قبل نحو شهر ونصف وقع خبر مقتل الشاب جمال كيوان من مجد الكروم على أسرته وقع الصاعقة.
لم يصدق احد في البداية هذا الخبر. جمال كيوان، هذا الشاب التي لم تفارق البسمة محياه، كان دائم الحركة وخفيف الظل كما عرفه أهله وأصدقائه، حتى انّ البعض قال عنه انه كان "رجل البيت " رغم انه الأصغر سنا بين إخوته التسعة ، كان يعمل في الجنوب في الترميمات ويعود إلى قريته وأهله في نهاية الأسبوع.
وللتذكير فقط فجمال لاقى حتفه حين قتل بدم بارد في نهريا على خلفية عنصرية!!!مراسل بكرا التقى بالوالدة أم حسن وشقيقه وسام ليستذكرا ذلك اليوم المشؤوم وتبعات القضية في المحاكم ...
ام حسن: جمال ما دخل البيت بيدين خاويتين!
عنه تتحدث والدته أم حسن لموقع "بكرا" قائلة: لم يحدث يومًا أن عاد جمال إلى البيت دون أن يحمل شيئًا.
وتضيف أم جمال وتسبقها دموعها بالتعبير عن الحزن: أيام صعبة تمر علينا منذ رحيل جمال ... أحيانا أكاد أصدق نفسي وأتخيل انه يتحدث إلي .. لقد فقدت العالم كله بفقدان حبيبي وقرة عيني ..لقد كان حنونًا ومحبًا جدًا .. لقد فقدت ابني وحبيبي نتيجة المكر والدهاء لأحد المجرمين العنصريين من نهريا ..
أم حسن تتنهد ولا تنجح في حبس دموعها وكأن لسان حالها يقول قول الشاعر:
خرجت إليه الأم، أين غدى ولدي !! ألا يأتي فألقاه.
تتابع أم حسن وتقول : في كل يوم خميس اذهب للقاء حبيبي فأجده يرقد بسلام تحت الثرى فأتلوا عليه فاتحة الكتاب وأتحدث إليه وهو يسمعني دون شك ... أشكو له عذابي وعلتي وكبر سني ..
وتضيف قائلة: كنت دائمة السؤال عنه ، كنت لحوحة مع إخوته حين كانت تمر الدقائق والساعات موعد عودته من العمل في الجنوب .. اتصلوا بجمال .. هل غادر تل أبيب .. أين هو الآن .. كان لقاءه حلوًا .. بالرغم من مسافة الطريق وتعبه الجسماني إلا انه كان يهرول إلي راكضًا ويعانقني وكأنه غاب عني الدهر بأكمله .. كان ينوي الزواج هذا العام .....لكن القدر قطف لي هذه الزهرة ..
وسام...حتى الآن لا نعرف مجريات التحقيق !!!
اما وسام كيوان، شقيق المرحوم، فيقول لنا : قبل فترة قصيرة مددت المحكمة اعتقال المتهم من نهريا حتى نهاية الاجراءات القانونية ، لغاية الآن لم تطلعنا النيابة العامة على مجريات التحقيق ، ومن حقنا معرفة نتائج التحقيق ، نحن نعلم أن هناك أدلة تدين المتهم في القتل بسبق الإصرار والترصد، لا يوجد أي سبب لمقتل أخي والسبب الوحيد هو على خلفية عنصرية ،
مراسل بكرا يتسائل حول وجود رفيقيه معه ليلة الحادث واحدهم قريبه من قرية أخرى ، فيجيب وسام قائلا :من منطلق مجرى التحقيقات لا يمكننا التحقيق والضغط على (القريب ) ، هذا الشخص يلتزم الصمت ولا ينبس ببت شفه !! لقد قمنا بطرده من منزلنا اثر الحادث .
وعن رفيقه الآخر (مجد الكروم ) يقول وسام : لقد تحدثنا معه في الأمر عدة مرات وتأكدنا أن الشاب كان يغط في النوم ساعة الحادث ولا يعلم شيئا في الحقيقة ، نعيش في دوامة وكنا نتمنى معرفة الحقيقة ليرتاح بالنا قليلا ، مما لا شك فيه أن أخي قتل مغدورا وبدم بارد وهناك عدة ملابسات في القضية غير واضحة ونعتقد أن الأيام كفيلة بكشف هذه الملابسات ...
أم حسن تقاطعنا وتقول : لا اصدق بتاتا أن شخصا واحدا قتل ابني لأنه لا يستطيع أي رجل لوحده قتل جمال نظرا لبنيته الجسمانية القوية !!
وعن علاقة وسام بشقيقه المرحوم قال: كان الأصغر سنا بيننا وكانت تربطني به علاقة قوية جدا ، كان دائما يطلب مني المشورة وخاصة في الأمور المالية ،لقد أنهى جمال الصف الثاني عشر وخرج إلى سوق العمل في الترميمات ، لقد أحبه كل من حوله لأنه كان خفيف الظل والبسمة لا تفارقه أبدا.
ويتابع وسام : في الفترة الأخيرة تلقيت عدة اتصالات ومن خلالها كان المتصل يقول انه من وسائل الإعلام المسموعة وكان يسأل هل ستنتقمون في حال استطعتم ذلك !!؟، أنا متأكد أن هؤلاء المتصلون ليسوا من وسائل الإعلام إنما هم مشبوهين !!
وانهي حديثه قائلا: من جهتنا سنتابع القضية بكل إمكانياتنا ونحن قمنا بتوكيل هذه المهمة إلى المحامي رشاد سليم ليتابع وليلاحق سير القضية في المحاكم.
المحامي رشاد سليم: المتهم قال "لا مكان للعرب هنا"
المحامي رشاد سليم، الموكل من طرف العائلة للإشراف على الإجراء الجنائي للقضية، قال لموقع بكرا : بناء على لائحة الاتهام يتبين انه في تاريخ 18/12/2010 ، وفي ساعة متأخرة من الليل وصل المرحوم مع رفيقيه إلى حارة المتهم وهناك التقوا به ودار نقاش حاد بين المرحوم وبين المتهم وقد تفوه المتهم، وقال : لا يوجد مكان للعرب هنا !! وعبارة أخرى نطق بها المتهم "سأقوم بحرقك " وتابع المتهم صراخه حيث قال للمرحوم " إن كنت رجلا حقيقيا انتظرني هنا "، المتهم غاب لبضع دقائق وعاد يحمل سكينا وقضيبا من الحديد وانهال على المرحوم ضربا ومن ثم طعنه عدة طعنات في أعلى الصدر حيث لاقى حتفه بعد عدة دقائق.
وأضاف المحامي سليم :للتأثير بكل قدراتنا حتى ينال المتهم أقصى العقوبات التي يستحقها. من واجبنا الوقوف مشرفين على الاجراءات القانونية منعا من أي تهاون ربما يحدث في هذه القضية لصالح المتهم ومن جهة أخرى
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
الله يرحمو ويصبر اهلو
العنصرية في هاي البلاد لم تعد تطاق والله يعينا