في سنوات ماضية، ليست بعيدة، كانت هُنالك أناس يمتهنون "اللطم والعويل والولولة".. حيثُ كان يتوجه إليهم من يفقد عزيزًا ويدفعون "للطامة" مبلغًا من المال مُقابل أن تجلس فوق جُثة الميت وتبكيه وتذكر محاسنه "الكثيرة" وتنتف شعرها وتشق ثوبها.. ثُم تُمسك بالتابوت مُتشبثةً به وهم يهمون لإخراج الجثة من "غرفة النساء" إلى الجنازة و "تزعق" وتندب وتلطم خديها لأنها لا تقدر على فراقه، وكانت قبل أن تخرج إلى هذا العمل الشاق تفطرُ جيدًا وتُجهز نفسها وتلبس "ملابس العمل" وتخرج إلى مهمتها "الشاقة".. وبعد أن تتقاضى أجبرها كانت تكمل حياتها العادية وكأن شيئًا لم يكن.
وإلى موضوعنا..
فقد أعلنت وزارة المعارف عن هذا العام ليكون عامًا للغة العربية، ولقد أرادت إحدى المدارس الابتدائية في منطقة الناصرة أن تنظم محاضرة عن اللغة العربية فاتصلت بعدد من "الأدباء" الذين ينتقدون "سوء وضع اللغة العربية" و "بعد أطفالنا عن لغتهم الأم" وينتقدون مستوى اللغة في الإعلام المحلي وهكذا.. وكلامهم بالمناسبة صحيحٌ برأيي..
المشكلة أن الأسعار التي طلبها "الأدباء المُحاضرون" كانت مرتفعة جدًا حالت بين حضورهم إلى المدرسة التي لا تملك آلاف الشواقل مقابل محاضرة لطلاب صفوف الابتدائية.. وهكذا أملت جيوبهم قراراها على "ضميرهم" هذا على فرض أن ما يدعونه من عواطف اتجاه اللغة العربية صحيح..!
يبدو أن هُنالك ممن ينتفقد "سوء اللغة ولا يشعر بالخجل كونهم يتعاملون بـ "سوق اللغة"..
أحيانًا ينتابني شعور أن لغتنا العربية في خطر من الذين يتظاهرون بأنهم قلقون عليها..!!!
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
وائل لقد أصبت كبد الحقيقة.
أحسنت عزيزي وائل.. وجعنا على لسانك دائمًا..
يا عيني عليك...ملعوبة....