مما لا شك فيه أن هناك خطط مبيتة منذ ما يزيد عن 150 سنة لضرب الوجود المسيحي في الشرق ، وهذا مشروع مدروس لتفكيك مجتمعاتنا العربية إلى ملل وطوائف ، فعلى سبيل المثال إبان الحرب الأهلية في عام ( العهد العثماني )1860اقترح القنصل الأمريكي في بيروت آنذاك تهجير المسيحيين من لبنان بسبب المشاكل التي عانت منها الطائفة خلال هذه الحرب وما يجري في هذه الفترة في بعض الدول العربية هو استمرار لهذا النهج ، فالولايات المتحدة التي تتغنى بالديموقراطية وتدعي انها تسعى الى تسويقها لبلاد الشرق جلبت علينا الويلات والاحتلال الأمريكي للعراق اصدق مثال على تهجير المسيحيين من الشرق فالولايات المتحدة ومن اجل ان تحكم سيطرتها على العراق عملت على تأجيج الصراع الطائفي هناك وبسبب ذلك نزح غالبية المسيحيين من العراق والذين كانوا يشكلون نسبة 25 % من سكان العراق .
طائفة الروم الأرثوذكس لعبت دورا وطنيا على مدى التاريخ وخلال فترة الصراع مع الصهيونية في الدفاع عن الأوقاف المسيحيةوالتي تدار من خلال البطركية الاورثوذكسية في القدس أم الكنائس .
الأوقاف الاورثذكسية كانت منذ عشرات السنين محط اطماع الطامعين إن لم يكن منذ قرون ،في القرن الماضي كانت هناك عدة صفقات عانت من خلالها الطائفة الأرثوذكسية في سائر فلسطين وبلاد المشرق ، واخطر هذه الصفقات كانت في الفترة الأخيرة وهي صفقة باب الخليل في القدس ،حيث استطاعت منظمة " عطيرت كوهنيم الصهيونية " أن تعقد شبه صفقة مع شخص يدعى باباديموس والذي كانت في يده وكالة دورية من البطرك(المخلوع ) ايرينيوس...
مراسل بكرا التقى بالدكتور خليل اندراوس عضو قيادة المؤتمر الوطني الاورثوذكسي في الأراضي المقدسة ورئيس المجلس الملي في كفر ياسيف وحاوره حول المواضيع انفة الذكر.

بكرا : كنت سكرتيرا للجنة المؤتمر الاورثوذكسي في البلاد وممثلا عن كفر ياسيف حيث كنت رئيس المجلس الملي في البلدة ، عندما تفجرت قضية باب الخليل 2007 حدثنا عن هذه التجربة ؟
اندراوس : لو تمت هذه الصفقة وتمت سيطرة منظمة " عطيرت كوهانيم " على منطقة باب الخليل ( ساحة عمر بن الخطاب ) لتم تهويد القدس الشرقية بالكامل .
في هذه الأثناء انتفضت طائفة الروم الاورثوذكس ضد هذا الراهب المفسد (ايرينيوس )الذي تخلى عن مسؤولياته الروحية والكنسية من خلال إعطاء وكالة دورية مطلقة للمدعو باباديموس والذي هرب بعد ذلك وهو مطلوب للعدالة في اليونان لغاية الآن ولا يعلم مكان وجوده كونه محمي من بعض الجهات ويبدو أن على رأسها (إسرائيل ).
في ذلك الوقت كان لي لقاء مع البطرك الحالي ثيوفيلوس وبصفتي سكرتيرا للجنة التنفيذية قلت لغبطته :احمل أيديولوجية معينة وأنت تعلم ذلك ووجودي هنا من اجل الدفاع عن الوجود المسيحي والأوقاف الأرثوذكسية وأريد أن اتاكد من موقفك لأنني طعنت في الظهر عدة مرات ؟!! فأجابني البطرك : لن انكسر لان قضية الكنيسة والأوقاف في نظري هي قضية وطنية وعادلة ...

بكرا : ما هو شكل العلاقة بينكم وبين البطريركية اليوم ؟
اندراوس : نحن نعيش مرحلة جديدة من التعاون بين بطركية الروم الاورثوذكس وعلى رأسها البطرك ثيوفولوس والطائفة داخل البلاد ، بالنسبة لنا هذه قضية وطنية وسنعمل على الحفاظ على العقارات المسيحية لهذه الطائفة وعلى الوجود المسيحي في الشرق ككل ، الوجود المسيحي في الشرق هو شيئ مشترك لنا جميعا لأننا ننحدر من ثقافة وحضارة واحدة وهي ثقافة تقبل الآخر والمطلوب منا العمل سوية كرعية وككنيسة للحفاظ على وجودنا في هذا الوطن .

بكرا : هناك من يحاول دائما ضرب اسافين بين ابناء الشعب الواحد مسلمين ومسيحيين؟
اندراوس :معركتنا واحدة كمسيحيين ومسلمين وقد صرحت بذلك في مؤتمر رودوس بالنيابة عن البطرك ثيوفولوس حيث قلت : نحن نعاني من الاضطهاد والتمييز والقدس تنزف دما ، الأقصى في خطر والقيامة في خطر ،معركتنا مسيحيين ومسلمين على القدس ضد الطغاة يجب أن تستمر ولن تتوج معركتنا بالنصر إلا حين تصبح القدس عاصمة فلسطين الأبدية كما قال المرحوم أبو عمار، شاء من شاء وآبى من أبى

بكرا : ما مدى صحة ما نشر مؤخرا عن وجود ايرينيوس رهين الحبس الكنسي ؟
اندراوس : البطرك السابق ايرينيوس خان الأمانة وهو الآن في عزلة وهو مطلوب للعدالة أمام القضاء في اليونان بسبب صفقاته مع هذه المنظمات الصهيونية ، من يريد أن يدافع عن قضايا وطنية عليه أن يبحث عن مكتب آخر وليس في مكتب يجمعه مع منظمة (ايباك الصهيونية ) في القدس ، هذا البطرك لم يقف عند هذا الحد بل ذهب بعيدا بعد أن رفع قضية إلى جانب منظمة (عطيرت كوهانيم ) ضد البطرك الحالي ثيوفيلوس الذي اعترفت به السلطة الوطنية الفلسطينية والأردن والاتحاد الأوروبي وروسيا والفاتيكان واليونان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]