كعادتها، كانت العائلة تقضي الساعات الأولى من الليل في متابعة التلفاز مع الجيران والأقارب، لكن ثمة قنابل نارية قطعت سهرة الليلة.
لم يكن هناك صوت متسللين إلى ساحة المنزل الواقع على أطراف بلدة حوارة... كان السكون يخيم على محيط المنزل، لكن فجأة سمعت وردة ضميدي التي انتقلت من غرفة السهرة إلى غرفة أخرى للصلاة صوت صراخ عائلتها، وفي اللحظة ذاتها كان ملثمون يقذفون قنابل مشتعلة صوب الغرفة.

إنهم مستوطنون من 'يتسهار' المستوطنة التي يجري فيها إعداد الخطط لشن الهجمات ضد ريف نابلس. كانت نتائج خطة أمس مدمرة، إذ أحرقوا منزل عائلة ضميدي وهم داخله.

'كنا نسهر في البيت أنا وزوجتي وأقارب وجيران، عندما بدؤوا بمهاجمتنا(..) لقد ضربوا قنابل المولوتوف علينا'. قال رامي ضميدي فيما كان يتفقد آثار الحريق بعد ساعات قليلة من اشتعاله.

وبدأ المستوطنون بشن هجماتهم على قرى جنوب نابلس منذ ساعات الصباح، وهو ما يعرف بسياسة تسديد الثمن، بعد أن أخلى الجيش أربع غرف صغيرة لهم في بؤرة استيطانية صغيرة تقع على جبل مقابل للجبل المقامة عليه مستوطنة 'يتسهار'.

وقال مسؤول في منظمة حاخامين لحقوق الإنسان المعنية بمراقبة انتهاكات المستوطنين 'هذه المستوطنة مصنع للاعتداءات.. هناك يعدون الخطط.

وقال زكريا السدة وهو مسؤول العمليات الميدانية في المنظمة 'على الحكومة الإسرائيلية أن تعرف أنه لا يمكن أن يتحمل الفلسطينيون نتيجة كل عملية إخلاء لمسكن مستوطنين كل يوم'.

كادت عائلة ضميدي أن تدفع فاتورة تسديد الثمن من عمر أبنائها، فلولا سرعة الانتباه واليقظة لكانت النيران التهمت المنزل وهم جالسون داخله.

قال رامي 'ضربوا علينا عبوات كثيرة، كانوا خمسة أو ستة وكلهم يضربون القنابل الحارقة نحو المنزل'، وأصيب اثنان من العائلة بحالة إغماء واختناق ونقلوا إلى مستشفيات نابلس.

وغالبا ما تدفع الأحياء الواقعة على أطراف القرى ثمن هجمات المستوطنين، فمنزل ضميدي يقع في أقصى نقطة من أطراف حواره ولا يفصل بينه وبين المستوطنة سوى سفح جبل يعتبر ممرا أمنا للمستوطنين الذي يدبرون طبخات الليل وينفذونها.

وأضاف' لم نشعر بهم، لقد فاجئونا ونحن جالسين، ولم نر النار إلا وهي تشتعل بالمنزل'.

وقبل أيام هاجم مستوطنون بذات الطريقة منزل في أطراف قرية بورين القريبة من حواره وكادت النار أن تأكله لو يقظة رب العائلة.

وظهرت ظاهرة إشعال النار بالمنازل والممتلكات بشكل واضح منذ العام الماضي عندما احرق مستوطنون مسجدين ومدرسة وحقول في جنوب نابلس.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]