أطلقت المؤسسة العربية لحقوق الإنسان وحركة حق الشبابية ،بدعم من مؤسسة التعاون، برنامج "عيش الفن" للأجيال 14-16 عاماً قبيل ما يقارب العامين أي في 2009 .
وقد ضم هذا البرنامج ، عند انطلاقته ، عددًا من الفعاليات التي استقطبت مجموعات شبابية كبيرة ذلك لأنها تمزج بين المواهب، وتنظمها في مجال رفع الوعي لحقوق الإنسان، وذلك في المجالات: الموسيقى، المسرح، الإخراج، الحكواتي .
ولأننا لاحظنا جميعًا دويّ النجاح الذي لا تزال تحققه فرقة المسرح التي بدأت رحلتها مع ولادة البرنامج ، كان لا بد لنا من الاقتراب لمعرفة سبب هذا النجاح ، حيث ما يزال الإقبال على عروض عملها المسرحي الأول "البيج فاشل" كبيرًا ومتزايدًا ، وذلك يعود ، وبحسب أعضاء الفرقة ، للمجهود الكبير الذي بذله مخرج العمل هشام سليمان وللرعاية السليمة التي أحاطتهم بها المؤسسة العربية لحقوق الإنسان ، إضافة إلى إن المضمون الذي يقدموه من خلال المسرحيّة التي تعد ناقدة في إطار خفيف الظل يعد مرضيًا ومشابهًا لجانب نعيشه ونلامسه بشكل يومي في حياتنا ، حيث تعرض ثقافة التسوق العمياء التي تجتاح المجتمع والتي تكون مصدرا لمحو الهوية ونسيان القضايا الأساسية والتعامل مع المصادرة والهدم بشكل روتيني.
جدير بالذكر إن المسرحية هي نتاج مشاهد كتبها الشباب والشابات بعد عام من المراقبة والتنقل بين المجمعات التجارية وتسجيل قصص عن مواقف حقيقية عرضوها بقالب مسرحي جذاب .
مراسلنا زار "أعضاء فرقة المسرح" وتحدث مع كل منهم على حده حول تجربتهم المختلفة وطريقة تقييمهم لما حققوه من نجاح جماهيري رغم سنهم الصغيرة .
المخرج هشام سليمان هو الربّان الحقيقي لهذه السفينة الشبابيّة..
روان قاسم ، ثماني عشرة عامًا ، من الناصرة أخبرتنا :"لقد بدأت رحلتي مع الفرقة بعد إطلاعي على إعلان انطلاق برنامج "عيش الفن" عبر صفحات الإنترنت قبيل عامين ، ولا أستطيع إنكار مدى سعادتي بما استطعنا تحقيقه من نجاح ، فمن النادر أن تجد مجموعة من الشباب الذين لا تتعدى أعمارهم الثماني عشرة عامًا وبإمكانهم تحقيق هذا النجاح بالإمكانيات المتواضعة التي كانت لدينا.."
أضافت:"ولا شك بأن تجربتي مع المسرح منحتني جرعة كبيرة من الثقة بالنفس الأمر الذي فاجئ أفراد عائلتي حيث لم يتوقع أي منهم أن ابنتهم الخجولة بإمكانها اعتلاء خشبة المسرح وإثبات حضورها بهذا الشكل الواضح.."
أما باسل زعبي ثمانية عشر عامًا من الناصرة فقد استهل حديثه معبرًا عن امتنانه العظيم للمخرج هشام سليمان الذي يعتبره الربّان الحقيقي لهذه السفينة الشبابيّة مؤكدًا إنه صاحب رؤية فنية مختلفة وذكيه وبأنه صاحب الفضل الأول على هذا النجاح .
كما أشار باسل خلال حديثه إلى إن انضمامه للفرقة لم يكن عن طريق الصدفة مثلما حصل مع البعض ، ذلك لأنه يعد واحدة من أبناء المؤسسة العربيّة لحقوق الإنسان قبيل انطلاق برنامج "عيش الفن" غير إن انضمامه أتى لإدراكه المسبق إن هناك موهبة في التمثيل تعيش بداخلة وعليه أن يطوّرها ليحافظ عليها ، وأضاف :" لقد بتُّ جريئًا أكثر في حياتي اليومية وذلك يعود طبعًا لخشبة المسرح التي لا يمكن تجاهل التغيير الذي تحدثه على شخصيّة الممثل الواقف فوقها" ..
كنت أحلم منذ طفولتي أن احترف التمثيل ، وأستطيع القول إن المؤسسة العربية لحقوق الإنسان حققت لي هذا الحلم..
سوار خطيب ، ستة عشر عامًا من يافة الناصرة : كنت أحلم منذ طفولتي أن احترف التمثيل ، وأستطيع القول إن المؤسسة العربية لحقوق الإنسان حققت لي هذا الحلم ، لذا لم أتردد أبدًا في الانتساب للفرقة ، ولم أندم على ما فعلت ، حيث إنه وبرغم الجهد الكبير الذي بذلناه جميعنا خلال العمل على المسرحية إلاّ إننا حصدنا رد فعل كبير ومفاجئ بعض الشيء ، فقد استقبل العمل بحفاوة بالغة وترحاب ..
زادت : "إنني اليوم أفكر جديًا في أن أحترف التمثيل وأدرسه أكاديميًا ، ذلك لأنني عشقت هذا المجال بكل ما تحمله الكلمة من معاني" .
ياسمين أبو النعاج ، خمسة عشر عامًا من الناصرة : لقد انضممت إلى الفرقة متأخرًا بعد أن شاهدتهم أثناء عرضهم لـ "سكتش" مسرحي قصير بعنوان "من نحن؟" ، وقررت فورًا أن أنضم للمجموعة لشدة إعجابي بأدائهم ، ناهيك عن أنني كنت أبحث أنا أيضًا عن إطار يضم موهبتي ويوجهها في الطريق الصحيح لتنمو ، وليس أمامي إلا ألاعتراف بأن نجاح "البيج فاشل" شكّل حافزًا كبيرًا لي في أن أثق بأن ألأحلام من الممكن أن تتحقق في حال عملنا بجد من أجل تحقيقها ..
شقيقتي شجعتني على خوض التجربة وراهنت على نجاخي ..
يوسف زعبي ثلاث عشرة عامًا من الناصرة ، أكد إن سبب انضامه للفرقة يعود لرغبته في تنمية موهبته في التمثيل ، غير إنه بات اليوم يقدر ذلك الإنجاز الذي حققوه كمجموعة شبابيّة ، ويشعر إنه أصبح مشهورًا فقد علّق ضاحكًا :"الكثير من الناس يسلمون عليّ في الشارع وأنا لا أعرفهم" ..
نور سرحان ، ثماني عشرة عامًا ، من يافة الناصرة أخبرتنا إن انضمامها للفرقة أتى عن طريق شقيقتها التي كانت تعمل مرشدة في المؤسسة العربيّة لحقوق الإنسان ، وقد نصحتها بأن تخوض هذه المغامرة وتحاول النجاح فيها ..
تابعت : "لقد سعدت بالفعل في هذه التجربة ، خاصة وإن "البيج فاشل" ليست عملاً مسرحيًا وحسب إنها عمل مسرحي شبابي ناجح بكل المقاييس ، والتجربة على المسرح تعد روحانيّة ورائعة خاصة وإن تلك الطاقة التي يبثها لك الحاضرون لا يمكن تقديرها بثمن ، ولذلك فإنني دائمًا ما أقول لوالديَّ بأنني أتمنى أن لا تنتهي هذه المسرحية وذلك من فرط انسجامي مع رسالتها ومحبتي لطاقم العاملين فيها" ..
بعد نجاح "البيج فاشل" قررتُ احتراف التمثيل ودراسته أكاديميًا ..
نور عثاملة هنأت في مستهل حديثها مخرج العمل لتمكنه من تفجير الطاقة الكبيرة الموجودة بداخلها ، الأمر الذي أذهل ذويها وأسعدهم ..
وأضافت ، ابنة الأربعة عشر عامًا ، إنها درست موضوع "الدراما" في المدرسة قبيل انضمامها لأسرة "البيج فاشل" لكنها وبعد ما ذاقته من نجاح للعمل قررت أن تحترف المسرح في المستقبل القريب ذلك لأنها "لا تمل" من التمثيل وبأن نكهة العرض الخامس مشابهة تمامًا لنكهة العرض الأول ..
بيّن عبدو أبو رحال ، أربعة عشر عامًا ، من الناصرة ، إن سبب سعادته بالمسرحيّة يعود لرسالتها بشكل أساسي حيث إنها تصف جزءًا من واقعنا بقالب كوميدي ، مشيرًا إلى أن سبب حماسته المستمرة للعمل هو شعوره بالشهرة التي بات يلامسها خلال حياته اليوميّة من خلال مجتمعه والأشخاص الذين يقابلهم في الشارع.
ابنة الرينة ، شروق زعرورة ، ستة عشر عامًا اعتبرت إن برنامج "عيش الفن" هو أجمل صدفة مرّت في حياتها ، ذلك لأنها كانت دائمة البحث عن إطار يضم موهبتها ويساعدها على تنميتها وتطويرها وفرقة المسرح تمكنت من تحقيق هذه الغاية ، إضافة إلى إن العمل يقدم من خلال قالبه الكوميدي رسالة سياسيّة واجتماعيّة غاية في الأهميّة .
بذلت جهدًا كبيرًا لأتمكن من التوفيق بين عملي وبين المراجعات التحضيرية للمسرحية إلا إنني لستً نادمة على الإطلاق ..
نسرين بخاري ، ابنة العشرين عامًا من الناصرة قالت إنها وبالرغم من انشغالها في عملها في الصحافة إلا إنها رفضت أن تترك المراجعات الأسبوعيّة للفرقة ، مشيرة إلى إنها بذلت جهدًا كبيرًا لتتمكن من التوفيق بين عملها وبين المراجعات التحضيرية للمسرحية غير إنها تؤكد عدم ندمها على بذل كل ما بذلته من جهد لأن نشوة النجاح التي تعيشها بعد أي من عروض البيج فاشل لا تقدر بثمن !
ويتفق عماد حصري ابنة الستة عشر عامًا من الناصرة ، مع الرأي السابق مشيرُا إلى إنه لم يندم ولو للحظة على المدة الزمنية الطويلة ، والتي تجاوزت العام ونصف العام ، من التدريبات والمراجعات الأسبوعية ، ذلك لأن طعم النجاح الذي يتذوقه الممثلون بعد انتهاء كل عرض لا يمكن وصفه !
وأشار عماد إلى أن المسرح كسر حاجز الخوف لديه مرة بعد مرة من التواجد أمام الجمهور إضافة إلى إن التمثيل ساعده على تطوير قدرته على التركيز وهي صفة لم يكن يمتلكها من قبل ..
إن الجهد الذي بذلناه على مدار عام ونصف العام يستحق أن يحصد هذا النجاح الكبير ..
شادي مرعي ، ستة عشر عامًا من المشهد عبر لنا ، هو الآخر ، عن فخره بما حققه ورفاقه مشيرًا إلى إن الجهد الذي بذلوه على مدار عام ونصف العام يستحق أن يحدث هذا الدوي بين الناس ، إضافة إلى أن رسالة العمل هادفة وتشبهنا ، كمجتمع عربي ، إلى حد كبير ..
وعن سبب اختياره الانخراط في مجال التمثيل دون غيره قال : "إنني أعتبر المسرح المنبر الأفضل للتعبير عن ما يدور حولك ، وفي داخلك وأرى إنه المنبر الأكثر تأثيرًا على المتلقي"..
شهد زعبي ابنة الستة عشر عامًا من قرية الناعورة قالت : "لقد انتظمت مع الفرقة عن طريق الصدفة حين أخبرني صديق لي عن مشروع عيش الفن وشجعني على الانخراط في مشروع المسرح هناك ، وبالفعل ، وجدت ارتياحًا كبيرًا في الأجواء الموجودة بيننا مما يحفزنا على التعبير عن كل المشاهد بارتياح وذلك أدى بالطبع إلى أن تنشأ بيننا صداقة جميلة ".
تابعت:" بالرغم من أن "البيج فاشل" ليست تجربتي الأولى على المسرح إلا إنها الأكثر ضخامة ونجاحًا ولهذا فإنني لا أكاد أطيق انتظار انطلاق تحضيراتنا لمشروعنا المسرحي الجديد الذي أتمنى أن ينال نجاحًا جماهيريًا أكبر مما حققناه خلال تجربتنا الأولى معًا" .
محمد موعد ، سبعة عشر عامًا من الناصرة ومحمد مرعي ، ستة عشر عامًا من المشهد اتفقا على أن المسئول في حركة "حق" الشبابيّة محمد بدارنه شكل دافعًا أساسيًا في حثهما على الانضمام للفرقة وتشجيعهما على العطاء فيها ، إلا إن محمد موعد أخبرنا إن المسرح منحه إضافة إلى الشعور بالنجاح ، هدوءًا نفسيًا كبيرًا بعد أن عانى طويلاً من عصبيته الزائدة التي كانت تسبب له المشكلات في الكثير من الأحيان ، موضحًا إن العمل على الخشبة ساعده على تفجير طاقاته بشكل إبداعي .
أما محمد مرعي فقد أكد إنه بات يشعر بثقل وزنه ، المعنوي، في محيطه وهذا الأمر لم يكن يشعر به قبل عرض "البيج فاشل" .
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
אחלה ואחד אבו אלמועד :P
حلوين كثير..الى الأمام