"أنا بخير.. بعدني عايش ..ما متت.." رسالة انتظرتها عائلة مسمار من مدينة نابلس للاطمئنان على ابنها رند (27 عاما) الذي يعمل مهندسا في إحدى الشركات (التركية) التي تعمل في ليبيا.

خمسة أيام منذ انقطاع الاتصال معه بعد توقف جميع وسائل الاتصال في الجماهيرية الليبية نتيجة الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، خمسة أيام وصفتها شقيقته رفا (32 عاما) قائلة 'كنا مرعوبين طيلة هذه الفترة من تلقي خبر سيئ بشأنه'، قالتها وملامح السهر والمرض تبدو على وجهها وجفونها التي لم تر النوم لأيام.

وتتابع رفا 'بعد انقطاع الاتصال معه قبل خمسة أيام، حاولنا مرارا وتكرارا خلالها الوصول إلى أي جهة لمعرفة أية أخبار عنه لكن دون جدوى، إلى أن وصلت رسالة الساعة الثالثة صباحا تخبرنا أنه بخير ولم يمت...'، ولفتت إلى أن عائلتها أصبحت في نابلس ورام الله وعمان تصحو من الساعة الثالثة صباحا تنتظر خبرا للاطمئنان عليه أو الحديث معه عبر الانترنت أو التلفون.

وأوضحت أن شقيقها رند وصل الجماهرية الليبية قبل فترة وجيزة من الأحداث، حيث يعمل مع شركة (تركية) مختصة في مجال البناء والمقاولات، مشيرة إلى أن العائلة كانت تتابع الأحداث في تونس ومصر بدافع عربي وإنساني، 'لكن عند انتقالها إلى ليبيا تقبلنا الخبر كمثله من الأخبار وكنا على قناعة أنه ليس هناك مساس بأي فلسطيني أو أجنبي كون الأمر داخليا وأن من في الميدان هم من يواجهون أدوات القمع فقط، كما حدث في غيرها من البلدان' .

وأردفت قائلة، 'يوم الخميس 17-2-2011 حاولنا الاتصال به كالعادة عن طريق الانترنت أو بالتلفون لكن دون جدوى، واستمرت المحاولات خلال الخمسة أيام الماضية في ظل قلق يرتاب العائلة من أن يكون مستهدفا من قبل ' المرتزقة' الأجانب الذين استخدمهم النظام لقمع المظاهرات وهؤلاء لا يميزون (الليبي عن الفلسطيني عن غيرهما)'.

محاولات الإتصال بالسفارة الفلسطينية في ليبيا باءت بالفشل

وأشارت إلى أن محاولات الاتصال بالسفارة الفلسطينية في ليبيا فشلت بسبب انقطاع الاتصالات، وذلك في ظل تصاعد الهجمة واستخدام الطيران لقصف المدنيين كما سمعنا في وسائل الإعلام، الأمر الذي لم يتوقعه أحد، وتقول: 'نحن فلسطينيون واعتدنا استخدام الطائرات ضدنا من قبل إسرائيل لكن لم نتخيل أن يستخدمها العرب ضد المدنيين من شعوبهم'.

وأضافت 'الأمر تأجج وأصبح الخوف أكبر، بعد سماعنا أنباء عن هجوم عدد من المرتزقه على إحدى الشركات الكورية التي تعمل في مجال المقاولات وقتل من يعمل فيها'.

وتنظر رفا إلى ما يحدث في ليبيا ببالغ الخطورة وخاصة على الجالية الفلسطينية، وتقول 'والديَ في الستينات والسبعينات من أعمارهما ولا يحتملان أية صدمة بهذا الشأن لذلك نحن نتعامل معهم بحذر في إيصال الأخبار لهما'.

يذكر أن وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ، أكد في تصريحات لوسائل الإعلام، أمس الثلاثاء، أن الجانب الفلسطيني تقدم بطلب رسمي للحكومة الإسرائيلية للسماح للفلسطينيين المتواجدين في ليبيا ولا يحملون بطاقة الهوية أو جواز السفر الفلسطيني السماح لهم بالدخول للأراضي الفلسطينية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]