بعد جهدٍ كبيرٍ وبمبادرة الفنان سعيد أبو شقرة مدير ومؤسسة قاعة الفنون في أم الفحم، وبدعمٍ د. مصطفى كبها، المستشار الأكاديمي للمتحف، إضافة إلى طاقم مؤهَل، وصلَت التحضيرات لإقامة متحفٍ الفن المعاصر في منطقة وادي عارة، إلى مرحلة متقدمة جدًا، ونجحت محاولات التجنيد الحثيثة في إنجاح فكرة المتحف الذي سيحوي مواد هائلة جمعت من أرشيفات البلاد وأخرى شخصية وبريطانية وعثمانية إضافة إلى مقابلات شخصية.

المتحف وانتصار الإرادة

يقول الفنان سعيد أبو شقرة: "ولدت فكرة إقامة متحف من خلال فراغ كبير وصارخ، ووسط نقص هائل في الخبراء والموارد والبنى التحتية، وبدأت صالة العرض الفحماوية تعمل من قلب الوعي والشعور بالمسؤولية تجاه المستقبل لغرض وضع مسار ووجهة، رغم الوسائل الشحيحة والطريق الطويل والصعب".

ويضيف: "منذ وُلدت فكرة المتحف تحولت صالة العرض للفنون إلى نقطة التقاء هامة وأخّاذة بين الثقافات وبين الأشخاص، فورش الإبداع والأيام الدراسية واللقاءات والحوارات في المعرض والندوات ومعارض الفنون الكثيرة وحيّز العرض المتميز جميعها جعلت من المعرض موقعًا مركزيًا في الحياة الثقافية المحلية والدولية".

وأشار أبو شقرة أنّ ذلك يؤكد أن المعرض في طريقه للتحول إلى المتحف العربي الأول للفنون المعاصرة، والذي سيشكل موقع جذب واحتضان وإثراء من شأنه جسر الفجوات بين الناس".

ويقول أبو شقرة: "إنّ إقامة متحف عربي أو أي متحف هو انتصار، المتحف هو عملية تبادر إليها دولة مع إمكانياتها ومع طموحاتها، فما بالك إذا بادر إليه شخص أو جمعية وحققوا إقامته متحف؟، هذا انتصار بحدّ ذاته".

أبو شقرة: المتحف تأكيد على هويتنا الفلسطينية

يقول أبو شقرة: "كانت الطريق وعرة وفيها الكثير من الظلمة، لكن المشيئة والتحديات ستفرض النجاح".

"وأنا لا أبالغ حين أقول ذلك فمسألة جمع المواد وأرشفتها يتطلب منها عملاً شاقًا، لكن عزاءنا أنّ هناك انجازات هائلة، هناك صورٌ ووثائق وتاريخ كاد أن يُمحى فاستطعنا أن نصونه من الضياع".

"المتحف يجمع الهوية والثقافة والحضارة والفن في مكانٍ واحد، وقد استطعنا تجنيد موارد بفضل جهدنا المُضني.

وعن أهمية المتحف للشعب الفلسطيني يقول أبو شقرة: "المتحف بالنسبة لنا بلورة للهوية الفلسطينية، وكل كلمة غير هذه تضعف تعريف المتحف والذاكرة الجماعية والفردية، المتحف يضع بصمة على طاقاتنا وقدرانتا وحضارتنا على امتداد التاريخ، هو جسمٌ ثقافي وامتدادٌ لتاريخنا الذي حفظناه والذي تفتخر به".

د. مصطفى كبها: نحفظ تاريخنا من الزوال

تعتمد إدارة المتحف في ام الفحم في الأساس على د. مصطفى كبها في الاستشارة الأكاديمية، وله دورٌ بارز وواضح في سير العمل وفي دعم الكوادر وفي فحص المواد وحفظ الذاكرة والتاريخ من الزوال.

ويرى د. مصطفى كبها أنّ هناك أهمية كبيرة لإقامة متحف وأرشيف على المستويين المحلي والعام، فمحليًا هناك حاجة ماسة للحفاظ على الذاكرة المحلية، بشرط أن ينضوي هذا العمل في إطار خطة عامة تشمل إقامة متحف عامٍ يحفظ تاريخنا وذاكرتنا.

ويعتبر د. كبها إقامة متحف عربي الأول من نوعه أنه فكرة طليعية وإذا ما تم تنفيذها وفق الخطة المرسومة فإنّ المتحف سيشكل نموذجًا سيتمّ الاستفادة منه في سائر الأماكن.

عن الأرشيف يحدثنا د. كبها: "سيشمل المتحف أرشيفًا يحفظ الصور، الوثائق المكتوبة والمقابلات الشفوية، الأمر الذي تطلّب طاقات كبيرة من التنظيم وتأهيل الكوادر وتجنيد الموارد، ما يعني أنّ مشروعًا متكاملاً سنراه قريبًا. وما كان الأمر ليتم بدون الحاجة الى لجنة توجيه مسؤولة عن المشروع وعن استغلال الخبرات الكافية اللازمة، علمًا أنّ تأهيل طاقم العاملين استغرق عامًا كاملاً حتى حصلوا على شهادة عملية، من الجامعة المفتوحة".

السفير الفرنسي يتابع ما يجري من تحضيرات في ام الفحم

يذكر انّ السفير الفرنسي كريستوف بيجو كان قد زار صالة العرض للفنون في ام الفحم، والتقى بمدير ومؤسسة الصالة، الفنان سعيد أبو شقرة،  ورافقه عدد من الموظفين في السفارة بهدف الاطلاع على آخر المستجدات في مشروع المتحف التاريخي في ام الفحم وتقديم الدعم والمساعدات لانشائه.

وحضر الاستقبال نائب رئيس بلدية ام الفحم مصطفى غليون والعديد من الشخصيات الفنية والتربوية من مدينة ام الفحم .

ومن جهته شكر ابو شقرة السفارة الفرنسية، على دعمه السخي لإنجاح المشروع.

من جانبه هنأ السفير الفرنسي كريستوف بيجو سعيد ابو شقرة ومدينة ام الفحم على هذه الروح والعطاء والعمل في سبيل التطور والتقدم معربا عن أمله ان يكون للسفارة الفرنسية ولدولة فرنسا دور اساسي ومركزي في اخراج مشروع اقامة متحف ام الفحم الى حيز التفيذ مشيرا الى اهمية التعاون ما بين البلدين في مختلف مجالات ونواحي الحياة , بما في ذلك تعزيز علاقات التوأمة بين مدينة ام الفحم والمدن الفرنسية .

ووعد السفير الفرنسي في التدخل المباشر في سبيل رصد جميع القوى والامكانيات لدعم مشروع اقامة متحف مدينة ام الفحم من خلال جميع اقسام السفارة الفرنسية..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]