عندما انهيت المقابلة مع السيدة سعدى حجيرات والتي تعمل مضمدة وسائقة سيارة اسعاف في مركز حياة الطبي في مدينة شفاعمرو وكنت اجمع حاجياتي التي كانت على الطاولة، تلقى الموظف هاتف عن حالة طارئة في احدى العيادات المحلية فهرعت سعدى حجيرات إلى سيارة الاسعاف مع الطاقم الطبي، وفي هذه الحالة فان السرعة هو سيد الموقف ورغم ان الارواح بيد الله... هذا هو عمل الطواقم الطبية والاسعافات والطوارئ ينتظرون في مكاتبهم وغرفهم مكالمة عن حادث هنا وحادث هناك وعن طفل علق بين اطارات السيارات وطفل وقع من الطوابق العليا وسائق وركاب انقلبت سيارتهم ومريض عاجز لا يستطيع الوصول إلى عيادته وهكذا هي الصور التي تتعامل معها مراكز الطوارئ الطبية وتتعامل معها الفتاة الشفاعمرية سعدى حجيرات والتي بدات مضمدة واليوم تعمل سائقة بسيارة الاسعاف.

أردت التحدي لأثبت بان المرأة العربية قادرة

عندما سالت سعدى لماذا وصلت إلى هذه المهنة، قالت : كنت ازور المستشفى وارافق امي وخلال انتظاري في هذه الأماكن كنت أشاهد سيارات الاسعاف وطواقمها الطبية ولاحظت بان الفتيات غيبّن عن هذا المجال من العمل، فقررت التحدي والدخول في هذا العالم وانقاذ الاخرين ولاثبت بان الفتاة العربية قادرة على التحدي والوصول إلى محطات كانت محظورة عليها. ولا اخفي باني اردت ان اكون فتاة مميّزة.

وأضافت:  هناك أسباب أخرى لإمتهاني مهنة "المضمدة"، فعندما كنت ارى طفل صغير يختنق من قشرة ولا اعرف تقديم المساعدة لأنقاذه وآخر يسكب عليه الماء الساخن، كنت أتمنى لو أني أعرف كيف اساعدهما.

صورة حوادث الأطفال تبقى مطبوعة في ذاكرتي

سعدى حجيرات تعمل في هذا المجال منذ حوالي 5 سنوات وكثيرا ما كانت تقول بأنها أم قبل أن تكون مضمدة أو سائقة سيارة إسعاف، فالأم هي مجمع للأحاسيس، وعندما سألتها عن الحوادث التي لا تفارق تفكيرها قالت : رأيت ومن خلال عملي الكثير من الحوادث والتي ما زالت راسخة في راسي ولا تنفصل عن مشاعري، عندما كان شاب من الكعبية يصطحب اخته في ليلة زواجها إلى شفاعمرو لتزين نفسها في ليلة زفافها حيث وقع لهذا الشاب حادث طرق عندما علق تحت الباص وقد كان المنظر صعب للغاية لما حملته هذه القصة من مأساة ليتحول الفرح إلى ترح ولا شك بان حوادث الاطفال هي الراسخة دائما في عقلي عندما تسكب الام الحليب الساخن على جسد طفلها بدون أي ذنب لعدم حرصها والالام التي تصيب هذا الطفل.

الطاقم الطبي الذي حولي هو الذي يشجعني كفتاة

سعدى حجيرات ليست الوحيدة التي تعمل في المركز الطبي حياة بل هي الوحيدة التي تعمل سائقة سيارة إسعاف وبشكل مؤهل في المنطقة ومن هنا قالت: لا شك بان العمل مع طاقم كله من الرجال صعب على الفتاة العربية، وما يقوم به الشاب في هذا العمل يلزمني أن أقوم به، لكن الطاقم يمنحني مشاعر الزمالة والاحترام حيث تسقط المسافات بيننا. واذا كنت قد حققت جزء من حلمي فهو بفضل هذه المجموعة حيث اقوم بترتيب عملي بين رعاية اطفالي ونظام العمل في المركز الطبي وكثيرا ما اطلع اولادي على الحوادث التي تمر علي من اجل توعيتهم

حلمي في الخطوة الاتية ان اكون طبيبة ميدانية

عندما سالت سعدى عن حلمها والخطوة الاتية قالت: لا شيء يقف امام الطموح فاشعر بتشجيع من حولي من الزملاء ولا اخفي بان الخطوة القادمة ستكون التوجة للتعليم لاكون طبيبة ميدانية، ورغم ايماننا بان الارواح هي بيد الله اولا فان الطاقم الطبي الذي اعمل معه وعندما يكون جاهزا لاي حالة طارئة فاني اشعر بان المنطقة امنة فكل ما نفكر به كيف نصل للمصاب في أي حادث وماذا نعطيه.

وعندما سالتها عن السرعة التي تتقيد بها قالت: السرعة المسموح بها 120 كم في الساعة وفي كثير من الحالات لا تخدم السرعة الموقف فقد يحصل لي حادث وانا بطريقي لانقاذ الاخرين .

الحوادث البيتية في وسطنا العربي ممكن تفاديها

خلال الحديث مع سعدى حجيرات سالتها عن الاصابات البيتية التي تكثر في الوسط العربي خاصة فقالت: الام التي لها طفل وفي سنته الاولى لا يفرق بين الاشياء ويريد ان يلمس كل شيء ووضعه في فمه لان الطفل في هذه المرحلة يريد استكشاف العالم ودورنا نحن الامهات هو الانتباه لاطفالنا ومراقبتها ووضعهم في أماكن امنة وتهيئة الظروف والوسائل في محيط سليم فكثيرا هي الحوادث والسقوط من الطوبق العليا والدهس في ساحات العائلة وكل ذلك الصور تحتاج إلى الانتباه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]