عند تجوالنا في أنحاء مدينتنا الحبيبة حيفا، تنبهنا أكثر من مرة إلى اللافتات المنصوبة على أطراف الطريق، واللغة المستخدمة فيها....
فبحسب معرفتنا المتواضعة للغة العربية ونحوها، لم نسمع يوما عن كلمة عربية جديدة تدعى "ديرخ" أو "سدروت"!!! ولكن على بعض هذه اللافتات، ولسبب ما، استخدمت كلمات كـ"ديرخ" و "سديروت" للتعبير عما هو متعارف عليه باللغة العربية كطريق أو درب وجادة.
ويا للمفارقة، فعلى سبيل المثال، في الشارع ذاته استخدمت على إحدى اللافتات عبارة "جادة روتشيلد"، في حين حملت لاقفته أخرى عبارة "سدروت روتشيلد" بالأحرف العربية. بينما في موقع آخر استخدمت عبارة "ديرخ يافا" للتعبير عن (דרך יפו). فترجمت الكلمة الأولى تعني الطريق أو الدرب، ترجمة مغلوطة، في حين الكلمة الثانية التي تحمل اسم مدينة عربية فلسطينية كتبت بلغة عربية صحيحة وسليمة (وليس يافو على سبيل المثال)!!!
لحسن حظنا، تنبه المسؤولون في بلدية حيفا لأهمية كلمة شارع أخيرا... ففي كل اللافتات التي تحمل اسم شارع معيّن، استخدمت كلمة شارع ترجمة لكلمة "רחוב" العبرية، وهذا يصب في مصلحة السكان العرب.
وللتوضيح فقط، فإن الحديث لا يدور عن التسمية العربية للشوارع، وتغيير أسماء بعضها، والتي حملت في ما مضى أسماء عربية، لأسماء لا تعني شيئا للعرب. ومنها مثلا تغيير اسم شارع البرج إلى "معليه هشحرور" وشارع الجبل الى "هتسيونوت".
مراسلنا رصد وصوّر بعض هذه اللافتات: سدروت هبليام، ديرخ ههجناه، ديرخ ألنبي، ديرخ يافا، سدروت هتسيونوت، سدروت همجينيم، سدروت روتشيلد، سدروت ستيلا ماريس، وغيرها...
هل تعني هذه اللافتات الاستخفاف بالسكان العرب في المدينة؟ الصراحة، إن أي إنسان سوي كان لا بد أن يشعر بالإهانة بعض الشيء، حيث أن أكثر من 20% من موّظفي بلدية حيفا هم من العرب، كما أن نسبة سكان المدينة العرب تتعدى الـ10%.
من جهة أخرى، كان بالإمكان الشعور بالسعادة عند التنبه إلى أن نسبة هذه اللافتات المغلوطة قليلة جدا مقارنة مع بقية اللافتات.
وبكل صراحة، وضع اللافتات في مدينة حيفا أفضل بكثير من وضعها ببقية المدن المختلطة، واللافتات على الشوارع القطرية، حيث تتعمد السلطات الإسرائيلية استخدام الكلمات العبرية للتعبير عن تسمية عربية، مثلا "عكو" بدل عكا، و "نتسيريت" بدل الناصرة، وما شابه...
بلدية حيفا: لا أستخفاف بعقل العربي !
هذا، وقالت الناطقة بلسان بلدية حيفا للمجتمع العربي، سامية عرموش، خلال تعقيبها على الموضوع: "بلدية حيفا لا تستخف عمدا بمشاعر المواطنين العرب أبدا. الحديث يدور عن بعض اللافتات القديمة والتي لم تحتلن بعد. ففي اللافتات التي نُصبت في السنوات الأخيرة، واظبت البلدية على استخدام اللغة العربية السليمة الدقيقة ونحوها الصحيح. سنعمل على حتلنة هذه اللافتات وتغييرها بأسرع وقت ممكن".
[email protected]
أضف تعليق