السيدة حنفاوي، مطلقة وأم لسبعة أولاد، الكبيرة منهم متزوّجة، وهي تعتني حاليا لوحدها بشؤون ست من أولادها الذين ما زالوا قاصرين. حنفاوي، التي عاشت سنين طويلة متنقلة بين شقة وأخرى في يافا بالاستئجار، وجدت نفسها فجأة بدون شقّة.
حيث كانت حنفاوي موعودة بالحصول على شقة من شركة "حلاميش" البلدية للاسكان (تتبع بلدية يافا تل أبيب ووزارة الاسكان)، لكون ابنها الأصغر الذي يعاني من متلازمة "داون"، مقعدًا على كرسي عجلات. فتقول أن: “حصلت على ميزانية حتى 980 ألف شاقل لأعثر على دار حتى أربع غرف، ولكن للأسف أسعار الشقق في يافا غالية جدًا، وحتى الشقق التي وجدتها لم تكن مناسبة لشرائها، والسكن فيها لأسباب شتى. قد يكون أنهم يماطلون بنا دون علمنا".
"الولد بطل مُقعد...فلا استحقاق!"
وتضيف: “قبل بضع أشهر اتصلت في المسؤولة من وزارة الاسكان وقالت لي أنهم رفعوا الميزانية المخصصة لي لشراء دار لي ولأولادي الى مليون وأربع مائة ألف شاقل، وفعلا عثرت على شقة سطح مناسبة لشرائها، وقد ارسلوا مخمن شقق وأشخاص فحصوا الدار ووجدوا أنها مناسبة، ولكنها أرسلت فيما بعد ردا للوسيط تقول أنه لا يمكنني شراء الشقة، حينها توّجهت للعامل الاجتماعي في المبنى ذاته، وسألته عن سبب ذلك، فقال لي أن المشكلة ليست مشكلة ميزانية، وانما ألغوا استحقاقي بالشقة لأن ابني لم يعد مقعدًا على كرسي عجلات، علما أنه كان يتلقى العلاج وبدأ يمشي على قدميه ولكنه لا يملك توازنا كافيا للمشي كما يجب".
وتؤكد حنفاوي أنهم على ما يبدو أعادوا تسجيلها في لائحة الانتظار للحصول على مساعدة في شراء شقة بدلا من أن تكون من أوائل المستحقين لهذه المساعدة من قبل وزارة الاسكان، وتقول أن فترة الانتظار قد تمتد الى سنتين وثلاث وحتى أكثر من ذلك.
اضطررت للسكن في الحديقة!
وقالت: “الصراحة أنني كنت مديونة لصاحب الشقة التي نسكن بها، ولم أدفع له الأجر منذ ستة أشهر وكان قد أمهلني فترة معينة، لأنه كان متوقعا أن نحصل على الشقة خلال هذه الفترة بفضل المساعدة من وزارة الاسكان وحلاميش، ولكن بعد أن الغوا استحقاقي للمساعدة، هددني صاحب الشقة التي كنا نسكن بها أنه سيطردنا خلال يومين منها... فما كان مني الا أن تركت الدار أنا وأولادي وانتقلنا للسكن في الحديقة العامة القريبة"....
ولا تنتهي قصة حنفاوي هنا، فبعد أن وجدت نفسها في الشارع والحديقة العامة، أصيب الولد بالرشح ومرض من جراء البرد القارس.
وتؤكد أن الهيئة الاسلامية في يافا ساعدتها وأوتها في مسجد البحر في يافا، في شقة تقع تحت المسجد، لحين تتحسّن أوضاعها وتعثر على شقة وتحصل على المساعدة التي تستحقها من الدولة.
وعودات لمشهراوي من قبل شركة حلاميش
في هذه المرحلة تدخّل عضو بلدية يافا تل أبيب، أحمد مشهراوي وبعثت برسالة مستعجلة الى مدير شركة "حلاميش"، طالبه فيها بعقد لقاء مستعجل بينه وبين حنفاوي، وبناء على طلب مشهراوي، عقدت الجلسة يوم الأربعاء الماضي، وقد اصطحبت السيدة حنفاوي ابنها المصاب معها الى الجلسة بناء على طلب عضو البلدية، مما أثار مشاعر مدير عام الشركة، فأثمرت الجلسة عن حصولها على وعد من قبل المدير العام بحل قريب، ولكن كما تؤكد حنفاوي لم تتلقى الاتصال والرد من شركة حلاميش بعد.
[email protected]
أضف تعليق