة، باتَ يُمكن للسيدة النصراوية رائدة أن تتحدث بكل ثقة عن عالمها الخاص، الذي تملّكها قلبًا وقالبًا... وها هي تقصُ علينا، بداية الحكاية...

كانت بداية الحكاية، بتسويقِ نفسي على صعيدِ طفولي، طفلة مجتهدة وناجحة، كنتُ أراهن والدي أنني أقرأُ اللغات بطلاقة، فيدعوني لإثبات ذلك أمام معارفه المقربين، فأكسبُ الرِهان، وأحصل على نصف ليرة أو ليرة، مبلغٌ قيّم لطفلة صغيرة.

أما اختياري لموضوع التغذية فجاءَ بطريقة الصدفة، كانت عائلتي تحبذ أن اتجه الى موضوع الطب أو الصيدلة، وهي أحد المواضيع الدارجة في اختيارات الطلاب العرب المحددة بالمحاماة، الطب، الهندسة، الصيدلة والتدريس.

سافرتُ إلى أمريكا حيثُ يدرب أخي المحاماة، راغبةً بدراسة الصيدلة، فاقترحت عليّ المستشارة في الجامعة أن أفكر بموضوع التغذية والصحة، وكي لا أتسرع في الاختيار نصحتني أن تكون السنة الأولى بمواضيع عامة مع دورة واحدة للتغذية، فوافقت، أحببتُ الموضوع، وعند انتهاء السنة، أشرتُ إلى المستشارة إلى اقتناعي بالموضوع، خاصة أنّها هي مَن نصحني بالموضوع خاصةً أنّني سأجد بابًا مفتوحًا على مصراعيه، تقريبًا ليس هناك طلابٌ عرب دخلوا هذا المجال، بل إنّ الموضوع جديد أيضًا على الوسط اليهودي، في تلك الفترة نتحدث عن أكثر من 23 عامًا، كانَ عدد الدارسين لهذا الموضوع في جامعة القدس لا يزيد عن 5 أشخاص.

إنّ إقناعي لعائلتي باختيار مجال التغذية والتنازل عن الصيدلة، مسألة ليست هيّنة، خصوصًا أنّ كثيرين من ابناء مجتمعنا لم يكونوا – وبعضهم لا يزالون – لا يعرفون أنّ التغذية هي علمٌ يتطرق إلى تركيبة الغذاء نفسه وصحة الجسم والوقاية من الأمراض، ولا يعني طريقة الطبخ، تضحك رائدة، أول سؤال سألته له والدتي وأنا أعلمها باختيار لموضوع التغذية: - شو يعني؟ كيف منطبخ؟!، لكنها أصبحت تُلم بالموضوع إلمامًا تامًا، من خلال ما سمعته وعرفَتْهُ مني.

مِن هُنا تطورت شخصيتي والعلاقة بعلم التغذية، هي الصُدفةُ التي وضعتني أمام المستشارة، الإنسانة المناسبة لكي تدفعني بقوة إلى موضوعٍ متميّز، يلائم شخصيتي، ليحتل نصيبًا كبيرًا في حياتي.

وكم أحاول جاهدة أن أبتعد بعض الوقت، على الأقل في أوقات فراغي عن التفكير في هذا الموضوع، لكنني أجدُ نفسي أقُحم شخصيتي وعملي، بصورة جدية، حتى لو كانَ الحوارُ عابرًا، عن موضوع الحِميات والسُمنة وغيرهما من المواضيع.

• رائدة أبو شيخة: قدراتٌ بشرية هائلة وفُرصُ عملٍ محدودة!

عن سؤال يتعلق بمجتمعنا العربي الفلسطيني وتطور اقتصاده ترى أبو شيخة أنّ قدراتٍ هائلة يتمتع بها كثيرون مِن أبنائنا، لكنّ أفق العمل ومجالاته غير كافية، وإنْ كُنا نحتاجُ إلى مثالٍ، تقول رائدة أنظرُ إلى أقربِ المحيطين بي: "لدي ابنُ لم يتجاوز الـ 12 من عمره، لكنه يتمتع بقدرٍ كبيرٍ من الذكاء وخاصةً التقني، يُبحر في عالم الكمبيوتر بصورة لافتة للنظر، ويبني مواقع بطريقة حِرفية، هو مشروع حياتي لكنني أجدُ نفسي عاجزة عن وضعه في إطار يستوعب قدراته، لو كانت هناك امكانياتٌ أكبر في مجتمعنا لكانَ بإمكان هؤلاء الموهوبين أن يبرزوا ويتقدموا بطريقة سريعة وعملية".

• عن المسيرة المهنية والتحديات

وفي إطار الفُرص الصعبة في مجتمعنا العربي، ونجاحنا في استغلال قدراتنا، كان لرائدة أبو شخصية تجربة شخصية، تتحدث عنها بنفسها فتقول: "أنا شخصيًا تعبتُ واجتهدتُ لأصِل، وأشعرُ أنني بنيتُ شيئًا كبيرًا في عالمي، ووصلتُ إلى حيثُ أردتُ أو أكثر، لكن ربما، في محيطٍ آخر، كنتُ وصلتُ أسرع بكثير. هي مسيرةُ حياةٍ ليست بسهلة، لكنها ممتعة بالنسبةِ لي، فبعد 13 سنة من العمل المريح الذي كنتُ فيه، قررتُ دخول تجربة جديدة، انضممتُ إلى فرع محلي لشركة أدوية عالمية، وكنتُ العربية الأولى التي عملت في الشرطة ومن بلدة الناصرة، ما يعني أنني سأُضطر إلى السفر ساعتين على الأقل، متوقعةً أنّ حركة سيرٍ قد تؤخرني كثيرًا، لكنني تجاوزتُ المكان، لأبحث عن نجاحٍ آخر رأيتُ فيه نفسي. وربما هي مغامرة أحببتُ القيام بها فكانت في صالحي".

• تحديات

"أن أُسافر يوميًا إلى تل ابيب، بالتأكيد أمرٌ ليس بسهل، مضطرة أن أحمل نفسي باكرًا، وأخرجُ عن القاعدة، لكنّ دعمٍ العائلة والزوج وتخطي الحواجز أمرٌ يُنظرُ إليه بجدية، فكم عائلة تستطيع أن تحافظ على هدوئها واستقرارها النفسي والمعيشي بغياب الوالدة أكثر من ثماني ساعاتٍ في اليوم؟! إنّ قبول المحيطين بي ودعمهم الكبير، يجعلني أركضُ طوال الوقت، لا وقت للتنفس واستنشاق النسيم العليل، هذا الوضع يضيعني أيضًا أمام الزامات كبيرة أولها الأمومة، نعم أنا أعمل وأجتهد، ولا أسمح لنفسي أن أعبِّر عن تعبي أو أن أستريح طويلاً في إحدى المحطات، لأنّ أمرًا ما في داخلي ومن منطلق الواجب المحتوم أن أواصل المسيرة.

• هل تحاسبين نفسك بين الحين والآخر على شيءٍ من التقصير؟!

أحاسِبُ نفسي كثيرًا بيني وبين نفسي، ويعاتبني الآخرون حتى لو بصمتْ، لا يلحون عليّ لكنني أفهم من لغة العيون، أنهم يريدونني كثيرًا من الوقت معهم، وهذا حقهم عليْ، ويؤنبني ضميري مراتٍ عندما أخسرْ لمّةَ الأهل والأبناء، في عيدِ ميلادٍ لا أشارك فيه، عندما أعود بعد السابعة إلى البيت، ومتعبة، لا يشغلني المزاج الاحتفالي، لكنْ نسبيًا أعطي للعائلة كثيرًا من الوقت، 30% منه للراحة والطمأنينة العائلية و70% منه لمشاغل الحياة المهنية والعائلية، وأنا على هذا المنوالِ أعيشُ منذُ سنتين، لكنْ لا بأس، فهناكَ ثمنٌ لكلِ نجاح.
وتلخيصًا لكلِ ما قلته، اكتسبتُ حكمة مفادها: ألا نجعل العمل يديرنا، بل نحنُ نديره، وألا نعطي للحياة المهنية أن تبتلعنا من راحة النفس والاستفادة، وهذا هو دربُ النجاح.

• أيُ الأمور تضعينها في رأس سلم أولوياتك: التقدّم المهني والطموح أم الدخل المادي؟ّ!

أضعُ الطموح في رأسِ سلم أولوياتي، وهذا لا يعني أنّ للمادةِ ضرورة كبيرة، لكنّ الطموح يدعم الدخل المادي ويطوره، أما المادة فلا يمكنها أن تصنع الطموح والنجاح في العمل، ففي مرحلةٍ مِن المراحل يشعر الإنسان الذي يكسبُ المادة ولا يشعر باكتفاءٍ وقناعة في عمله، أنّ المادة لا قيمة لها. أما أنا فطموحي هو ما أوصلني أن أنهي اللقب الثاني، في ظل العمل والعائلة.

• هل إثبات الذات أمام الآخر هو ما جعلك تختارين العمل في شركة الأدوية؟!

لم يكن في بالي أبدًا أن أثبت نفسي في الوسط اليهودي، لأنني ببساطة كنتُ ناجحة في عملي وموفَقة، لكنني أحببتُ التغيير، وقررتُ دخول تجربة جديدة، لكنْ بمجرد دخولي في دائرة مجتمعٍ آخر يحملون طموحًا مختلفًا، هذا أعطاني نظرة أخرى واستفادة في عملي.

وخيرُ مثالٍ على ذلك، أنني بعد تسعة أشهر عملتُ فيها في شركة الأدوية، جرى حفل اختيار الموظف المتميّز، فتفاجأتُ بهم يعلنون عني أنني الموظفة المتميزة، وقفتُ مشدوهة، غير مصدِّقة، ضحكوا، نظروا اليّ باستغراب، دعوني إلى المنصة، وسألوني لماذا كانت ردة فعلي هي المُفاجَأة؟! قلتُ لأنني أعلم أنّ هذه الشهادة تُعطى بعد سنة على الأقل، وأنا لم أُكمل عاميَ الأول، فكيف بهم يختاروني؟! لكنْ عندما قدموا معطياتٍ بالأرقام تؤكِد التقدُّم الذي حصل بعد دخولي إلى الشركة، عرفتُ أنه لم يكن لديّ الوقت لكي أعود بذاكرتي إلى الوراء، لمتابعة ما أقومُ بِه من عملٍ متواصل. هذا الدعم دفعني أن أتأكد مِن مكانتي ومِن نجاحي، وأن أعمل بمستوىً لا يقلُ عن مستوى الآخرين.

• وبالتأكيدِ غيرتِ المفهوم النمطي تجاه العرب؟!

لقد غيرتُ في رؤية الطاقم الذي أعمل فيه تجاه العرب، وهم أعلنوها صراحةً أنّ فكرة مغلوطة كانت لديهم تجاه العرب. لكنهم في بعض الأحيان يقولون لي أنتِ لستِ طبق الأصل للمجتمع العربي ولا حتى لهم، أراهم يراقبونني، ربما لأنني كنتُ العربية الوحيدة بينهم، ورغم أنني لا أتصرف عكس طبيعتي، وما أعتدته في بيتي وبين عائلتي وفي مجتمعي، أتصرفه في عملي، مثلاً أحبُ بين الحين والآخر أن أكُل من طعام البيت، وحين أكلتُ اللبنة المزينة بالجرجير والزعتر، استغربوا، وأحبوا أن يتذوقوا ما آكله، وهذه العلاقة الطيبة بيننا أثبتتها زيارة نهاية العام الماضي 2010، عندما عقدنا الاجتماع التلخيص السنوي لشركة ابوت بمشاركة 40 شخصًا في مطعم "صدفة" في الناصرة، وتخللها جولة سياحية في قلب الناصرة، عرّجنا خلالها على حلويات المحروم وعلى حانوت "البابور"، فكان شيئًا رائعًا، أثرّ في نفوس الجميع، وعزّز من مكانتي وعملي.

أما آخرُ المستجدات في العمل فهي دخول عربـيين إلى الشركة، وهذا انجازٌ كبيرٌ لي شخصيًا.

• هل هناك علاقة بين المظهر الخارجي والعمل؟!

الأمران مرتبطان ببعضهما البعض، فلا يُمكن أن أسوّق مسألة الحفاظ على الصحة ووزني مبالغٌ بِه، ولا يُمكنني أن أحترم مهنتي وأنا أُهمل مظهري الخارجي، ولا يمكن أن أكسب نجاحًا إن أنا أهملتُ عامليْ الوقت والنظام، كُلُ الأمور في النهاية تعكِسُ الخارج بالمضمون.

فلا يمكِن لطبيب القلب الذي يُعالج المرضى وينصحهم بالتوقف عن التدخين، أن ينفث سيجارته طوال الوقت. ولا يُعقل أن ينصح طبيب الأسنان زواره بالحفاظ على نظافة أسنانهم، وأسنانه تالفة، ولا يُمكن لِمن تُنادي بضرورة التنحيف أن تحتلَ حجمًا كبيرًا مِن السمنة، فالمظهر هو انعكاسٌ للجوهر والعكس صحيح.

• كم هو عدد دارسي موضوع التغذية من الرجال العرب؟!
إنهم قِلة، إلا إذا كانوا يدرسون الموضوع مِن أجل استكمال التعليم في تخصصاتٍ أعلى.

• هل هناك علاقة بين الإرادة وفُرص العمل؟!
أعرف تمامًا أنّ فرصُ العمل غير كافية لأبناء مجتمعنا، فكثيرون من الشباب والصبايا، أكاديميون ومعطّلون عن العمل، وهناك حاجة لتسويق الذات.

ومِن جهتي أُكِنُّ كل الاحترام للنساء اللواتي يعملن في صناعاتٍ بيتية كصُنع الكعك مثلاً، وأحترم جدًا الأعمال الشائقة التي يقوم بها رجالنا أيضًا، في الوقت الذي ينظرُ فيه البعض إلى أنها وظيفة تمس بنظرة المجتمع لهم، فكَم مِن عاملٍ ساهم في إفادة مجتمعنا وتحسين منظره، سواء بالتنظيف أو غيره.

أما الإرادة فهي الدافع الأول والأخير للعمل، هي الدافع الذي يمنحك الخطوة الأولى حتى تنطلق برغبة، وثمة علاقة بين الإرادة وبين التسويق، فإنْ لم تنجح بالدخول إلى عالم المحيطين بِك، حاول أن تقنعهم بأن ينضموا إلى عالمك، فقط بذلك تُصبح مسوقًا ماهرًا.

ولا فرقَ لديّ أبدًا بين المرأةِ والرجل، سوى أنّ المرأة لم تأخُذ حظها كما يجب في كثيرٍ من الأحيان، أما في بيتي فأساوي بين ابنتي وأبنائي بنفسِ القدر، كلهم ينهلون نفس التربية، وكلهم يُمنحون نفس الشُحنةِ من الحماس.

• ماذا تنصحين المرأة العربية تحديدًا لكي تثبت نجاحها؟!

أنصحها أولاً باكتساب حدٍ أكبر قدر المستطاع من الثقافة والأدوات المهنية التي تؤهلها للعمل في مكانٍ هي بنفسها تستمتع بالانضمام اليه، فسلاحُ العلم والثقافة كما نعرف، أهمُ سلاحٍ نرتقي بِه إلى مصافي المجتمعات الراقية، ونحصل على مرادنا من العمل الذي يزيدنا نجاحًا. وبما أنّ الوضع المادي في البلاد ليسَ سهلاً، فعلينا الحفاظ على مصدرٍ ثابت نتكئ عليه ضمانًا لمستقبلنا، نساءً ورجالاً على حدٍ سواء.

• وقتِ الراحة كيف تفضلين استغلاله؟!

بالاستمتاع بالطبيعة وتأملها ومراقبة سِحرُ البحر، أو بالقراءة، لكنني أتوقُ إلى ذلك الوقت الحُر الذي فيه يمكنني أن أختلي بالطبيعة.

• هل تفكرين بالانتقال إلى العمل الحر؟!

كثيرًا... أخطط أن أستقِل، أن أصبح مديرة أعمال نفسي وهو حلمًا ليس ببعيد. سأختار التوجيه والإرشاد ولديّ مِن الخبرة الطويلة ما يُمكنني أن أعطيَ للآخرين الكثير.

• الحياةُ تجربة ومغامرة! هل لكِ أن تصفيها لي؟

تجربة الحياة لا تخصني أنا وحدي، بل لكلٍ مِنا تجربته وشخصيته، لكنني في تجربتي الخاصة، أحببتُ الكثير مِن القرارات التي اتخذتُها، وحاسبتُ نفسي على بعضها.

أحيانًا أنظرُ إلى نفسي فأشعرُ أنني تغيرتُ كثيرًا، لستُ نفسي التي "رائدة قبل 10 سنوات"، تغيرت بي بعضُ الصِفات، تعودتُ كثيرًا على الإصغاء، على محاسبة النفس وهذا رُبما يدفعني باستمرار إلى التعلُم والتأقلمُ في محيطي العائلي والمجتمعي.

ولا أنكِر أنني لا زلتُ أتعلم، بل أتعلم من أبنائي، أتقبل ملاحظاتهم، أتعلمُ مِن قصصٍ تظلُ عالقةً في مخيلتي، وتثيرني قصة النملة المجتهدة في تيمورلنك، تجاربُ كثيرةً يمرُ بِها المرء، وخلال مراحل حياتك يُسمح لك أن تستريح، أن تحاسب نفسك على بعض الأخطاء، أن تمتدح نفسك الذكية، لكن مِن المُعيب أن تقول "أعرف، لا حاجة أن أتعلم"، ومَن لا يتعلم من الآخرين فهو أبدًا لا يفقهُ شيئًا مِن حياته.
وأنا أحاول أن أكتسب المعرفة في حياتي.

• كلمةٍ أخيرة لا بُدّ مِنها!

أعود وأقول أنّ لدينا إمكانيات كثيرة ونماذج شبابية ترفع الرأس، وأعرفُ أشخاصًا صمموا على تنفيذ خطط مستقبلية فكان لهم ما أرادوا.
الأمر الآخر الذي أود لفت النظر إليه، أننا كثيرًا ما نحاول أن نستنسخ أفكار الآخرين أو نقلدهم، لكن حبذا لو خلقنا أفكارًا جدًا يسُهل تنفيذها وتترك لنا بصمة كبيرة ونجاحٌ بارز.

والأمر الأخير أنّ هناك حاجة كبيرة لاستيعاب شبابنا وصبايانا مِن رجال الأعمال وأصحاب المصالح، فكلما وظّفنا شابًا عربيًا ضَمِنا تطورًا اقتصاديًا وحافظنا على طاقاتنا، وأستهجن أن يتم توظيف أشخاص من الوسط غير العربي، مع احترامي للجميع، بادعاء أننا لا نملك القدرات الكافية، لدينا ما نريده، ولا بُدّ لنا مِن منحِ فُرص العمل والتقدم لإثراء مجتمعنا ثقافيًا فكريًا وأخلاقيًا.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]