لا يوهمكم العنوان، فالحديث لا يدور عن مزبلة لطائفة السالزيان في مدينة حيفا….إنما عن "مزبلة" تطوّرت ونشأت في شارع السالزيان في المدينة، والذي يقع في حي البلد التحتا، بجانب مدرسة الكرمل الثانوية.
لا بد أن أحدا لا يرغب بأن يرى بمحاذاة منزله "مزبلة"، كما قال احد الجيران، ولا أن يرى المدمنين على المخدرات يتعاطونها في موقع يمر به كل يوم أولاده… ولا أن يتحوّل المكان المهمل، الى "مضبّة" لكل من هبّ ودبّ ليسكن في هذا المنزل المهجور ويعمل به ما يحلو له!!!!
الجيران من جهتهم ضاقوا ذرعا، ولم يعد بامكانهم احتمال الوضع على ما هو، فيقول أحدهم: "الوضع بات لا يطاق… كل يوم والثاني ترى المدمنين على المخدرات يدخلون هذا المنزل المهجور، يعملون "عمايلهم"، يبوّلون، يحتسون الخمور، يتعاطون المخدرات، وغير ذلك".
النفايات تفترش الأرض
عندما تدخل هذا المنزل المهجور، ترحّب بك علبة من الواقيات الذكرية المستعملة (كوندوم)، كومة من الأخشاب والنفايات المرمية في كل صوب وتفترش الأرض افتراشا… عدد من الفرشات والكنبات موجودة في الغرف الداخلية، والتي بالامكان أن تعثر عليها بقايا أدوات استخدام السموم، ورق الألومنيوم الذي يستخدم لاحراق بعض أنواع المخدرات، مرمي بعد ان انتهى اصحابه من استعماله، في أنحاء المنزل. وهذا عدا عن الجدران المحروقة والأثاث المحترقة والمواد البلاستيكية المحترقة.
بالنسبة لاحدى الشابات التي تسكن في على مقربة مع أفراد عائلتها تحوّل المكان الى "مزبلة السالزيان"!!! وتؤكد أنها باتت تخاف على أولادها الذين يمرون بالقرب من هذا المنزل المهجور عند عودتهن الى البيت من المدرسة او من عند جدّتهم، وتقول "لم يعد المكان آمنا بتاتا"!!!
العديد من الأشخاص يدعون أنهم اشتروا المنزل
القصة تبدأ قبل عشرين عاما تقريبا، كما يحدثنا أحد الجيران والذي يقطن في الحي منذ عشرات السنين، فيقول: "كان يسكن هنا قبل حوالي عشرين عاما، زوج من المسنين. الزوج توفيّ، فبقيت الزوجة تسكن المنزل لوحدها، شقيقتها كانت تصل أحيانا من الناصرة وتقيم معها بين الفينة والأخرى، وكانت هي تزور أختها في الناصرة أحيانا. في احدى المرات التي كانت بها في الناصرة، وصل شخص ما وكسر القفل ودخل المنزل وسرق ما كان في البيت من أموال. اتصلنا بأبنائها وأعلمناهم أن احدهم اقتحم منزل والدتهم، فجاؤوا وغيّروا القفل. اشتكت هذه المسنة لشركة عميدار، صاحبة الملك، فعرّفها أحد الموظفين في شركة عميدار في حينه على امرأة يهودية لتشتري منها المنزل، ولكن كان شرطها أولا أن تشتريه كطابو من العميدار، وهذا ما كان فساعدتها على حد علمي، على شراء المنزل كطابو، وباعته للمرأة اليهودية فيما بعد كملك خاص وانتقلت للسكن في الناصرة. هذه المرأة قامت بتأجير المنزل لفتيات كن يدرسن في جامعة حيفا. بعد فترة وصل شابان وقالا أنهما اشتريا المنزل، وأنهما يملكان صقوك الملك، وطلبوا أن أمدهم بالكهرباء، بالطبع لن نرضخ لطلباتهم. بعد فترة ما، وصل شابان قالا أنهما من الجش وأنهما اشتريا المنزل وأنه بحوزتهما وثائق شراء المنزل".
ويؤكد أنه حتى الآن لا يعرف من هو صاحب المنزل بالفعل، فقال: "العديد من الأشخاص يدعون أنهم اشتروا المنزل، وهناك محاكم بينهم على ما يبدو حول حقوق الملك للمنزل المذكور… ولحين انتهاء المحاكم البيت ما زال مهجورا ومهملا… لم نعد نعرف من هو صاحب الملك الحقيقي لهذا المنزل".
حي السلزيان يشهد عمرانًا حديثًا
في شارع السالزيان، وخصوصا في السنوات الأخيرة، يشهد هذا القسم من الحي انتفاضة بنائية، فأصحاب المنازل في الحي يهتمون بها، يحافظون عليها، ويرممونها. فإذا كان الشارع في الماضي مهملا، هو اليوم حي يتمنى المرأ أن يسكن به، العلاقات الطيبة تجمع الجيران، لا مضايقات من قبل الجيران، والمنازل فيه باتت مرممة، خصوصا تلك التي هي أحادية الطابق وذات الساحات، والتي يتمنى كل شخص أن يمتلك منزلا كهذا.
فالطابق العلوي من المنزل المذكور، في شارع السالزيان 21، اشتراه محام من كفر سميع قبل بضعة أعوام، رممه، وأغلقه، لحين يأتي من يسكنه، أو ليقرر الانتقال اليه فيما بعد.
مشبوهون اقتحموا المكان وسكنوه...وأين رئيس البلدية
ويضيف جار مفسرًا ما آل اليه المنزل قائلا: "المحل تحوّل الى بؤرة مخدرات وسموم…. أشخاص مشبوهون اقتحموا المكان وسكنوه، يأتون يبوّلون فيه، يتعاطون المخدرات، وغير ذلك".
ويقول آخروهو مسن يقطن بمقربة من هذا المنزل المهجور: "أنا مسن، أسكن هنا وحدي، من المعقول أن يأتي هؤلاء المخالفين ويعتدوا علي لأمر في نفس يعقوب".
بينما تقول احدى الجارات: "توجهت أكثر من مرة لأحد مراقبي البلدية، ليهتم في الموضوع ولكن لم يصلنا اي رد. هذا المكان رائع وبامكانه أن يكون منزلا جميلا جدا لو يتم ترميمه، ولكن الاهمال حوّله الى مزبلة… نحن ندفع ضريبة المسكن (أرنونا) مثلنا مثل بقية سكان المدينة، ونحن نهتم بالحي ونرعاه… ولكن لا يمكن ان تجد مكانا كهذا في الكرمل مثلا، فهناك سرعان ما يعالجون الأمر، ولكن هنا قد تختلف القصة. أريد أن أسأل رئيس البلدية اذا كان ليقبل أن يمر أولاده بمقربة من مكان كهذا؟؟ ماذا كان ليقول لو حدث أمر ما لأحد أبناءه جراء الاهمال من قبل البلدية"؟؟!؟!
ويضيف جار آخر: "نحن نتحمل الازعاج والضجيج من المصالح في الحي، تعوّدنا على ذلك، ولكن هذا الازعاج لم يعد بامكاننا احتماله بعد الآن!!! لن نقبل أن نعيش بالقرف و"القلاعيط"!!! تفاحة خربانة قد تخرّب كل التفاحات في الصندوق"!!!!
وما هو المطلوب من بلدية حيفا؟ يقول سكان الحي: "المطلوب هو أن ينظّفوا المكان ويغلقوه كليا لحين تحسم قضية الملكية على هذا المنزل"….
تعقيب البلدية: بلدية حيفا تتخذ إجراءات قانونية ضد صاحب العقار
هذا وتوجه مراسلنا إلى بلدية حيفا للحصول على تعقيب فقد وصلنا التعقيب التالي: وفقا لتوجهك الينا وبعد فحص الامور على ارض الواقع تبين ان بلدية حيفا تتخذ إجراءات قانونية ضد صاحب العقار إضافة إلى إصدار مخالفات بحقه .
اما فيما يتعلق بالقسيمة 41 حوض 11363 تبين ان الساحة تابعة لدائرة اراضي اسرائيل حيث ارسلت لهم رسالة تنص على تنظيف النفايات والخردة”.
[email protected]
أضف تعليق