العابر على شارع الشاطئ حيفا – تل أبيب تتجلى أمام عينيه منهجية التمييز العنصري لمؤسسات هذه الدولة ضد المواطنين العرب بأبشع صورها لدى وصوله إلى قرية جسر الزرقاء !! قرية بدون مداخل أو مخارج إلى الشارع الرئيسي ، بينما وعلى الشارع نفسه تتواجد العديد من المداخل والمخارج لمدن ومستوطنات يهودية ( زخرون يعقوب ، غفعات أولغا ، نتانيا وهرتسليا ) ،هذا المثال الحي من التمييز العنصري (في جسر الزرقاء ) تحاول مؤسسات التخطيط في الدولة برمجته على ارض الواقع في منطقة الشاغور ،في الأسبوع الأخير تسلمت السلطات المحلية في الشاغور ، مجد الكروم ، البعنة ، دير الأسد ونحف خريطة من ماعتس تحمل رقم ( ت.ت.ل.17 ) وتعني خريطة البنى التحتية 17 ،ماهية هذه الخريطة تعني تغييرات المفارق الموجودة على شارع 85 والمحاذي للقرى الأربعة المذكورة ، هذه الخريطة مرفقة مع رسالة من ماعتس وتطالب من خلالها السلطات المحلية في المنطقة بالإشارة إلى البنى التحتية التابعة لهذه المجالس !!

هذه الخريطة الجديدة تأتي منافية لكل الاتفاقيات والقرارات السابقة التي اتخذت من خلال عدة جلسات مع ماعتس ، النقاط الهامة التي جاءت في التخطيط الجديد ما يلي :
*إغلاق تام لمدخلي قرية مجد الكروم الغربي والشرقي
*نقل مدخل البعنة – دير الأسد من موقعه الحالي إلى الشرق بنحو 400 متر ليتصل مباشرة مع مفرق كرمئيل – مسغاف وهذا يعني اقتطاع عشرات الدونمات من أراضي العنة
*إقامة مفرق جديد في مجد الكروم عند المدخل المؤدي إلى حي "ذيل المسيل "والذي سيشكل المنفذ الوحيد للقرية
*إقامة مفرق جديد في منطقة مدخل مستوطنتي جيلون وتسوريت غرب مجد الكروم وغير مربوط بأي طريق إلى الحي الغربي من القرية
*في التخطيط الجديد لا يوجد أي طريق (خدمة )في طرفي القرية شرقا وغربا ما عدا طريق قصير 200 متر يربط بين المفرق الجديد ومحطة باز للوقود ...

من الواضح تماما أن التخطيط الجديد من شأنه خنق قرية مجد الكروم حيث تنحصر مداخلها ومخارجها في مكان واحد رغم انه يمكن إبقاء المداخل الموجودة حاليا في مكانها ، من جهة أخرى التخطيط الجديد يعني قطع أو تقليص التواصل وإمكانيات الوصول من الشارع السريع إلى القرية مما سيشكل ضربة قاصمة لإمكانيات التطور الاقتصادي في منطقة ما " بين الشارعين القديم والجديد "، إضافة لذلك فان التخطيط الجديد يخلق صعوبات أمام أهالي القرية في عملية الدخول والخروج من البلدة وخاصة سكان الأحياء الشرقية والغربية.

يوم أول أمس جرى اجتماع تنسيقي في مكتب المخطط إيهاب فاهوم في حيفا وحضره كل من رئيسي المجالس مجد الكروم والبعنة ، مهندسي المجلسين ، راجح بدران ممثل الجمهور ، موشيه سودري صاحب محطة وقود باز ومحمد خطيب عضو مجلس مجد الكروم.

وقد تم الاتفاق على النقاط التالية :

*تحضير ورقة مطالب تشمل على مقترحات التي قدمها رئيس المجلس المحلي في مجد الكروم محمد مناع أبو العز حول الخارطة الجديدة ويقوم على ذلك المخطط فاهوم ومن ثم يحولها إلى المجالس في المنطقة .

*تقوم المجالس المحلية رؤساء وآخرون بالضغط بكل الوسائل المتاحة لعقد جلسة طارئة مع ماعتس من اجل طرح الملاحظات والاعتراضات والمقترحات قبيل اتخاذ القرار النهائي بتنفيذ المخطط
* يتم فحص التوجه للقضاء لمنع المصادقة على هذا المخطط.

عضو المجلس المحلي في مجد الكروم محمد خطيب قال لمراسل بكرا :قمت بتوجيه رسالة للوزارات المعنية ولعدد كبير من أعضاء الكنيست لاطلاعهم على هذا المخطط الذي من شأنه أن يجعل من قرية مجد الكروم ( معسكرا مغلقا ) موضحا أن التخطيط لا يهدف إلا إلى خنق القرية علما أن المداخل الحالية لا تتعارض مع وجود الشارع الجديد وهناك عدة أمثلة على ذلك في البلاد ....مراسل بكرا التقى برئيسي مجالس مجد الكروم والبعنة ...

عباس تيتي أبو محمد رئيس مجلس البعنة :السبب الرئيس في اعتراضنا على المخطط هو مصلحة قرانا الثلاث وكيفية المحافظة على ما تبقى من ارض الآباء والأجداد ..كان بإمكان المخططين نقل مفرق البعنة – دير الأسد أكثر شرقا ليمر في أراضي دائرة أراضي إسرائيل بدل اقتطاع عشرات الدونمات من أراضي أهالي البعنة والتي لم يتبق من هذه الأراضي إلا القليل بعد أن صادروا قبل عشرات السنين أراضي البعنة ودير الأسد ومجد الكروم ونحف جنوب الشارع لإقامة مدينة كرمئيل.

محمد مناع أبو العز رئيس مجلس مجد الكروم :هذه القضية بدأت منذ أكثر من خمس سنوات لكن ماعتس جمدت التخطيط وفجأة عادت ماعتس لتحيي هذا المخطط من جديد ..لا يعقل أن تغلق منافذ مجد الكروم وتصبح قريتنا أشبه "بمعتقل مغلق " ، اليوم يتحدثون ويخططون لإقامة مفرق جديد مقابل حي ذيل المسيل وبناء جسر من فوق شارع 85 وأنا أقولها بصريح العبارة أن هذا الجسر هدفه خدمة المنطقة الشرقية التي استولت عليها كرمئيل في سنة 1976 والمنطقة الغربية التي استولت عليها مسغاف في سنة 1982 ، ليس عندي أدنى شك أن هذه المخططات هدفها توسيع منطقة النفوذ لكرمئيل من الرامة شرقا وحتى البروة غربا ،لقد اجتهدنا كثيرا في سنة 1992 في نقل الشارع القديم عكا صفد من اجل إبعاد مخاطر حوادث الطرق في حينه والتي قطفت وزهقت أرواحا كثيرة من أهالي مجد الكروم وكان لدينا مخطط توسيع المنطقة المحاذية للشارع القديم من الجهتين الشمالية والجنوبية وإقامة العديد من المحلات التجارية التي تعود بالفائدة على المواطنين والمجلس المحلي ، أما اليوم وبحسب المخطط الجديد فسيمنع أي زائر أو سائح من الدخول إلى مجد الكروم .. قضيتنا عادلة ولا يمكن أن نسمح من محاصرة مجد الكروم وجعلها "كقرية جسر الزرقاء " .. مراسلنا تحدث إلى النائبة حنين الزعبي التي وصلتها رسالة عضو المجلس خطيب بهذا الشأن فقالت ..

النائبة حنين الزعبي – التجمع :بناء على طلب أعضاء المجلس المحلي في مجد الكروم (التجمع )فقد قدمت طلبا مستعجلا إلى رئاسة الكنيست مطالبة بحث هذا المخطط المأساوي ومن جهة أخرى فقد قمت بتوجيه رسالة مستعجلة إلى وزير المواصلات يسرائيل كاتس مطالبه إياه بالتدخل فورا لمنع تنفيذ هذا المخطط قبل الاستماع إلى رؤساء السلطات المحلية في المنطقة وأهالي القرى في الشاغور

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]