انطلقت مسيرة "يوم الأرض" في عرابة من أمام المجلس المحلي في القرية، وكان المنظمون يتخبطون في تنظيم المسيرة، لدرجة أن بعضهم تنحى وتخلى عن مهام التنظيم يأسا. وبلطف من الله فقط، استطاعت الجماهير تنظيم نفسها بنفسها.
أما المشكلة العويصة التي واجهتها "قيادات" المسيرة (القيادات المحلية)، والمأزق الذي لم تعرف له مخرجا، فكان اختيار مكانها في المسيرة: بداية، مشت القيادات وراء سيارة الهتافات، إلا أن القادة أدركوا أن مكانهم في مقدمة المسيرة، فتسربوا شيئا فشيئا إلى الأمام...
لم تكن هذه آخر المشاكل، فحين وصلت المسيرة إلى الدوار الغربي في عرابة، ووقف المشاركون فيها بانتظار المتظاهرين وقيادات الجماهير العربية القادمين من سخنين، اختلط القادة مع الجماهير مجددا، وبقي الأمر كذلك إلى حين وصول المظاهرة إلى خط النهاية - ساحة المهرجان.
في الساحة، كما في الساحة... بدأ التدافع والتراكض من أجل الدخول إلى المهرجان والجلوس على الكراسي، وما أن وصلت قيادة الجماهير العربية إلى المكان، حتى وقعت في مأزق جديد: لا أماكن لها للجلوس!!!
نظر بعض القادة يمينا ويسارا بانتظار تحرك أحد المنظمين لإنقاذ الوضع وحل المأزق... لكن دون جدوى! ولما لم ينفع الانتظار، توجه أحدهم بطلب لـ "حامل المايكريفون" في ساحة المهرجان، ليطلب ممن جلس في الصف الأمامي (مكان القيادات) التراجع إلى الخلف، وإفساح المجال للقيادة لأخذ مكانها الطبيعي. ورغم إعادة حامل المايكروفون لطلبه مرارا وتكرارا، لم يستجب أي من الجالسين في الصف الأول لهذه الدعوة، وأخذ المأزق بالاشتداد.
ولكن، ما من ضيق إلا والفرج بعده، فشاءت الأقدار أن تكون هناك في الساحة، مجموعة من الكراسي البلاستيكية الفارغة الموضوعة جانبا، وبتوجيه من "حامل المايكريفون"، وعلى مرأى ومسمع من الجماهير، تم وضع صف جديد من الكراسي في المقدمة، ليتحول هو لـ"الصف الأول"... فتم حل المأزق، وانتهت الأزمة.
لا يمكن، في هذه العجالة، الجزم بما كانت عليه نوايا الجالسين في الصف الأول، هل كان هذا طمع بـ"قيادة"، يتم الوصول إليها عبر اقتناص موقع في الصدارة بين القادة (أو ماكنهم)، أو لغرض آخر في نفس يعقوب، ورسالة أراد البعض إيصالها لأصحاب العضوية الدائمة في "هيئة الصف الأول"؟!
على كل حال، والنصيحة التي لا بد منها للقيادة تقول: "حتى لو آلمتكم أكتافكم، وحتى لو كانت أضلاعكم هشة قد تتعرض للكسر من كثرة (المدافشة) بهدف السير في (الصف الأول)، يبدو أن الحل الوحيد لتتجنبوا الإحراج في المرة القادمة، هو أن تأخذوا مكانكم في الصف الأول عنوة، فما أخذ بالقوة، لا يسترد بغير القوة".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
جميل جدا يا عنكبوت. الى الامام
أرى أنّ مكانهم هو في الخلف ليس إلا على المتظاهرين في المرة القادمة أن يتظاهروا لإسقاط هذه القيادات ال...
قفشة مؤلمة، ولكنّها ظريفة.
رائع جدا يا اخ محمد ,اعجبتني مقالتك الساخرة و اسلوبك في الكتابة رائع الى الامام . باحترام الصحفية : امنة جلبوني -ام الفحم
انا بحب موقع بكرا لانوا الموقع الوحيد اللي تجد فيه نقد ذاتي