عشرات الجرائم منذ مطلع العام. قلنسوة الطيبة، الطيرة، كفرقاسم وجلجولية بلدان منكوبة بالإجرام...الشرطة تتخذ خطوات ورؤساء السلطات المحلية في المثلث "مكرهًا أخاك لا بطل"!
باتت الشرطة الإسرائيلية اليوم عاجزة عن مكافحة العنف والإجرام بالمثلث، وتحديدا بمنطقة المثلث الجنوبي، الذي تسجل فيه يوميا حوادث عنف وإجرام بالإضافة إلى حوادث القتل التي بات السماع عنها عاديًا حيث إن هناك جريمة قتل واحدة في المنطقة كل أسبوع تقريبًا..
مدينة الطيرة كنموذج ضمت مؤخرًا إلى مشروع "مدينة بدون عنف"، رصدت له الميزانيات بمئات ألاف الشواقل من قبل وزارة الأمن الداخلي، وأجريت على إثره الاحتفالات ودشنت سيارات جديدة للشرطة الجماهيرية، وبالرغم من ذلك سجلت بالمدينة حوالي عشرة جرائم قتل بالأشهر الأخيرة .
ومما لا شك فيه إن قوات الشرطة الإسرائيليّة تقف عاجزة عن الحد من انتشار هذه الآفة المقلقة التي حصدت أرواح العشرات منذ مطلع العام الحالي ، وفيما يلي نذكركم ، آسفين ، بعدد من الجرائم التي ارتكبت في المثلث الجنوبي منذ بداية نيسان الماضي وحتى اليوم :
مدير عام بلدية قلنسوة يقتل رميًا بالرصاص..
لقي مدير عام بلدية قلنسوة وئام زميرو مصرعه في الثالث عشر من نيسان الماضي بعد ان تعرض لإطلاق النار بينما كان في طريق عودته بواسطة سيارته الخصوصية الى منزله في قلنسوة بالقرب من فرع صندوق المرضى وأعلنت البلدة إضرابا شاملا في جميع مرافقها احتجاجًا على هذه الجريمة التي وصفت بالبشعة .
يشار إلى أن مقتل زميرو كان مسألة وقت لا أكثر، حيث تم الاعتداء عليه في مناسبات عدة، وفي أواخر كانون ثاني 2010 تم إلقاء قنبلة باتجاه منزله، زميرو لم يتواجد في المنزل لكن طفلتيه (3 و- 5 سنوات) أصيبتا بالذعر، الشرطة وإثر ذلك قامت باعتقال 6 مشتبهين، لكن وعلى ما يبدو لم يشكّل الاعتداء رادعًا.
حتى أواخر نيسان، علم موقع "بكرا" أنه لم يكن معتقلين في قضية القتل والشرطة لا زالت تحقق بالموضوع. زميرو صرح لوسائل الإعلام في السابق: "للأسف الشديد لقد تحولت كل جدالاتنا ومعاملاتنا الى لغة العنف، لكن مثل هذه الأعمال لم ولن تغير سياستي الواضحة بأن مصلحة مدينة قلنسوة وأهاليها فوق المصالح الشخصية وفوق أي اعتبار. من هنا يجب علينا جميعا ان نتعاون في سبيل التصدي لموجة العنف المستشرية التي تجتاح مجتمعنا العربي والتي تخطت كل حدود". فهل سمع أحد صرخته؟!
المربي عامر صرصور يقتل في مقبرة البلدة..
ومع استمرار مسلسل جرائم القتل في المثلث الجنوبي، فجع أهالي كفر قاسم مساء السابع والعشرين من الشهر نفسه بنبأ مقتل المربي عامر صرصور بعد ان تعرض لإطلاق النار في مقبرة البلدة وتوفي فورًا متأثرًا بجراحه .
بلدية كفرقاسم وفي أعقاب القتل أعلنت الإضراب، وقامت بالخروج إلى الشوارع في مسيرة وحدوية تضمنت الكثير من الشعارات والمشاركة الحزبية، القيت العديد من الكلمات، ومنها كلمة رئيس البلدية، نادر صرصور، حيث قال: "لن نعطي المجال لظاهرة العنف والجرائم أن تنتشر في بلدتنا وسنعمل بكل قوتنا من اجل مكافحتها واخراج الأعمال الجنائية من بيننا، لأن الجرائم أصبحت تهدد حياتنا وكياننا بصورة لا يمكن تحملها وخاصة بعد أن أصبحت تأخذ ارواحا لا علاقة لها بأي سوابق جنائية، ومن هنا لا نريد ان يكون أي شخص مهما كان حياتة مهددة بالخطر".
وربما وبعد القتل الأخير، نريد أن نسأل بلدية كفرقاسم، هل علمتم عن أي تطورات في التحقيق في قضية مقتل مربي لمدرسة؟!
يشار إلى أنه وحتى آخر نيسان لم يتم إعتقال مشتبهين.
ضحيتان خلال ساعة واحدة..
في مدينة الطيرة، تعرض الشاب راكز فضيلي (35 عاما) ،مساء أمس الخميس ، لعيارات نارية أصابته في مناطق مختلفة من جسده فيفارق الحياة متأثرًا بإصابته ، وبعد مرور ساعة واحدة فقط على هذه الجريمة يدوي خبر مقتل شاب آخر وهو واثق أبو خيط (38 عاما) في المدينة وتعتبر هذه الجريمة هي الثانية من نوعها خلال أسبوع واحد فقط في المنطقة فقد أصيب شاب من عارة بصورة خطرة عندما تم إطلاق النار عليه وأثناء عودة من العمل في محسني تيئورا في الطيبة في الثلاثين من نيسان الماضي وبحسب ما وردنا فإن هذه الجريمة تعتبر التاسعة خلال أقل من شهر.
المثير فعلا في الموضوع أن الشرطة تقدّر على أن عملية القتل الثانية تمت على بعد أمتار من عملية القتل الأولى وأثناء تحقيق الشرطة في عملية القتل الأولى، وتدعي ايضًا الشرطة أن عملية القتل الثانية تمت كانتقام على عملية القتل الأولى!!!
ووفق لما أشار شاهد عيان لموقع "بكرا": هذا التصرف لا يترك أي مجال للشك. أحدًا لا يهاب الشرطة والكل يعرف تخاذل قوات الشرطة عنما يدور الحديث عن قتل عرب.
شفاء مرعي ترمى بالرصاص بساحة منزلها..وأنام أعين أطفالها
وامتدادًا لهذه الظاهرة الأليمة، شهدت مدينة قلنسوة صبيحة اليوم، الجمعة، مصرع المأسوف على شبابها شفاء مرعي وتبلغ من العمر 28 عامًا، والتي تعرضت لإطلاق رصاص عندما كانت بساحة منزلها وأمام أعين أطفالها، حيث أصيبت بجراح حرجة توفيت على إثرها، ووصلت لموقع الجريمة قوات كبيرة من الشرطة، والتي أغلقت المنطقة وباشرت التحقيق بملابسات الجريمة.
وبحسب مراسلنا فإن شفاء وجدت مقتولة عند مدخل بيتها الكائن في الجهة الغربية الشمالية في قلنسوة عند الملعب وعليها آثار عنف. ومن المعلومات التي وردتنا أيضًا ان الشابة من مدينة باقة الغربية، ومتزوجة لرجل من قلنسوة، وتم العثور على جثتها بعد ان تعرضت لإطلاق نار كثيف من قبل مجهولين، وظهور علامات عنف على جسدها.
والد شفاء، عبد الله غنايم، صرح لموقع "بكرا" على ان شفاء تلقت عدة مرات تهديدات بالقتل، ألم تثق شفاء كفاية بالشرطة لتطلب حمايتها؟!
اجتماع طارئ لرؤساء السلطات المحليّة ينتج عنه قرار تعيين 4 ضباط إضافيين في المنطقة!!!
في نهاية شهر آذار الماضي اجتمع قائد لواء المركز الضباط بنسي ساو، وبحضور قيادات وضباط الشرطة بلواء الشارون برؤساء السلطات المحلية والبلديات بالمثلث الجنوبي، تم التباحث بالعنف والإجرام وسبل مكافحته والسلاح غير المرخص وفوضى السلاح بالبلدات العربية، والرؤساء طالبوا الشرطة بمكافحة كافة مظاهر العنف بالبلدات العربية ، وقد شارك بالاجتماع كل من رئيس بلدية قلنسوة محمود خديجة، ورئيس بلدية الطيرة مأمون عبد الحي، ورئيس بلدية كفرقاسم نادر صرصور، ورئيس مجلس كفربرا محمود عاصي، ورئيس اللجنة المعينة لمجلس زيمر سمير درويش، ورئيس بلدية جلجولية الشيخ جابر جابر ، ومدير عام بلدية الطيبة سامي تلاوي، ومن الشرطة شارك قائد لواء المركز الضباط بنسي ساو، وقيادة شرطة لواء الشارون ومحطات الشرطة بالمنطقة.
وخلال الاجتماع، طالبت قيادة الشرطة رؤساء السلطات المحلية العربية تشجيع وحث الشباب والشبان العرب للانخراط بصفوف الشرطة والشرطة المدنية، وذلك لسد النقص بالكوادر وليتسنى للشرطة مكافحة العنف والإجرام بالبلدات العربية.
كما قررت الشرطة في لواء المركز إطلاق حملة خاصة لمكافحة فوضى السلاح غير المرخص بالمنطقة، وألغت قبل نحو أسبوعين حملة كانت ستباشر بها ونقطة الانطلاقة كانت الطيبة، حيث كان من المفروض ان يشارك 500 شرطي من مختلف الوحدات الخاصة للبحث عن الأسلحة ، لكن انفجار الأحداث في قرية عيلوط حال دون إخراج الحملة إلى حيز التنفيذ والتي أوجلت دون ان يحدد موعدا جديدا.
الاجتماع الأول "ما نفع فعملوا اجتماع ثانٍ"!!!
غير إنه ومع تفاقم الأحداث في المنطقة من جديد وارتكاب ثلاث جرائم جديدة راح ضحيتها شابيّن وامرأة ما بين الليلة الماضية وصباح اليوم ، عقد رؤساء المجالس المحلية في المنطقة ، منطقة المثلث الجنوبي، ظهر اليوم اجتماعا طارئًا في مقر شرطة كفار سابا ، ترأسه قائد شرطة لواء المركز بنسي ساهو ، وتقرر خلاله اتخاذ بعض الإجراءات المؤقتة لضمان الحد من استفحال الجرائم في المنطقة التي بات من الضروري أن تنعم بالأمن والأمان ، ومن أبرز ما اتخذ من قرارات كان تعيين قائد شرطة كفار سابا شاي ازولاي قائدا لشرطة الطيرة وتعيين نائب قائد شرطة نتانيا قائدا في مدينة قلنسوة وتعيين نائب قائد شرطة الطيبة قائدا لمدينة الطيبة وتعيين نائب قائد شرطة راس العين قائدا لكفر قاسم وجلجولية وكفربرا .
على أمل أن تتمكن هذه القرارات من تحقيق غايتها المرجوة وأن تكف يد الجريمة عن أهلنا في المثلث الجنوبي.
ويبقى السؤال المطروح حاليًا، هل سيجتمع رؤساء السلطات المحلية في المثلث الجنوبي مرة أخرى مع الشرطة لوضع خطة جديدة بعد ضحية جديدة؟!
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
alpolice fsh haje ykon bdole a7sn mho m5reb aldnya