بالتزامن مع ذكرى النكبة الـ 63 للشعب الفلسطيني والتي تحل غدًا، 15 آيار 2011، التقي مراسل موقع "بكرا" المسن محمد محمود حرب، وهو من سكان مسكة الواقعة جنب الطيرة، حيث تحدث المسن محمد محمود حرب (75 عاماً) والذي يسكن اليوم مخيم بلاطة للاجئين شمال الضفة الغربية، لمراسلنا ولأولاده وأحفاده، ما تحمله ذاكرته عن مسقط رأسه 'مسكة' التي هجر منها قسرًا عام 1948، وكله أمل باقتراب يوم عودته إليها.

حرب وقصته مع النكبة ...

ويتذكر الشيخ حرب قصته مع النكبة قائلا: 'كان موسم الحصاد عندما بدأت معركة في المنطقة الواقعة بين دير زلمة والطيرة التي أوقعت الكثير من القتلى، وعلى إثرها اختار كبار البلدة التي كانت تضم آنذاك 4 عائلات أي ما يقارب (800 نسمة) المغادرة للطيرة، خاصة بعد التهديدات التي تلقوها من ضابطين أحدهما انجليزي والآخر إسرائيلي بمغادرة القرية'.

وأضاف:' قبل أن يغادر أهل القرية، قاموا بحفر ساحات منازلهم وطمروا أثاثهم وكل ما يملكون بنيّة العودة، ولم نحمل معنا إلا ما توفر لنا من النقود، وحملت والدتي 'كواشين' الأرض معها لتودعها في الأردن عند أهلها، ولم نتمكن بعدها من العثور عليها.'

ووصف الشيخ حرب رحلة أهل قرية 'مسكة' بالشاقة والطويلة فمن قرية حنوتة إلى الطيبة بالقرب من طولكرم إلى مغاير في خط معزول من تلك النواحي، وقال 'عائلتي مكثت نحو شهر في تلك المنطقة قبل أن نذهب إلى قرية جماعين ثم إلى مخيم عقبة جبر في أريحا إلى أن بدأت حرب الـ(67)، وانتهت رحلتنا في مخيم بلاطة في نابلس'.

أحفادي لاموني: لماذا لم تصمدوا؟!

وقال واصفًا شعوره: "أحزنني أبنائي وأحفادي حين حدثتهم عن 'مسكة' وكيف كنت أصحو على زقزقة العصافير فجرا..وعن فاكهة البيارات التي كانت أناملي تداعبها وأنا أقطفها قبل أن أتوجه بها إلى سوق يافا؛ لاموني وسالت دموعهم كما سالت دموعي قهرا وسألوني بمرارة: لماذا غادرتم الأرض ولم تصمدوا؟!.

الشيخ حرب وهو أب لـ13 ابناً وابنة، استشهد منهم خليل وإياد في الانتفاضة الثانية، ويقبع جمال وحسام في السجون الإسرائيلية، ختم حديثه قائلا: 'سنعود لأرضنا وأملي بالله كبير، وبشائر عودتنا عادت لتظهر مع اشتعال الثورات العربية'.

وقال وهو يحمل مفتاح منزله في مسكة 'لن أبيع وأولادي ما وهبنا الله من أرض فهي حق لنا مهما طال الزمن، فالعودة إلى ديارنا التي شردنا منها حق لا يسقط بالتقادم ولا يمكن الاستغناء عنه'.
 
حسام خضر: شعبنا لا يزال متمسكاً بأرضه وحقوقه الوطنية

وقال رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين حسام خضر 'إن ذكرى النكبة مؤلمة لجميع أبناء شعبنا لأنها تذكرنا بجرائم حرب الحركة الصهيونية، وحملات التطهير العرقي والمجازر الوحشية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، ودمرت أكثر من 500 قرية ومدينة، وشوهت الكثير من المعالم الجغرافية، وتلاعبت بالتاريخ'.

وأضاف 'رغم كل ذلك إلا أن شعبنا لا يزال متمسكاً بأرضه وحقوقه الوطنية، ويدافع عن حقه التاريخي في فلسطين'، وقال 'المصالحة خففت من حالة اليأس التي عاشها شعبنا لأن الانقسام أضاف بعداً آخر للنكبة وشكل حالة أقرب ما تكون لها'.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]