أشارت بوصلة آلاف الفلسطينيين والمتضامنين مع القضية الفلسطينية يوم أمس الأحد 15.5 ، "يوم ذكرى النكبة"، صوب الطريق المؤدية إلى بلدة مارون الرأس، الواقعة على الحدود الجنوبية للبنان، والشمالية لفلسطين المحتلة. وكذلك عند الحدود السورية الفلسطينية في الجولان المحتل. مع دحض مظاهرة الزحف عند الحدود الأردنية الفلسطينية والمصرية الفلسطينية، لأسباب أمنية وسياسية تابعة للدولتين.

كانت فلسطين الموعد الحتمي عند كل مفارق الطرق إلى التغير، وانحنت السنابل خجلا أمام شغف الحالمين بالعودة إلى الأرض المهجرة، فزحف آلاف الفلسطينيين اللاجئين في المخيمات الفلسطينية بلبنان، ليستنشقوا نسيم بلادهم الدافئ ولتحضن أعينهم روابيها الخضراء التي حرموا من الدوس على عشبها وترابها، والتظلل تحت أشجارها.

كان الواجب الوطني والقومي عند حَلا مروان الموعد يدفعها نحو المشاركة في المظاهرة التي جرت يوم أمس في بلدة مارون الرأس، وتكحل عينيها برؤيتها، في تموز من عام 1948، هُجر أجداد حلا من قريتها صفورية- قضاء الناصرة، على يد القوات الصهيونية، مما دفعهم لنزوح إلى لبنان ويصبحوا لاجئين فيها حتى هذه اللحظة، بانتظار العودة، اليوم تسكن حلا مدينة صيدا- الغازية مع عائلتها، وما زال شغف العودة إلى فلسطين يُحاكيها.

وقد صرحت حلا لمراسلة موقع بكرا: القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية، وهذه هي قضيتي كوني فلسطينية، الدافع الوطني والقومي والديني هو الذي حثني للمشاركة.

بكرا: هل توقعت هذا الكم من المشاركة؟

حلا: كان من المتوقع لدي مشاركة هذا الكم من المتظاهرين، لان شعبنا الفلسطيني مجبول على حب الأرض مغروز مع جذورها وان البُعد عنها مؤقتاً. وبالنسبة للاهتمام الصحفي والإعلامي فلا بد منه لأن قضية فلسطين هي قضية كل الأمة وكل أطياف الشعب.
وقالت حلا تعاون السُلطات اللبنانية والجيش اللبناني مع الجهات المنظمة ساهم في إنجاح مسيرة الطريق إلى مارون الرأس.

شُهداء وضحايا...

تقول حلا:  لقد إاتقد (العدو)، أن الكبار يموتون والصغار ينسوْن، وكان من المتوقع بالنسبة لنا مثل هذه النتائج وهذه النهاية التي أسفرت عن استشهاد عدد من المشاركين إضافة الى مئات الجرحى.

والأهم أنّ الأجيال الصغيرة أثبتت أن لا بديل عن العودة إلى الأرض المهجرة، هذا الشباب بدى متحمسًا للدفاع على أرضه، فدفع الضريبة الدم.

هل من رادع يخيفك من الاستمرار في المشاركة في مظاهرات مشابهة في مناسباتٍ وطنية قادمة؟!

حلا: ليس هنالك سبب يمكنه منعي من المشاركة، فمشاركتي واجبٌ وطني ولا اخشى الموت ولا اخاف إلا الله، دماؤنا رخيصة في سبيل الارض وسأكون ان شاء الله في المناسبات الوطنية القادمة، وفي يوم النكبة العام المقبل  في طليعة المشاركين، وكُلي أمل ان نكون قد عدنا الى ارض الوطن قبل حلول الخامس عشر من ايار القادم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]