أجرى مراسل موقع "بكرا" مقابلة مع الدكتور هشام يونس، من قرية عارة، وهو رئيس اتحاد المزارغين العرب ومتطوع في جمعية "الأهالي" للتنمية الجماعية، والذي حدثنا من خلالها عن أسباب منح المواطنين العرب تراخيص لتسويق البيض في البلاد, وقد تطرق من خلال اللقاء إلى العديد من الأمور والى أهمية الرقابة على المواد الغذائية، كما تحدث عن خطورة شراء البيض من مناطق السلطة الفلسطينية لعدم وجود رقابة عليها، مما قد يؤدي إلى نقل العديد من الأمراض الخطيرة.
يقدم لكم الدكتور يونس عددا من الإجابات لبعض الأسئلة التي تهم العديد من المواطنين في الوسط العربي, والتي قد تفيد أيضا العديد من المزارعين الذين ينوون القيام بتربية الدجاج من أجل تسويق البيض!!
"بكرا": قررت لجنة الاقتصاد البرلمانية، مؤخرا، منح مواطنين عرب، ولأول مرة، تصاريح لتسويق البيض. ما هي الدوافع والاعتبارات الكامنة وراء هذا القرار برأيك؟
يونس: "في الآونة الأخيرة، كانت هنالك طلبات للمزارعين، خاصة الذين يقطنون في منطقة الشمال، تشير إلى رغبتهم بتربية الدجاج المنتج للبيض، خاصة وأن مثل هذه التراخيص يتم منحها للقرى اليهودية المحاذية للحدود. ولأن المزارعين العرب يقطنون في قرى محاذية للحدود هي الأخرى، كان لا بد من إعطائهم حقوق تربية دواجن للبيض. ولكني، وبالرغم من إعطاء هذه التراخيص، لا اعتقد أن هناك الكثير من المزارعين العرب الذين سيبادرون لتربية دواجن لإنتاج البيض، وذلك بسبب الكمية الهائلة من البيض في البلاد، والتي لا يتم استغلالها ;كلها. كما أنصح المزارعين أن يقوموا بالتفتيش على مجال أكثر ربحيـّة، علما بأن هناك الكثير من الكميات غير المحصاة من البيض، والتي تدخل من خلال خط التماس بين القرى الفلسطينية وقرى الداخل في البلاد.
لقد بادرت الحكومة لإعطاء مثل هذه التراخيص سعيا منها لتحقيق المساواة بين كافة الطبقات، واختارت هذه المرة أن تكون هذه المساواة في المجال الزراعي".
"بكرا": علمنا أن حصة المسوقين العرب ستكون (6) ملايين بيضة، بينما يتم تسوق نحو ملياري بيضة سنويا في البلاد. لماذا برأيك؟
يونس: "كانت قضية إنتاج البيض في الماضي، وحتى قبل فترة وجيزة، مخصصة لليهود فقط، ومحصورة بالقرى المتاخمة للحدود والنائية والجبلية، التي تفتقر للأرض الزراعية. وكان هذا الأمر كنوع من التعويض عن عدم وجود أماكن للزراعة، فاستبدلت الزراعة التقليدية بأقنان الدجاج المنتج للبيض. لذلك، لم يهتم الوسط العربي لهذا الأمر كثيرا، أما السبب الثاني، فقد كان التكاليف الباهظة التي يحتاج إليها بناء أقنان الدجاج البياض، الأمر الذي شكل عقبة أمام المزارع العربي، نظرا لصعوبة إيجاد تمويل مادي، خاصة وأن وزارة الزراعة لم تقدم ما يكفي من الدعم لهذا المجال في الوسط العربي".
"بكرا": كيف يتم تحديد أسعار البيض؟
يونس: "في الماضي كان تحديد أسعار البيض يتم بموجب قرار "مجلس الدواجن" الذي كان يحدد الأسعار بناء على توصيات لجنة الأسعار في الكنيست. وذلك من اجل ضمان أن كل شخص في البلاد يستطيع أن يشتري البيض، مثلما كانوا يحددون أسعار الحليب كذلك".
"بكرا": ما هو حجم استهلاك العرب للبيض؟
يونس: "لا أدري!! ... يستهلكون كثيرا من البيض، وربما يكون البيض في كثير من الأحيان مادة أساسية على قائمة الطعام اليومي لدى المواطنين العرب. يعود هذا الأمر لانخفاض سعر البيض. أما اليوم، فقد بدأ التحفظ من الإفراط بتناول البيض بسبب الجانب الصحي، وزيادة الوعي في الوسط العربي لمخاطر الإكثار منه، فأصبح المواطنون العرب يمتعون عن الإكثار من تناول البيض.
في الماضي، كان الفرد يتناول بيضة أو أكثر في اليوم، لكن كميات البيض المستهلكة قلت بشكل ملحوظ اليوم، ووصلت إلى النصف. كما أن البيض يستعمل في صناعة الحلويات وما شابه، ومع ارتفاع مستوى الحياة , ارتفع الطلب على البيض كثيرا.
عمليا، لا يمكننا أن نحصي عدد البيض المستهلك، لكن يمكن أن نقوم بحساب نسبي: كل شخص يتناول في اليوم من بيضة غلى بيضتين، أي حوالي 360 مليون بيضة على الأقل".
"بكرا": كيف يتناسب حجم التراخيص الجديدة مع التراخيص الممنوحة للعرب لتربية الدواجن؟
يونس: "النسبة ضئيلة جدا".
"بكرا": ما هو حجم تهريب البيض من الضفة الغربية إلى داخل البلاد عموماً، وإلى البلدات العربية بشكل خاص؟ وكيف تتم مكافحة هذه الظاهرة؟
يونس: "هنالك مراقبة للمنتجات الزراعية في البلاد, وبسبب هذه المراقبة لا يستطيعون تسريب مواد زراعية إلى داخل البلاد دون مراقبة. لكن توجد بعض القرى، مثل قرى التماس، التي يتوافد إليها العديد من الزوار الذين يقومون بشراء كميات كبيرة من البيض، بشكل غير حريص، نظرا لأن هذا البيض قد يكون مصابا ببعض الأمراض. أنا لا استطيع أن أجزم بأن كل البيض الذي ينتج في السلطة الفلسطينية هو غير صالح للاستعمال، ولكن من النشرات البيطرية في البلاد ننصح بعدم استعمال هذا البيض، وذلك لاحتمال أن يكون غير مراقب، أو أن يكون مصابا ببكتيريا الـ"سالمونيلا" التي تدخل إلى جسم الإنسان وتصيب الجهاز الهضمي بالأذى، لذلك نحن ننصح أي شخص كان أن يقتني البيض المفحوص، سواء كان هذا البيض منتجا هنا في البلاد أو في مناطق السلطة الفلسطينية. ليس من المحبذ شراء البيض بشكل عشوائي، كما يجب أن يتم حفظ هذا البيض بالتبريد، وليس تحت الشمس أو في مكان حار".
"بكرا": ما هو حجم دمج ومشاركة المختصين الزراعيين العرب في المراقبة والتفتيش والمكافحة والإرشاد في البلاد؟
يونس: "لا أستطيع أن أقول لك عددا واضحا للمراقبين، ولكن في كل قرية وكل مدينة عربية في الداخل هنالك طبيب بيطري وطاقم ومساعدين يفتشون ويراعون المستوى الصحي للمواد الغذائية التي تدخل للقرى والمدن العربية في البلاد. وإذا تسرب بعض الشيء، فإنه عادة ما يكون من قبل أفراد يقومون بتجارة غير قانونية، ويمكن مصادرة مثل هذه السلع. وأنا أشير إلى أنه يجب على كل المراقبين في كل المدن والقرى العربية، أن يراقبوا المواد الغذائية الموجودة في داخل الدكاكين والمحال التجارية. فمقابل الأموال التي ندفعها، يجب أن نأخذ منتجا جيدا.
في الحقيقة، مثل هذه التجاوزات (شراء بضاعة غير مراقبة) تتم في مناطق القرى الفقيرة، وللأسف الشديد، بسبب أسعارها المنخفضة. ولكن، بالرغم من ذلك، يقوم المراقبون في بعض الأحيان بشن حملات على المنتجات غير الصالحة، والتي قد تشكل خطرا حقيقيا على الصحة. مثل هذه الأمور قد تشكل إغراءً للوسط العربي, خصوصا إذا علمنا أن نحو 50% من المواطنين العرب في البلاد يعيشون تحت خط الفقر!!!
هذه هي القطاعات التي يمكن أن يغريها انخفاض أسعار السلع، حتى لو كان هذا على حساب الجودة!!! هذا مؤلم ونأمل أن ينتبه المستهلك لهذه النقاط التي أشرت إليها"!
[email protected]
أضف تعليق