مأساة كبيرة تلك التي حلت ليس فقط بالشاب صابر أبو صيام الذي فقد ابنه قيس ( 16.5 عاما )،بل بالنقب بأسره، جريمة قتل نكراء خطط لها مسبقا نفذت مع سابق الإصرار والترصد، وهم هم القتلة؟ إنهم طلاب نفس المدرسة التي يتعلم بها المأسوف على شبابه، مدرسة عهد للعلوم، دخلها هؤلاء الطلاب كونهم من المتفوقين، ولكن ما خبأه الزمن وأصبح جليا أنهم ليسوا إلا قتلة خططوا ودبروا جريمتهم ليس لذنب اقترفه الفتى قيس، بل لأنه أفضل منهم، غيرة عمياء دفعت فتيان في ريعان عمرهم لاقتراف جريمة بشعة اهتزت لها مشاعر الجميع، وبحق من يا ترى ؟ لقد اعتبرهم قيس رحمه الله أصدقاء له، وحين رن هاتفه في اتصال الغدر والخيانه لحظة أن طلبوا منه أن يرافقهم ، لم يتردد لأنه اعتبر أنهم زملاء له على مقاعد الدراسة.

هذا وتوافدت جماهير النقب إلى بيت والد الفتى لتقديم واجب العزاء كان من بينهم مراسل موقع بكرا. بعد تقديم واجب العزاء التقينا بوالد الفتى المغدور الشاب صابر أبو صيام،( 37 عاما ) فوجدناه صابرا حقا على ابتلاء رب العالمين، وجدنا فيه الأب الذي يعدد مناقب ابنه الفقيد بكل فخر وكأنه ما زال حيا يرزق ، كيف لا فهو ابنه الذي رباه على الفضيلة وعبادة الله ومد يد العون للغير .

مونولوج تقشعر له الأبدان مع والد الفقيد الفتى قيس صابر أبو صيام :" عدت كعادتي في ساعات المساء وجلسنا لنأكل طعام العشاء، فسالت أين قيس ؟ فقالوا لي انه في المسجد، بعد خروجه من المسجد توجه برفقة ابن عمه إلى القاعة الرياضية ولكنه لم يدخل إليها بل انتظر في الخارج.

تفاصيل جريمة القتل المروعة

وأضاف الشاب صابر:" اتصل به القتلة على هاتفه الجوال وطلبوا منه أن يصطحبهم وفي الطريق توقف احدهم لسبب ما ثم قام زميله الثاني بطعن ابني في رقبته".

ويتابع الشاب صابر حديثه وهو يحبس دموعه في عينيه:" لقد قاوم ابني قتلته ولكنهم غلبوه وتعاونوا عليه فهم اثنان، أجهزوا عليه بالسكين وضربوه بالحجارة على رأسه، حتى أن علامات مقاومته لهم ظاهرة عليهم".

لقد عاد القتلة إلى بيوتهم واستبدلوا ثيابهم ثم عادوا ليكملوا جريمتهم حيث قاموا بحرق جثة قيس بواسطة استخدام الأطر المطاطية.

ووجه الوالد الثاكل صابر أبو صيام كلمة لأهل القتلة :" هذا ما زرعتموه وهذا ما حصدتم، لم تربوا أبناءكم بل انهمكتم في إنجابهم ليكونوا عزوة لكم في المستقبل، أنجبتم للشجارات فقط، بئس ما ربيتم ".

وحول الفقيد ابنه الفتى قيس أبو صيام قال الأب الثاكل :" لقد كان ابني أعلى بدرجات من قتلته، مرتبته عالية، فتى ممتاز وخلوق، واظب على أداء فرائض الإسلام ، صام وصلى، لم يقبل أن يجار على احد، كان طموحا أحب الحياة والتعليم، كانت رغبته أن يكون بيطريا في المستقبل".

وأنهى الأب الثاكل ودموعه في عينيه :" ابني تفكيره حسن ، خسارة كبيرة ليس لي فقط بل للمجتمع كله، إنا لله وإنا إليه راجعون ". 

 روابط متعلقة:

مقتل الشاب قيس أبو صيام: الشرطة تعتقل سيدة للاشتباه بمشاركتها بالجريمة

رهط: قاصران يعترفان بقتل وحرق قيس ابو صيام

مركزية بئر السبع تمدد اعتقال سيدة بشبهة قتل الشاب قيس ابو صيام!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]