حشرات؛ روائح كريهة؛ آفات صحية وأضرار خطيرة، في حي "الرأس الكناعنة" في عرابة. هذا الواقع يعيشه أهالي الحي منذ أكثر من خمسة عشر عاما بسبب عدم ربطهم بشبكة الصرف الصحي، حيث أن الشبكة القديمة أصبحت لا تلبي حاجيات البيوت، ومنذ سنوات طويلة توجه الأهالي إلى الجهات ذات الصلة من مجالس محلية ومؤسسات لتتدخل وحل الأزمة إلا أنهم لم يلقوا آذانا صاغية.
يوسف رافع كناعنة لديه أبناء قد تزوجوا وحتى الآن لم تربط بيوتهم بالصرف الصحي، علمًا ان البيوت كلها مرخصة وبالتالي يجب مدها بشبكة مياه الصرف الصحي. حديثًا قاموا في عائلة كناعنة بمد أنابيب لتصريف المياه إلى الأراضي الزراعية المجاورة لكن تبقى الروائح الكريهة مع كل نسمة هواء. وأيضا، احد أبنائه أصيب مؤخرًا بمرض السرطان، وبعد تحسّن حالته تم نقله إلى المنزل لاستكمال العلاج والنقاهة، لكن وبسبب المكارة البيئية تراجعت حالة الابن وتوفي متأثرًا بجراحه.
وفي حديث مع يوسف كناعنة قال لمراسلنا:" رغم أن بيوتنا حتى الآن لم تربط بالصرف الصحي، علما أن كل رئيس مجلس محلي او مرشح بالانتخابات يزور الحي ويطلق الوعودات كالعادة، ينسى الحي حتى موعد الانتخابات القادمة، ليبقى الوضع كما هو عليه، بل ان الانكى من ذلك ان تقوم الجباية بمطالبتنا بتسديد ديون وضرائب الصرف الصحي، فيقومون بالحجز على الحسابات والممتلكات باستمرار..."
احمد رافع كناعنة احد سكان الحي قال لمراسلنا ان الأهالي نجحوا مؤخرًا بعد ضغوطات مستمرة ببدء العمل بمشروع مد شبكة الصرف الصحي من جديد، فقمنا بالمساهمة بدفع التكاليف حيث دفعت كل عائلة مبلغ 15 ألف شاقل للمساهمة في انجاز المشروع العالق منذ 15 عامًا. ويتابع: " إلا أننا علقنا بين المطرقة والسندان، فبعد ان تم نشر عطاء من قبل مجلس عرابة المحلي وفاز به احد المقاولين وبدأ العمل، تم نقل السلطة على المياه والصرف الصحي من المجلس المحلي إلى جمعية المياه في سخنين ليتم مجددًا ايقاف عمل المقاول وإلغاء المناقصة".
وأضاف أحمد: نحن نطالب بالعمل على إيجاد حل سريع للمعاناة فلا يعقل انه في عام 2011 ان تبقى بيوت غير مربوطة بمياه الصرف الصحي ولا يستطيع الأهالي الجلوس في بيوتهم من الروائح الكريهة عدا عن الحشرات والأوساخ، ولا يعقل ان تفيض المياه العادمة في كل شتاء على بيوتنا.
تعقيب مجلس عرابة...الموضوع بيد جمعية المياه
مراسلنا توجه إلى مجلس عرابة المحلي والتقى بالرئيس عمر نصار الذي بدوره حضر إلى الحي وأشار إلى أن المجلس المحلي عمل منذ توليه السلطة بالعمل بالمشروع، فتم فحص إمكانية إيصال البيوت بخط تصريف قريب من الحي الا انه وبسبب التركيبة الجغرافية العالية للمنطقة تعذّر ذلك فتم العمل على تخصيص ميزانية لمد الحي بشبكة صرف صحي، وبعد أن أنجز ما يقارب 25% من المشروع، تم نقل صلاحيات المياه والصرف الصحي من المجلس المحلي إلى جمعية المياه في سخنين وتعذّر إكمال المشروع مؤكدا انه يجب العمل على حل ازمة الحي المستمرة.
هذا وحاول مراسلنا الحصول على تعقيب من جمعية المياه إلا أنه تعذّر ذلك وعُلم أنه وبعد المشاورات في أعقاب التقرير، كانت هنالك جلسة بين أطراف القضية ومن المقرر متابعة العمل على المشروع.
[email protected]
أضف تعليق