بعد ترميمات طوال أكثر من عامين ونصف، عاد اللمعان ليزيّن "قبّة عبّاس" البهية، لتعود تعكس أشعة الشمس البهية، فتنير سماء حيفا ببريق مميز كما اعتدنا عليه....
أول أمس الثلاثاء، تم الكشف عن قبّة عبّاس، التي تعتلي مقام الباب، المكان الذي يقبع فيه ضريح السيد علي محمد الذي يعتبر رسول البهائيين، والمبشّر بالرسول الالهي ومؤسس الديانة البهائية بهاء الله والذي يقبع ضريحه في مدينة عكا، بعد أن تم ترميم القبّة وطلاء حراشفها والصفائح المطلية بالذهب من جديد.
ويغطي القبة بلاط ضخم على شكل حراشف السمك، يبلغ عدد البلاطات فيها حوالي 12 ألف بلاطة، صنعت في هولندا وطليت بماء الذهب، ثم صقلت ناريا.
هذا المشروع والذي وصلت تكلفته لأكثر من 23 مليون شاقل، وكان أبناء الطائفة البهائية في كل أنحاء العالم قد خططوا له منذ سنين طويلة، وصل الى نهايته حوالي نصف سنة قبل الموعد المحدد.
يذكر ان مقام الباب، أو قبّة عبّاس، والحدائق البهائية المعلقة باتت واحدا من أهم المعالم التاريخية والسياحية في مدينة حيفا، وباتت حيفا تعرف بحدائقها المعلقة، حتى أن الحدائق تعتبر احدى أكثر المواقع السياحية في البلاد، وقد زارها العام الماضي أكثر من 760 ألف شخص.
لمحة عن مقام الباب
الباب، وهو السيد علي محمد (1819 – 1850) كان تاجرا شابا في إيران عندما أعلن في العام 1844 أن الله بعثه لإعداد البشرية لعصر جديد والتمهيد لظهور رسول إلهي أعظم منه. ويعتبر البهائيون الباب، رسولا مستقلا لدين الله ومبشرا بظهور بهاء اللد، مؤسس الدين البهائي.
وقد تسببت تعاليمه المتحدية لمفاهيم العصر بإستشهاده إعداما علنا في العام 1850. وحفظ رفاته وأخفي حوالي ستين عاما، حتى تم نقله الى الأراضي المقدسة، وفي العام 1909 أودعت في مثواها الدنيوي في ضريح أقيم خصيصا على سفوح جبل الكرمل.
ويعتبر مقام الباب (والذي يعرف بلسان العامة بقبّة عبّاس)، مكانا للصلاة والتأمل في جو وادع يسوده الهدوء والسكون، حيث لا تقام أي مراسم أو احتفالات دينية. والتحف والأدوات التي تزيّن المقام لا تحمل أي طبيعة او صفة دينية، وغايتها الوحيدة تجميلية فقط. وهناك دعاء خاص يرفعه البهائيون عند زيارة المقام ويعرف بـ"لوح الزيارة" وقد علّقت نسختان عنه على أحد الجدران بلغته العربية الأصلية وترجمته الانجليزية.
اما الحدائق المعلقة فتمتد الى ما يقارب 1000 متر الى أعلى الجبل، وتصل لعلو 225 مترا، ويختلف اتساعها ما بين 60 و 400 مترا. وتتميّز بالعناية بها لحماية البيئة والمحافظة على مصادر المياه، إضافة الى جمالها الفريد من نوعه.
[email protected]
أضف تعليق