"كم هو مرير طعم حرمان الأمومة، وفقدان من انتظرنه طويلا، ليقبع في السجن الإسرائيلي، بل وانتظار لولدي الاسير متواصل من 29 عاما"، بهذه الكلمات بدأت الحاجة صبحية وهبة يونس، أم الأسير كريم يونس قصة حديثها عن قصص حرمان الأمومة، وقهر السجون. فرغم دموعها المتساقطة.

تستذكر الأم بداية قصة الاعتقال في العام 1983 وتحكي ما حدث:"تفاجئنا في تلك الليلة بطرق على باب المنزل، طرقات عنيفة مريرة، فتحت الباب وإذا بي ادفع إلى داخل المنزل من قوات الشرطة والمخابرات والتي جاءت باحثة عن ابني كريم، الذي كان في حينها بجامعته حيث كان يدرس هندسة المركبات حيث قاموا بقلب المنزل رأسا على عقب بحثا عن ابني، ليتم اعتقاله أمام زملائه في الجامعة".

الحكم بالإعدام

تتابع الحاجة صبحية حديثها عن ذكريات وفصول اعتقال ابنها، "وجهت إليه تهمة قتل جندي هو واحد أقربائه الذين تم اعتقالهم في ذلك الحين، وفورا قمنا بتوكيل المحامي زكي كمال من سكان الدالية بالقضية والذي طلب في حينها مبلغ ضخم بالإضافة إلى مبلغ آخر لطبيب ليقوم بتشريح الجثة".

وتضيف الحاجة صبحية "بعد 28 جلسة صدر حكم إعدام شنقا بالحبل على ولدي كريم، فذهبنا لمقابلته فاحضروه إلينا مقيد اليدين ويرتدي الزي الأحمر الخاص بالأشخاص المنوي إعدامهم، في محاولة لكسر معنوياتنا، إلا أننا قد ثبتنا وقمنا على الفور بتقديم استئناف".

وتستعيد ذكرياتها تقول الحاجة صبحية "أذكر في حينها لحظة ما قلت لابني بان يصبر وان لا يلتفت على ما يقومون به من محاولات لتحطيم معنوياته، ولكنه قال لست الأول ولا الأخر ويوجد أشخاص مثلي مثلهم جميعا فما قدر الله واقع لا محالة".

وأضافت قائلة:" بعدها قمنا بتعيين محامي يهودي أخر والذي تمكن من تنزيل حكم الإعدام إلى مؤبد مفتوح الأمر الذي سهل وواسانا رغم مرارة كلا القرارين".

لم أضمه إلى صدري إلا مرة واحدة خلال 29 عاما

والدموع تحرق عينيها وتشتعل في قلبها نيران الألم والحزن قالت لنا الحاجة صبحية :"خلال الـ29 عامًا لم أضمه إلى صدري إلا مرة واحدة، حينها سمح لنا بالدخول لالتقاط صورة مع ابننا"، والدموع تخنق كلماتها أكملت قائلة :" في كل مناسبة تمر علينا نفتقر ابننا وتفتح مواجعنا على اسر ابننا ولكننا ننتظر الإفراج عنه في صفقة التبادل المتوقع أن تتم مع شاليط، فلا يهمنا أن اخرج خارج البلاد، ولكن ما يهمنا أن يتذوق طعم الحرية، أن نتمكن من الوصول إليه ولمسه ومعانقته فلقد اشتاقت صدورنا إليه".

تتذكر الحاجة صبحية ولدها يوميا وتبكي عليه وتقول:"تعلقت روحي به بل وعشقته ليس كأي أم أحبت ابنها بل بشكل مختلف فهو حب بين أم وابنها الأسير الذي وصل إلى حد الوله، حيث أخبرتنا عن ما حدث معها منذ عدة أيام قائلة:"خرجت أنا وأبنائي إلى رحلة داخل البلاد وقمنا فيها بشوي اللحوم ولكني لم التمالك نفسي ففورا توجهت إلى المركبة وجلست فيها باكية على غياب ابني عني وعن حرماني منه، فلا أراه إلا عبر الزجاج ..ولا اسمعه إلى عبر سماعات الهواتف، فحينها حضرت إلي حفيدتي تواسيني بمصابي ولكن ماذا افعل وكيف لي أن اهنأ وابني يرزح خلف قضبان السجون".

كلمة توجهها أم الأسير كريم يونس لابنها "ساق الله يا حبايب القلب عيني تراكم...هذا ما يمكنني قوله، فكيف لي أنا أعاتبه على عدم إحضاره هديه عيد الأم!!!!؟"

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]