قبل يوم من عيد الأم كانت مراسلة موقع بكرا في بيت السيدة روضة عودة (ام لؤي)..بيت يقع في حي واد الجوز يصعب أن أجد مثيلا له، ليس الغرابة ببناءه الخارجي، بل الغرابة التي تستحق التقدير كان بداخله، فهي أسيرة سابقة وزوجة أسير سابق..ولها أسير (لؤي) في السجن يقضي حكما بـ 28 عاما، عدى عن ان أبناءها كانوا أسرى سابقين.
ما يميز هذا البيت أيضاً..صور أبنائها الذين كانوا أسرى، وأعلام فلسطين وخارطتها، وتذكارات ومطرزات تغطي جدرانه وتذكرها بأن هناك قضية كبرى نضحي من أجلها..القدس وفلسطين.
عيد الأم للمرأة الفلسطينية: يومٌ مميز
وقالت أبو لؤي عن عيد الأم للمرأة الفلسطينية :"هو يوم مميز لأن المرأة الفلسطينية مميزة في النضال والمعاناة في ظل الوضع الذي تعيشه، فالمرأة المقدسية مُشردة ومهددة ومعزولة عن محيطها بسبب الجدار العازل، وأُم الأسير قلقة دائما على ابنها، ومقهورة لفقدانه حريته، فالحرية أغلى شيء يملكه الانسان، وكافة الفلسطينيين فاقدون لحريتهم لكن بدرجات متفاوتة."
الأسير لؤي يرسل رسالة و"هدية تذكارية" لوالدته في عيد الأم
وأضافت :"في عيد الأم ويوم المرأة يرسل لي لؤي رسالة من داخل السجن لتهنئتي، متمنيا أن يكون بجانبي في العام القادم، للتعويض عما مضى، كما يستغل كذلك الافراج عن أي أسير ليبعث الهدايا التذكارية التي قام بعملها داخل السجن".
عيد الام لوالدة الأسير صعب....الأسير لؤي على اتصال دائم بالعالم الخارجي
وأكدت أن يوم عيد الأم يمر بصعوبة عليها متمنية أن يكون لؤي بجانبها، وتقول :"لكن هذا هو حال الاحتلال، ومن يناضل يدفع ثمن الحرية".
أما لؤي (33 عاما) فقد مضى على اعتقاله 9 سنوات من أصل 28 عاما، بتهمة قتل رحبعام زئيفي وزير السياحة الاسرائيلي وتجهيز استشهاديين، ويحاول أن يكون متواصلا مع العالم الخارجي، فأشقاؤه أنشأوا له اشتراكا على موقع الفيسبوك وخصص رسالة للأمهات الفلسطينيات بيوم المرأه هذا العام.
لا بد من التضحية للشعور بفرحة الحرية
وقالت أم لؤي :"اعتبر اعتقالي ابني مصدر فخر واعتزاز، ولكي أشعر بفرحة الحرية يجب ان نضحي ...فأنا لا أحب جني ثمار الغير، النضال واجب علينا جميعا وأعتبره فرض عين، وكل انسان عليه النضال بطريقته وأسلوبه الخاص".
حرمان الأم والأب من زيارة (لؤي وأُبيّ) ل5 سنوات متواصلة
حرم والدا لؤي من زيارة ابنهما لمدة 5 سنوات متواصلة بحجة انهما اسيران سابقان، علما انهما قاما بزيارته في بداية اعتقاله مدة 3 سنوات، وتذكر ام لؤي سنوات اعتقال أبناءها وتقول :"كان أولادي (لؤي وأُبيّ) في السجن سويا ومنعنا من زيارتهما وهذه كانت أصعب السنوات التي مرت عليّ، خصوصا عدم وجود أي وسيلة للاتصال للاطمئنان عليهما ولم تكن الزيارة الا للدرجة الأولى، كان ابني عدي صغير وكنا نقوم بإيصاله الى بوابة السجن وننتظره حتى ينتهي من الزيارة ومن خلال نستفسر عن أوضاع شقيقاه".
السعي لاستصدار تصريح زيارة ولكن!!
وتضيف ام لؤي :"حاولنا على مدار خمس سنوات استصدار تصريح زيارة من خلال ادارة السجون والمحاكم الاسرائيلية، وفي قرار المحكمة المركزية بالناصرة أصدرت القاضية قرارها وجاء فيه (بالرغم من أن الأم مريضة بأمراض خطيرة ووالده كبير بالسن والأسير محكوم لمدة طويلة نرفض الطلب"، وبعدها بأيام تدخلت احدى المؤسسات الحقوقية وسمحت لهم ادارة السجون بزيارتهما.
أم لؤي: منعي من الزيارة يعني أن لؤي صامد وقوي
وخلال سنوات الحرمان من الزيارة استضافها تلفزيون فلسطين حيث يتمكن الأسرى من مشاهدة برامجه في السجن فكانت رسالتها لابنها لؤي :"اني مطمئنة على وضعك فمنعي ووالدك من الزيارة يعني انك صامد وقاهر السجان."
"لا أريد الورود ولا الشموع أريد رؤية ابني الحنون"
وتذكر أم لؤي عودة انها في سنوات حرمانها من الزياة اعتصمت لوحدها في شارع صلاح الدين بالقدس وحملت يافطة كبيرة كتبت عليها بخط اليد:" لا أريد الورود ولا الشموع أريد رؤية ابني الحنون."
يذكر أن أم الأسير روضة عودة تعاني من عدة أمراض: سرطان الثدي وسرطان المثانة دسك كولوسترول، مشيرة ان ابنها حاول طلب زيارة خاصة لوضع والدته لكنه تم الرفض.
ضابط للاسير أبيّ: نحن نكره والدتك كما هي تكرهنا!!
وتشير ام الاسير روضة عودة الى اعتقال ابنها الآخر "أبيّ" وكان يبلغ حينها 17 عاما، وتقول:" رغم عدم اعترافه بالتهم الموجه ضده لكنه حُكم بالسجن 4 سنوات، وعند نهاية التحقيق قال له أحد الضابط: في أي سجن تفضل أن تنقل لوجود أدلة لديهم "لادانته"، فقال لهم: اذا كانت لدي حرية الاختيار فأُضل أن أكون مع أخي في سجن بئر السبع لأن والدتي مريضة فأجابه الضابط: "نحن نكره والدتك كما هي تكرهنا، وستُنقل الى سجن في الشمال، لتعاني والدتك من الزيارة..!!!
وتضيف:" كنت كل يوم اثنين أزور اولادي فكان أحدهما في هشارون والآخر في بئر السبع، لحين ثم تم جمعهما في سجن الرملة ثم هشارون.
علاقة مميزة تربط لؤي ووالدته...
وتقول أم لؤي:" من الممكن أن يغيب الشهيد عن البال للحظات معينة، لكن أم الأسير تعيش في قلق دائم على وضع أبنها المعتقل عند احتلال ظالم ينتهك أبسط حقوقه الا هو "حق الحرية" الذي كفلتها كافة القوانين الدولية.
وتقول ام لؤي ... اذكر لؤي كل لحظة وفي كل حركة، وفي كل زاوية بالبيت، فعلاقتي مميزة معه منذ طفولته.
وتوضح أن ابنها لؤي تم اعتقاله المرة الأولى واحتجازه لمدة يوم وهو في سن 12 عام، ثم لمدة اسبوع في بيت شيمش بعد عامين، ثم الاعتقال الحالي.
وكانت السيدة روضة عودة قد اعتقلت ثلاث مرات لمدة خمس سنوات، وكان آخر اعتقال عام 1992 وكان طفلها الصغير يبلغ من العمر 4 سنوات، أما زوجها فقضى هو الآخر في السجون 4 سنوات اضافة الى توقيف مستمر ايام الانتفاضة الاولى.
وفي ختام الزيارة تقول:" النضال مفروض على الجميع، وأهالي وعائلات الأسرى ليسوا بحاجة الى شفقة، فهم ليسوا مساكين، بل هم مدعاة للفخر لأن ابنهم اعتقل من أجل حرية الآخر وهم بحاجة الى دعم معنوي.
وتعيش السيدة روضة عودة كباقي الامهات على أمل موعد اللقاء مع ابنائهم الأسرى.
[email protected]
أضف تعليق